![]() |
هل يُستخرج اللؤلؤ من البحر العذب ؟ سؤال لأهل الخبرة . قال الله تعالى : {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ , بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ , فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان , يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} (19-22 ) سورة الرحمن وقال تعالى : {وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا } (12) سورة فاطر ذكر الله تعالى في هاتين الآيتين أن حِلية البحر ( اللؤلؤ والمرجان ) تُستَخرَجُ من البحرين ( العذب والملح ) , وظاهر الآيتين صريح في الأمر . ولكن الغريب أن أكثر المفسرين على أن الحلية لا تُستخرجُ إلا من البحر الملح فقط , وأن الآيتين ذكرتهما معاً والمراد أحدهما . قال القرطبي في تفسيره : " وقال ( منهما ) , وإنما يخرج من الملح لا العذب , لأن العرب تجمع الجنسين ثم تخبر عن أحدهما كقوله تعالى : " {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ } (130) سورة الأنعام , وإنما الرسل من الإنس دون الجنّ ... وقال الفارسي : هذا من حذف المضاف أي من أحدهما كقوله : { عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} (31) سورة الزخرف أي من إحدى القريتين .." تفسير القرطبي : 17 / 107 , وانظر : معاني القرآن للفراء : 3/115 , ومعاني القرآن للزجاج 5/ 100 , إعراب القرآن للنحاس : 4/ 307 . بل ذهب ابن جرير الطبري نقلاً عن ابن عباس أن المراد بالبحرين : بحر السماء وبحر الأرض : أي المطر والبحر , فإذا وقع ماء السماء على البحر انعقد لؤلؤاً فصار خارجاً منهما . راجع تفسير القرطبي والنحاس السابقين . ومع ما في هذا القول من بُعدٍ وإغراب إلا أنه يؤكد الرأي السابق وهو أن اللؤلؤ والحلية البحرية لا تخرج إلا من الماء الملح . هنا أطرح سؤالاً للمختصين بالغوص وعلى رأسهم أخونا القدير : السر الكبير . ما رأيكم بهذا التفسير ؟ وهل هو فعلاً مطابق للواقع ؟ بمعنى أن الحلية لا تخرج من البحر العذب أبداً , لا سيما وأن بعض المفسرين ذكر أن الآيتين على ظاهرهما وأن اللؤلؤ يخرج من العذب كما يخرج من الملح ( راجع تفسير القرطبي الموضع السابق ) وشكرا لكم أحبتي في الله . |
الساعة الآن 08:42 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir