منتدى استراحات زايد - كيف يستفيد الائتلاف من نجاح استراتيجيات حزب الله،قراءةلأحداث 14و15مارس

كيف يستفيد الائتلاف من نجاح استراتيجيات حزب الله... قراءة لأحداث 14 و15 مارس

http://www.lulu-awal.com/news/photos...1353933529.jpg

فاضل مدن – لؤلؤة أوال

لا يمكن بأي حال من الأحوال التقليل من حجم الانتصار الميداني للائتلاف خلال اليومين السابقين، ولكن هناك العديد من الأمور التي يجب الاستفادة منها عبر قراءه تجربة حزب الله اللبناني، فواحدة من أهم الركائز التي اعتمد عليها حزب الله في البقاء -رغم الاستهداف المستمر الذي يتعرض له- هو ذوبان الحزب في المجتمع اللبناني، وبالتالي فلا يوجد هدف واضح يستطيع الكيان الصهيوني أن يضربه، ولا يوجد موقع محدد تستطيع الاستخبارات الأمريكية رصده.

في المحصلة أصبح حزب الله كالأملاح الذائبة في مياه المجتمع اللبناني، والسبيل الوحيد لفصل الأملاح هو أن يتم غلي الماء بأكمله وتبخيره، والقيام بهذه العملية على مستوى بلد هو أمر مستحل حتى على القوى العظمى. وليس الموضوع مقتصرا فقط على التواجد خارج ساحات القتال، بل حتى أثناء المعارك، فعمليات حزب الله كانت عبارة عن سلسلة من العمليات القصير التؤدي أهدافها ثم يختفي المحاربون مرة أخرى، فما هي الفائدة من تعريض المقاتلين للخطر بعد تحقيق أهدافهم المحددة بدقة.

لا خلاف أبدا في أن العودة للدوار هي عودة حتمية، والتظاهر فيه هو قدر لا يستطيع النظام تغييره، وكل ما يستطيع عمله هو تأخير هذه العودة، ولكن وعلى مستوى الثورة البحرينية فإن الصراع تحول إلى صراع بعيد المدى، وبالتالي فإن الخسائر لا بد أن تكون محسوبة بدقة من أجل الحفاظ على النفس الطويل، والعودة للدوار رغم أهميتها الرمزية الكبيرة إلا أنها:
1- انتصار بالغ الصعوبة.
2- باهظ الثمن، فلا أقل من جود إصابات من أجل استعادة الدوار ولا يستبعد وقوع الشهداء.
3- مكسب يصعب المحافظة عليه، بل أن تكلفة الحفاظ عليه قد لا تقل عن تكلفة الوصول للدوار، خصوصا أن الهجوم المضاد على الدوار لن يراعي النساء الموجودات فيه

وبلحاظ الفترة التي من الممكن الحفاظ على الدوار خلالها، فإن الفوائد الكبيرة لا توازي الخسائر بحسب وجهة نظري الشخصية على الأقل، واستراتيجيا فإن التواجد في الدوار سيقدم هدفا سهلا يمكن ضربه بكل سهولة.

الضرب في الأماكن الموجعة
عودة إلى حزب الله، فحينما وجد المخططون في الحزب أنه من غير الممكن مرحليا هزيمة الكيان الصهيوني في معركة مصيرية أو عدة معارك متتالية، فقد قرروا أن يتجهوا إلى استراتيجية بعيدة المدى، وعوضا عن التركز على الهدف الكبير مباشرة، أصبحت الخطة هي رفع تكلفة البقاء في لبنان على الكيان الصهيوني، وذلك عبر مجموعة كبيرة من الأهداف صغيرة التي يتم إنجازها من خلال عمليات نوعية محسوبة بدقة من ناحية التوقيت والأهداف والتكلفة.
ومع ارتفاع التكلفة لم يعد الرصيد الصهيوني كافيا لدفع فاتورة التراب اللبناني، فكان خيار الرحيل خيارا حتميا وفق الحسابات العقلية.

الائتلاف يستطيع أن يتبنى استراتيجية مماثلة -إن لم يكن يفعل حاليا- وذلك من خلال التركيز على مقومات بقاء النظام، وتحديد سلسلة من الأهداف التي تهدم في مجموعها أعمدة النظام، وبالتالي يؤدي إلى انهياره.

تاريخ النشر: 2013/03/16

المصدر: http://www.lulu-awal.com/news.php?newsid=141