إضراب الكرامة الثاني.. الموعد يقترب في 14 مارس
 

باسمه تعالى

مُنذ فجر 14 فبراير 2013 والبحرين تعيش حراك ثوري وزخم شعبي تفجر بعزيمة أكبر من العاميين الماضيين، وذلك يعود للنجاح الكبير لخطوة إضراب الكرامة 1، والذي لا زالت تداعياته مستمرة لليوم خصوصاً الصدمة الكبيرة التي تفاجأت بها عصابة آل خليفة والتي لو بيدها لحذفت تاريخ 14 فبراير من الرزمانة وليس فقط هدم ميدان اللؤلؤ !

عصابة آل خليفة تلقت صفعة قاسية جداً بعد نجاح إضراب الكرامة1، وإعلان الائتلاف عن إضراب الكرامة 2 في 14 مارس في فترة زمنية قياسية تسبب بالمزيد من خنق عصابة آل خليفة ومحاصرتها وخلط الأوراق أمام أجهزتها الأمنية والمخابراتية والتي اكتشفت بعد التفاعل الجماهيري الواسع مع إضراب الكرامة 1 أن تقديراتها وحساباتها بتراجع الحاضنة الشعبية للثورة والثوار هي غير صحيحة وغير دقيقة، بل أن هذا الحاضنة ستزداد أكثر وأكثر مع إقتراب موعد إضراب الكرامة 2 في 14 مارس، وهناك عوامل تغذي تضاخم هذا الحاضنة الشعبية، أبرزها:

1- سقوط الشهيد الجزيري الأول والثاني ( مع استمرار جريمة خطف جثمان الشهيد الثاني ) .
2- إصرار عائلة الشهيد الجزيري الثاني على دفن الشهيد في المكان التي هي تقرره، وهو موقف شجاع يأمل أن يستمر ثبات عائلة الشهيد في قرارها حتى كسر شوكة عصابة آل خليفة، وهذا يتطلب دعم شعبي قوي للعائلة ومساندتها حتى النهاية، وغير مقبول أن يأتي أحد ليضغط على عائلة الشهيد ويطلب منها التراجع تحت أيّ عنوان ( كأكرام الميت دفنه سريعا)، هناك جثامين شهداء للثورة الإسلامية والمقاومة الإسلامية بقوا لسنوات طوال عند العدو، وحصلت مفاوضات مطولة لتبادل الجثامين حتى تم إحقاق الحق، وعوائل شهداء ثورة البحرين ليسوا استثناء فلهم الحق الكامل في الألتزام بمثل هذا المواقف مهم طالت المدة الزمنية ومهم كثرة الضغوط عليهم.
3- حادثة إطلاق الرصاص الحيّ على ثوار توبلي، وحادثة دهس أحد ثوار دار كليب، والحادثتان هدفهما القتل المباشر والعمدي، وهذا إعلان صريح من عصابة آل خليفية بإدخال ورقة المرتزقة (المدنيين) مجدداً على خط الثورة.
3- إصرار عوائل الشهداء على حقهم بالقصاص من قتلة فلذات أكبادهم ورفضهم القاطع لأيّ مساومة سياسية على ملف الشهداء .
4- فشل ما يسمى بـ( الحوار) قبل بدءه، واحباط الشارع الموالي للعصابة الخليفية وفقدانهم لأي أمل يرتجى من مسلسل جلسات ( الحوار ).
5- نجاح إضراب الكرامة 1 أعطى جرعة كبيرة للشعب بأن مثل هكذا خطوات مدنية - مقاومة ممكن أن يتقبلها المزاج العام مجدداً، وأن يدعمها بقوة خصوصا أنها توجع عصابة آل خليفة بشكل لا محدود، بل يعجل في أنهيار العمود الفقري للعصابة الخليفية وهو الاقتصاد ( مثلا: نقرأ مؤخرا حالات إندماج بين المصارف والبنوك هذا مؤشر جديد على تراجع الوضع المصرفي والنقدي في البلاد، ومحاولات إنعاش لبعض المصارف الصغيرة بدمجها مع المصارف الكبيرة قبل أن تلفط أنفاسها الأخيرة وتعلن أفلاسها..، والمثال الأخر: إعلان طيران البحرين المفاجئ بأفلاسه، وطيران الخليج ليس ببعيد عن هكذا إعلان بعد ما بدء بوضع خطة تسريح مئات من موظفيه) !
6- إرتفاع الصيحات مجدداً من وسط الشارع الموالي للعصابة الخليفية والمطالب بعودة قانون الطوارئ، وهذا خيار قد يدفع العصابة الخليفية للجؤ إليه بالتزامن مع إضراب الكرامة 2، لا إقلها في بعض المناطق الملتهبة، خصوصا وزارة القمع والقتل ( الداخلية) تمر في حالة إرباك وفوضى بين إجهزنها بشكل غير مسبوق، وحالات إنهيار معنوية واسعة تجتاح المرتزقة حاول وزيرهم بعد نجاح إضراب الكرامة 1 الخروج على التلفاز ليبعث رسائل تهدئة عبر إعلانه بانهم اكتشفوا ( خلية جديدة ) !
7- بروز مجموعات مقاومة فعلية على الساحة ( كسرايا المقاومة الشعبية) وقيامها بالعديد من الضربات الموجعة للعصابة الخليفية ولعصبها الاقتصادي في أوقات متقاربة وبتكتيك مشابه لحرب العصابات القتالية، وبروز مثل هكذا مجموعات شيء يشبه المعجزة بعد العديد من الاعتقالات التي طالت خيرة الشباب المقاوم، فضلا عن من استشهد منهم ومن هو في عداد الجرحى والمطاردين وغير ذلك.

بالخلاصة: هذا بعض العوامل وغيرها لا يسع المجال لسردها، تدل وتدعم الرأي القائل بان إضراب الكرامة 2 لن يقل عن نظيره الأول، وأن تاريخ 14 مارس سيكون حتما تاريخيا وسيوجه ضربة موجعة لسباق الفورملا في شهر أبريل القادم، لعله بتوفيق من الله تعالى ومن ثم عزيمة شعب البحرين على إنجاح إضراب الكرامة 2 أن يؤدي ذلك اليوم لإلغاء سباق الفورملا في البحرين وندخل مرحلة الإنهيار الفعلي لإقتصاد عصابة آل خليفة.. وليس على الله ببعيد.

رحم الله من أهدى الفاتحة للشهيدين من عائلة الجزيزي ولجميع شهداء البحرين