ما حقيقة الخلايا الثورية ؟ وكيف نميز بين عملها وعمل المخابرات ؟
 

ما حقيقة الخلايا الثورية ؟
سؤال يطرح نفسه بقوة بعد ظهور عدد من الخلايا التي تعلن عن نفسها في مواقع التواصل الإجتماعي بمسميات ثورية وتنسب لنفسها عمليات حرق بعض المواقع التجارية ، نحاول من خلال هذا البحث المتواضع أن نجد له الإجابة الصحيحة والموقف الصحيح تجاهها .
في الحقيقة هذا الجدل أثير في وقت سابق تحديدا بعد حرق باص شركة كارس وعملية العكر في العام الماضي ولكن توقف نسبيا حتى مطلع هذا العام حيث أثير من جديد على أثر بعض عمليات الحرق وظهور بعض الجهات التي تتبناها .
كما يلاحظ أن هذا الجدل يثار على أعتاب كل مرحلة من مراحل تطور المقاومة وتصعيد أدواة الدفاع المقدس .
قد نختلف في توصيف هذا العمل هل هو مقاومة مشروعة ودفاع مقدس؟ أم هو تخريب وفيه تشويه للحراك السياسي ؟ ولكنا نتفق بأن هذه الجهات مجهولة ، وأنها قسمت الشارع بين مؤيد ومعارض ، وقابل ورافض ، مستنكر ومستبشر .
بغض النظر الآن عن رأينا في هذه العمليات رفضا أو تأييدا ، نريد أن نعرف حقيقة الجهات التي تقف وراءها ، هل هي مخابرات أم ثوار؟
ولأنا لا نملك الدليل الملموس ، والإثبات المحسوس الذي يثبت هوية الجهة القائمة بهذه الأعمال بشكل قاطع وجازم ، فلا يسعنا إلا أن نتريث ونراقب ونرى الملابسات المحيطة بالعمليات التي يتبنونها ، وبيانات الجهة المتبنية لها وردود الأفعال عليها ، ومعرفة ما هي سلبياتها على النظام وإيجابياتها على الثورة ، وكذلك العكس .
ومن الخطأ أن نحكم على هوية الجهات التي وارءها انطلاقا من قناعاتنا
فلا يصح أن نحكم عليها بالمخابرات فقط لأنا من دعاة السلمية ومناصري نبذ العنف .
كما لا يصح أن ننسبها إلى الثوار فقط لأنا من دعاة الدفاع المقدس ورد عنف السلطة وانتهاكاتها بما يردعها ويخرب اقتصادها .
يجب أن ننشد الحقيقة والواقع دائما وأبدا بعيدا عن قناعاتنا وأحكامنا المسبقة ، فلا نتهم الثوار بالمخابرات جزافا ومن غير دليل لأنا ندين هذه الأعمال فنفت في عضدهم ونشترك في ظلمهم .
ولا ننسب عمل المخابرات الى الثورة لأنا نتمنى الرد العنيف والإنتقامي على عنف السلطة فنساعد على تشويه الثورة أو نعبّد الطريق للمخابرات لاختراق المجاميع الثورية .
اعتقد من الممكن معرفة هوية الجهة التي تقف وراء هذه العمليات اذا عرفنا ما الرسالة التي يريد أن يوصلها الثوار إن كانوا هم وراء هذه الاعمال ، أو الرسالة التي يريد أن يوصلها النظام إن كان هو وراءها .
ما هي الرسائل التي يراد إيصالها من وراء هذه العمليات ؟
من الطبيعي أن تتصعد الأمور في بلد يقمع شعبه ويباد منذ أكثر من سنتين والعالم يتفرج عليه أن يقاوم ويدافع عن نفسه ويقوم بعمليات انتقامية تبدأ باستهداف مصالح الدولة وعملائها وقد يتطور الى استهداف مرتزقتها رغم أن هذا التحول تأخر كثيرا لعله بسبب وجود تيار معارض لخيارالمقاومة .
كما أنه من الوارد جدا أيضا أن تقوم الحكومة الجائرة بهذه العمليات لتشويه الحراك السلمي أو لتبرير قمعها وانتهاكاتها خصوصا بعد يأسها من إخماد هذه الثورة على مدى عامين ، لا سيما أن سجلها مليء بالمسرحيات المفبركة والمفضوحة .
لذلك أعتقد أنه من الخطأ أن نعمّم ، فنحكم على جميع هذه الخلايا بأنها ثورية ، أو مخابراتية ، فقد يكون بعضها ثوري وبعضها الآخر مخابراتي .
ولكن هل يمكننا أن نميز بين العمل الثوري والعمل المخابراتي ؟ وإذا كان نعم فكيف نميز بينهما ؟

يتبع