منتدى استراحات زايد - تراشق بين التيار المدني والوفاق وصل الى الصحافة بين القيادات

كن جميلا كما أحب لك والدك السيد كاظم

http://www.akhbar-alkhaleej.com/AAK/.../date_icon.jpg تاريخ النشر :4 مارس 2013

بقلم: حسن عبدالله المدني

لم تفاجئني حملة السب والتشويه الموجهة لشخصي والتي توسلت مواقع التواصل الاجتماعي وإن لم تقتصر عليها بعد مقالي الأخير «رايات ضلال»، الذي تساءلت فيه عن إسلامية الحراك، فقد تعودت أن أشتم في كل مرة أعبر فيها عن وجهة نظر تخالف «المعارضة المقدسة» أو «المرجعية المعصومة» رغم عملهما في الشأن العام وادعائهما الدفاع عن حقوقنا، كما تعودت على صمت الذين يؤيدون ما أذهب إليه ولا يعبرون عن هذا الرأي صراحة، بل يفضلون السكوت إيثارا للسلامة وخوفا على أنفسهم وأهليهم من بطش «المعارضة» ومحازبيها وأنصارها، وماانفكوا ينصحونني ويطلبون منى الكف عن التعبير عن رأيي - رغم أنه رأيهم أيضا - فيما يخص «المعارضة» و«مرجعيتها» و«مرجعية مرجعيتها»، وبالرغم من أنني لا أشك في حبهم وإخلاصهم لي وخوفهم علي إلا أنني أختلف معهم وأنا مقتنع تماما بضرورة التعبير عن رأيي أيا كانت درجة اختلافه مع رموز الحراك احتراما لذاتي وتعبيرا عن رأي شريحة عريضة تتوزع على مختلف مناطق البحرين يشرفني أن أكون واحدا منها، ومن الظلم أن يكتم صوتها، ولذا فإن صوتي هذا هو رفض لمصادرة الرأي وتأكيد لحقي في التعبير.

وإذا كانت ردود الفعل الشاتمة مقتصرة من قبل على المقنعين السابحين في الفضاء الإلكتروني كالأرواح لا أحد يراها ولا يعرف هوية أصحابها، فإن ثمة شيء غريب قد حدث هذه المرة بعد نشر مقالي المذكور وهو أن عضوا من جمعية الوفاق الوطني الإسلامية قاد حملة التهجم والتشويه لشخصي في الإعلام الاجتماعي، وهو السيد جميل كاظم رئيس شورى جمعية الوفاق ونائبها السابق وممثلها في حوار التوافق الوطني في عام 2011 وفي عام 2013، وبعد فتحه النار (وأهنيك على قوتك ضد أبناء شعبك) نزلت عليّ حمم عشرات الشتائم التي لم تستثن والدي الشهيد عبدالله المدني ولم توفر عمي سماحة الشيخ سليمان المدني رحمهما الله، وبدا لي وأنا أتصفح شتائمهم أن «الجماعة» بلا قضية!!

فقد قال السيد جميل كاظم وهو زميلي في حوار التوافق الوطني 2011 في تغريدة له: «حسن المدني بعده عايش في الماضي وقد كافأته السلطة على شتم طائفته فهنيئا له»، وبداية تعليقي هو تساؤل أرجو إلا يغضبك: ألم يكن الأجدى بك وأنت رئيس شورى جمعية «إسلامية» وممثلها في الحوار أن تتأدب بأدب جدك رسول الله صلى الله عليه وآله الذي قال عنه الله عز وجل «وإنك لعلى خلق عظيم»؟ وتتذكر أن كلمة «شورى» تنطوي على وجوب التعقل والحكمة والتريث؟ هل يليق بشخص في مثل موقعك ونسبك أن يتهجم على الناس بسبب آرائهم ودون وجه حق؟ هل نسيت حين أطلقت تغريدتك المخونة أن جمعيتك تطالب ليل نهار بالديمقراطية وحقوق الإنسان؟ وإذا كان هذا مستوى ردك وأنت في هذا الموقع من التنظيم فماذا أبقيت للعوام؟ ثم إنك لم تورد لنا ولا للمتابعين أي لفظ في المقال فيه شتيمة، ولا أظنك تجهل في أي بيت تربيت كي أشتم الآخرين، كل ذلك يحدث بينما لم تناقش نقطة واحدة من النقاط المذكورة في المقال علما بأنها كانت تساؤلات، وليتك أجبت عن واحد منها.

أخي السيد جميل أخشى أنك تختزل الطائفة الشيعية في جمعيتك أو في جناح منها، وتأسيسا على ذلك فإن أي نقد لأداء الجمعية السياسي تعده شتما للطائفة، وهذا منحى خطير وخطأ جسيم لا ينبغي لمثلك الوقوع فيه؛ فالطائفة - مع احترامي الكامل لكل مكونات الشعب - أكبر من الجمعية وأكبر من الحزب وهي الباقية والتنظيمات زائلة وهي ثابت والحزب متحول وفان، وإن كنتم تحبون طائفتكم فعلا وتحترمون أفرادها فاسمحوا للتعدد فيها أن يظهر إلى النور فعلا ولا تحاربوا المختلفين معكم ولا تجعلوا من إخوتكم وأخواتكم قطيعا يجري وراءكم، واحذروا أن تحاربوا الطاقات إن اختلفت مع رؤاكم ومنهجكم السياسي فأول الخاسرين أنتم!!
السيد جميل المحترم اتهمتني بأنني مازلت أعيش في الماضي حينما تساءلت عن مدى إسلامية الحراك الذي يعنون نفسه بالإسلام، ولم تأت بشاهد واحد يدعم قولك، لكن لا بأس.. هلا نورتني وعلمتني كيف أصبح حداثيا؟ ومن هو نموذجك في الحداثة والتنور؟ وهل أنك في المقابل تعيش الحداثة في أبهى صورها ما جعلك تعيب على غيرك أنه يعيش في الماضي؟ واتهمتني يا أبا هاشم ظلما أنني شتمت طائفتي فكافأتني السلطة، وأسألك لو كانت السلطة تكافئ الذين يسيئون إلى طوائفهم كما تقول، فهل تعلم من الذين سيأخذون الكأس بجدارة واستحقاق في هذا المضمار؟!

يا أبا سيد علي أخشى أن تسيء لنفسك بإساءتك لي - وهذا ما لا أرضاه لك - فيقال لك: إن هذا الكلام الفارغ الساذج المسيء الخالي من القيم صادر عمن هو في «المعارضة» يطالب بالحقوق ليل نهار فكيف سيكون القول؟ بل كيف سيكون الفعل لو أصبحت مثل هذه «المعارضة» في السلطة؟