منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   الإعلام الجديد... هل سحرنا؟!. (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=1169450)

محروم.كوم 02-25-2013 06:51 AM

الإعلام الجديد... هل سحرنا؟!.
 
تركي الدخيل

يشكّل الإعلام الجديد بكل صوره أحد أبرز الصرعات التي أنتجتْها التقنية الحديثة. من خلال الجهاز الكفي تستطيع أن تخاطب العالم. سيولة في التقنية وسهولة في الاتصال بشكلٍ لم يسبق له مثيل في التاريخ البشري. كان الناس يضيقون من صعوبة الاتصال، بينما البعض يضيق الآن من سهولته. يقترح بعض الأذكياء أن يقوم الإنسان بالتخلص ولو ليومٍ واحد شهرياً من الجوالات. من كل تفاصيلها:"تويتر، فيسبوك، إيميل، واتس آب، بلاك بيري مسنجر" كلها تكون خارج سياق الاهتمام ولو لساعاتٍ من اليوم. أن يجرب الجهاز الصغير الذي لا خاصية فيه سوى الاتصال والرد على الاتصال، وأن لا يعرف هذا الرقم إلا الدائرة اللصيقة. وهذا اقتراح ممتاز لمن يسّره الله عليه.

هذه الوسائل التي نستخدمها، نحن مسحورون فيها، ولذلك لا ندري عن الأشياء التي غيرتها بنا. هناك حالة من الشرود الذي يصاحب أي مجلس من المجالس تحضر فيه هذه الجوالات. البعض ينصت للكلام والبعض الآخر يضغط على الجوال ويوزع الابتسامات حيناً، ويقطب الحاجبين في حينٍ آخر. إحدى العجائز في مدينة بريدة وضعت صندوقاً على باب غرفتها، حين يأتيها الأبناء والأحفاد تشترط عليهم وضع جوالاتهم فيه حتى انتهاء الزيارة، وتريد منهم أن يكونوا معها بكل جوارحهم، تخاف عليهم من الشرود عنها. والبعض الآخر يقترح فصل شبكة "الانترنت" ساعات الوجبات في البيت حتى تتوقف بعض الخدمات فيحصل الانتباه.

ذلك ما يخص الشرود، أما القصة الأخرى التي تغيّرت بنا من دون أن نشعر هي "إلفة الوحدة" في بعض الأحيان، لا يشعر البعض بالحاجة إلى لقاء الآخرين، ولا الاندفاع نحو تغيير الجو والخروج من الأصدقاء، وهذا تغير فيه من الخطأ الشيء الكثير، ذلك أن الإنسان يحتاج بشكلٍ شبه يومي إلى فضاء حر يفتح فيه صدره للحديث والتعبير، وهذا لا يتحقق من خلال التقنية، بل من خلال التحدث إلى صديقٍ أو أكثر، يأتي تفاعل العيون والوجه والابتسامات، يكون للقاء معنىً على عكس بعض الوسائل التقنية التي تجعل الحوار تقنياً.

من بين ما غيّرته التقنية بضخها فينا الغفلة عن التفاصيل، حيث تنتشر الحوادث بسبب إهمال القيادة، والتساهل بالدردشة أثناء القيادة، وهذا أمر خطير، حيث ينسى الإنسان التفاصيل، يفقد الإنسان جزءاً من تركيزه حين يجري المكالمة فما بالكم بالذي يقود سيارته وهو يقرأ أو يتصفح أو يحادث.

بآخر السطر، يمكن للإنسان أن يمارس ما يشاء مع وسائل اتصاله شرط عدم التعدي على الآخرين أو قصد الإضرار بهم.


الساعة الآن 09:39 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227