منتدى استراحات زايد - فعالية بنك الكرامة.. من المقدمات المهمة لإضراب الكرامة 2

باسمه تعالى

فعالية بنك الكرامة.. من المقدمات المهمة لإضراب الكرامة 2

ليست هي الدعوة الأولى التي يطلقها شباب الثورة لسحب الأرصدة والودائع من البنوك والمصارف المقربة من العصابة الخليفية المجرمة، ولكن تأتي الدعوة الأخيرة ما بين فعاليتين للإضراب الشامل والعصيان المدني، فضلاً عن تبني الائتلاف للحملة ودعمها إعلامياً، وهذا ما يوفر المناخ المناسب لإنجاح مثل هكذا دعوة سيما إذا تكاتف الشعب وشارك بقوة في هذا الفعالية، فأنها ستكون رافعة قوية جداً لإنجاح إضراب الكرامة 2، وستضاف للعوامل الأخرى الممهدة والمساعدة لإنجاح الإضراب القادم.

ولكن بناء على التجارب السابقة يتضح ضعف التفاعل الشعبي مع هكذا فعاليات هامة ومؤثرة جداً في ضرب اقتصاد العصابة الخليفية، وهذا يعود بطبيعة الحال لشبه إنعدام – إذا لم نقل إنعدام كلي – لحالة الوعي الشعبي وإدراك الأهداف والتأثيرات الموجعة لمثل الفعاليات على اقتصادات الأنظمة السياسية، وعليه ننتطرق بشكل موجز ومببسط لهذا المسألة الحساسة:

كيف هي آلية عمل البنوك ؟ وكيف لفعالية بنك الكرامة أن تأثر على هذا الآلية ؟

إن آلية عمل البنوك - بشكل عام - تقوم بدور الوسيط بين أصحاب الحسابات الجارية والمودعين من جهة وبين المستثمرين من جهة ثانية، أي أن البنك يأخذ الأموال من أصحاب الودائع ويقوم بإقراضها للمستثمرين أو المقترضين، ويتدخل البنك المركزي – الخاضع تحت إدارة النظام الحاكم - في هذه العملية بأن يطلب من البنوك أن تقوم بإيداع جزء من أموالها لديه، وفي حال حدوث أي مشكلة أو أزمة يستطيع البنك المركزي تمويل البنك من تلك الأموال.

مثال: نفترض بنك (س) زبائنه من المواطنين البحرانيين قاموا بإيداع 90 ألف د. ب لديه، عندها يقوم البنك بوضع 20 ألف د. ب كاحتياطي منها لدى مصرف البحرين المركزي، ثم يقوم بالاحتفاظ 20 ألف د. ب آخر لمواجهة حالات طلب النقد والسيولة، ثم يستثمر 50 ألف د. ب بإقراضها إلى المستثمرين.

طبعا هنا يوجد نقطة هامة يجب التأكيد عليها وأن تكون واضحة للجميع، وهي أن آلية العمل هذه لا تكون ممكنة إلا في حالة توفر إليها استقرار ومناخ سياسي في البلد، فمثلا: لو اتفق جميع المودعين وأصحاب الحسابات الجارية لدى بنك (س) بسحب الـ 90 ألف د. ب في وقت واحد، سيؤدي ذلك مباشرة إلى أن يعلن البنك (س) إفلاسه؛ لأنه لن يستطيع أن يطلب من المستثمرين أن يقوموا بسداد 50 ألف د. ب فوراً، وبالتالي سيعتمد بداية على 20 ألف د. ب الموجودة لديه، ثم سيطلب من البنك المركزي أن يعطيه 20 ألف د. ب الموجودة لدى البنك المركزي، وأخيراً سيعلن إفلاسه.

بعد ما ذكر، هنا تأتي أهمية فعالية بنك الكرامة في تسديد الضربة القاضية لبنوك العصابة الخليفية، وتفتيت أُسس أهم عصب تتقوم عليه هذا العصابة المجرمة إلا وهو الاقتصاد، خصوصاً أن البيئة والمناخ السياسي والأمني في البحرين في حالة موت سريري، بالتالي هي بيئة غير آمنة للمستثمرين ولا للبنوك، ومتعارف بين الاقتصاديين مقولة المال جبان، في حال عدم توفير شرط البيئة الآمنة والمستقرة يفرّ ويهرب لمكان آخر، وعندما نعود للتقرير الاقتصادي المنشور في صحيفة الوسط ( الجمعة 01 مارس 2013م) تحت عنوان: " الأحمر يُخيم على بورصة البحرين.. "، يذكر في التقرير بأن القطاع الثاني المتراجع في بورصة البحرين هو قطاع البنوك التجارية متراجعاً بنسبة 1.56 في المئة الى المستوى 1963.22 نقطة مقابل 1994.3 نقطة ليفقد من قيمته 31.08 نقطة، وقد جاء هذا التقرير مع بدء حملة التحشيد لفعالية بنك الكرامة المقرر تنفيذها في يومي الاربعاء والخميس ( 6 – 7 مارس 2013م)، بما يعطي مؤشر على نجاح هذا الفعالية قبل بدءها، وأنها ستكون من أهم العوامل المساعدة على إنجاح الإضراب الشامل في يوم الخميس 14 مارس، لتنتقل معركتنا شعبنا مع العصابة الخليفية لمرحلة متقدمة تقترب أكثر وأكثر من ساعة الحسم النهائي بأذن الله تعالى.