منتدى استراحات زايد - سقوط وزير العدل رسميا في وحل حوار العرين

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

لن أستغرق في جدلية أن الموجود في – العرين – هل هو ( حوار أو خوار)، ولكن أردت أن أشير إلى مكسب حققته المعارضة في هذا الحوار – بنقطة خ أو بدون نقطة ح – وهو إسقاط هيمنة وزير العدل الذي يمثل الغطرسة الخليفية في تلك الجلسات، فقد أريد لهذه الجلسات أن تختزل الحراك الشعبي وأن تقبل بالفتات والصدقات السياسية والعطايا الخليفية، إلا أن خطاب الوالد المفدى آية الله قاسم فيما يرتبط بمشروع الحوار قد وضع النقاط على الحروف وأجهض جنين الحوار المشوه قبل ولادته.

يتميز وزير العدل – عن بقية وزراء النظام الخليفي من العائلة الخليفية – بأنه طويل اللسان مع غرور وعنجهية، وهو أفضل متحدث عند النظام الخليفي.

ومن خلال متابعتي لجلسات حوار العرين لاحظت أن فريق المعارضة تمكن من إسقاط وزير العدل وكسر هيبته الوهمية (( رسميا )) من خلال عدم الإعتراف به والتركيز على تمثيل الحكم والإستفتاء الشعبي على مخرجات الحوار. بل والرد عليه بذات الكلمات التي تلفظ بها، فلم نسمع رسميا أن مواطنا يرد بشكل رسمي على وزير خليفي ويضطره للإنسحاب ويطالبه بالإعتذار وعدم التلفظ بألفاظ الغطرسة الخليفية وأمام حوارييه ومواليه وعبيده إلا في هذا الحوار – الجلسة الثامنة - ( علما بأنه سقط سابقا وبشكل عملي في ملف هدم المساجد والكادر الطبي وغيرهما من الملفات) .

في الحقيقة فإن مطلب تمثيل الحكم (( في نظر خليفة بن سلمان )) هو مطلب يحقق هدف إسقاط الحكومة – بإقرار من الحكومة في حال الإستجابة له -.
ومطلب الإستفتاء الشعبي (( في نظر حمد بن عيسى )) هو مطلب يحقق هدف إسقاط الدكتاتورية للنظام الخليفي
وعدم تنازل فريق المعارضة عن هذين المطلبين هو أهم مكسب للمعارضة في جلسات العرين.

فقد كان الهدف من الحوار هو تقليص المطالب الشعبية والنزول بها إلى أدنى مستوى ممكن، ولم يكن الغرض تحقيق المطالب الشعبية، وثبات فريق المعارضة على مطلب تمثيل الحكم والإستفتاء الشعبي هو حماية لشعار إسقاط الحكومة وإسقاط الدكتاتورية ( النظام الخليفي المستبد ).
ومن هذا المنطلق نقرأ تصاعد الحراك الشعبي الذي تبنته الجمعيات السياسية تزامنا مع الدخول في حوار العرين.

فالمعارضة لم ترم بثقلها في الحوار ولم تنظر إليه كبوابة كبيرة لتحقيق المطالب، وإنما تعاملت معه كنافذة صغيرة يمكن من خلالها الحفاظ على المطالب.

فهذه الجلسات وإن لم تحقق المطالب الشعبية، إلا أن فريق المعارضة استطاع أن يحافظ على المطالب الشعبية وأن يحميها وأن لايفرط بها.

النظام الخليفي أراد من خلال هذه الجلسات أن يحقق عدة مكاسب

أولا: إعطاء الشرعية للحكومة من خلال وجود وزير حكومي خليفي، من دون أن يكون ممثلا عن الحكم.
ثانيا: إعطاء الشرعية للبرلمان الكسيح من خلال حضور نواب وشورويين.
ثالثا: تبرئة وزير العدل من ملف هدم المساجد.
وغيرها من المسائل.

إلا أن أداء فريق المعارضة حال دون تحقيق هذه المكاسب للنظام الخليفي من خلال الإصرار على مطلب تمثيل الحكم والإستفتاء وبناء المساجد المهدمة والإفراج عن معتقلي الرأي والتكافؤ في طاولة الحوار وغيرها من المطالب، وحاليا يريد النظام الخليفي - بعد عجزه عن الإستفاده من فريق المعارضة في تحقيق هذه المكاسب- يريد أن يغلق ملف حوار العرين ولكنه يريد أن يثبت أيضا بأن المعارضة هي سبب فشل الحوار.

ولله الحمد حكمة وحنكة فريق المعارضة فوت الفرصة على النظام الخليفي، وأعتقد في المستقبل القريب سيطرح من قبل النظام وجود لجنة مشرفة من جامعة الدول العربية - لأن أجرة أعضاء هذه اللجنة مدفوعة الأجر من البترول السعودي- علما بأن المعارضة تصر على وجود لجنة من الأمم المتحدة.

ما يهون الخطب هو وجود صمام أمان لمطالب الشعب متمثلا في الوالد المفدى سماحة آية الله قاسم حفظه الله، فمهما يكيدون ويمكرون، فالله عز وجل خير الماكرين.

الكاتب الاخ العزيز " حيدراني "