موضوع يخص الجميع (مهم )
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول من جريدة المدينه السبت 28/5/1430

السبت, 23 مايو 2009


أ.د. عبدالعزيز رادين




العناصر والمركبات الكيميائية المستخدمة في صناعة الغذاء تعدّ بآلالاف بل بعشرات الآلاف.... منها ما هو لحفظ المنتج من التلف.. المبكر... ومنها ما هو لإكساب المنتج.... الطعم والرائحة... أو اللون... أو القوام. هذه المركبات تضاف إلى المنتج بنسبة معيارية بالغة الدّقة... تصل في كثير من الأحيان إلى أجزاء من المليون..ppm... وعدم الدّقة في هذه النسب يؤدي إلى أضرار جسيمة بصحة الإنسان. عادة ما يرمز لهذه المواد.. بحرف(E) وأمامه رقم يدلّ على هذا المركّب أو ذاك ويكتب هذا الرمز على حاوية المنتج الغذائي.. وفي حالات كثيرة لا يتمّ ذلك.
* الكشف عن وجود هذه المواد وتحديد النسب المستخدمة منها يحتاج إلى وجود معامل تحليل بالغة التطوّر والدّقة... المتناهية. البعض لديه هذه الإمكانية.. والكثير ليس لديهم هذه الإمكانية بعد. فيلجأون إلى التعاقد مع معامل متخصصة عالمية أو محلية للقيام بهذه المهمة.. “حفاظاً على صحة المواطنين من الأضرار الجسيمة التي يمكن أن تتسبب فيها هذه المنتجات”.. قبل السماح لهذه المنتجات من النزول إلى الأسواق. والأمثلة على هذه المنتجات التي تحتوي على مواد كيميائية ضارّة بصحة الإنسان كثيرة ومتعددة.. ويصعب حصرها... ومنها ما سمعناه أخيرًا عن مادة الميلامين التي أضيفت إلى حليب الأطفال.. أو التي استخدمت في صناعة الاطباق البلاستيكية الضارة التي تم سحبها من الأسواق.
* مصانع الأغذية التي تستخدم المواد الكيميائية.. لم تعترف بعد بشدّة الأضرار لهذه المواد ولهذا فهي ما زالت تستخدم هذه المواد في منتجاتها.. وتركت الأمر لاختيار المستهلكين.. إما بالمنع.. أو بالسماح.. كل حسب رغبته.
* من هذه المواد التي ما زالت مستخدمة في صناعة الغذاء... على سبيل المثال لا الحصر:
(1) مادة أحادي صوديوم الجلوتاميت.. المكسبة لطعم اللحوم.. والأضرار المنسوبة اليها... العقم.... وفقدان الذاكرة... وضمور خلايا المخ.. والتأثير على وظائف الكبد والكلى.
(2).. مادة بروبيل هايدروكسي بونزيت..(E216)، (E217)... (E228) هذه مجموعة من المركبات تستخدم لمنع ضياع اللون الأصلي للأغذيىة المحفوظة..كاللحوم.. والفاكهة المجففة كما تستخدم لحفظ العصائر الطبيعية المعلبة... الأضرار المنسوبة إلى هذه المجموعة... تضييق المجاري الهوائية التنفسية... وتهييج بطانة المعدة.. وتدمير الفيتامين (B1) الذي يحتاجه الجسم للحفاظ على صحة الاعصاب والقلب.
(3) مادة بوتاسيوم يفتريت(E252) توجد هذه المادة في اللحوم المحفوظة والمقانق ولحم العلب... من أضرارها.. تحفيز الأورام السرطانية.
(4) مادة بروبيل جالات (E310)... تستخدم بشكل خاص للحفاظ على الزيوت والزبدة والشحوم الحيوانية من التلف... من أضرارها... الاضطرابات الهضمية.. والحساسية الجلدية... وهذه المادة ممنوعة من أغذية الأطفال لاحتمال تسببها في اضطرابات لدم الأطفال.
* مادة بيتاليتد هيدروكسيل اينزول..(E320).. مادة حافظة تستخدم في زيوت الطبخ.. والعلكة... والمكسرات ومأكولات التسالي المحتوية على البطاطس... وأوراق تغليف الأغذية.. من الأضرار المنسوبة إلى هذه المادة الحساسية الجلدية... ومخاطر سرطانية كبيرة.
* مادة ترترازين(E102) (E23) (E155) وهذه مواد ملونة تضاف الى حلويات الاطفال.. لاعطائها لوناً جذاباً.. كما تضاف الى المربيات والمشروبات الاصطناعية.. ومواد تزيين الكيك... من الأضرار المنسوبة إلى هذه المواد.. مرض الربو والحساسية.. تدميع العين... وضبابية الرؤية.. وبعضها يحفز على ظهور السرطان وتسبب تلفاً في كروموسومات الخلايا.
هذا قليل من كثير.. من تلك المواد الكيميائية التي ما زالت مستخدمة في صناعة الغذاء. فماذا علينا أن نفعل.. لحماية مجتمعنا من هذه الاخطار المحتملة.؟ وأخشى ما أخشاه أن يكون الضرر قد وقع ونحن لا نعلم به..! فعلينا الإسراع في اتخاذ الخطوات العملية اللازمة لحماية مجتمعنا من هذه الأخطار الحقيقية وتبعاتها الاجتماعية والاقتصادية.
* أولاً نظام صارم المراقبة سلامة الغذاء ومنع الغش والكشف عنه ومعاقبة المخالفين بأشد العقوبات.
* ثانياً: إنشاء معامل متخصصة ذات تقنية عالية.. والتعاقد مع معامل عالمية أو محلية.. والاستعانة بالجامعات.. لإجراء التحاليل اللازمة للمنتجات الغذائية المحلية والمستوردة قبل السماح بتداولها في أسواقنا.
ثالثاً: تفعيل دور الجمعية الأهلية لحماية المستهلك.
رابعاً: توعية المواطن بأخطار هذه المواد وحثّه على عدم شراء المنتجات التي تحتوي على هذه المواد الكيميائية الضارة وبالأحرى عدم شراء أي منتج.. مبهم لا تُذكر فيه قائمة المحتويات مهما رخص ثمنه.
* ولنا حديث.. آخر.. عن لعب الأطفال وعن المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية المستخدمة في الزراعة.
وبالله التوفيق