![]() |
إزملاي ..... إزملاي (1) ساحدثكم عن بعض زملاء العمل ..ممن لهم ذكرى حاضرة شياب في سن جدي جمعني بهم مكتب واحد .. اجمل ناس, والعمل معهم نزهة ممتعه غنية بالتجربه, بالنظرة الثاقبه واللفظة الجزله والنكتة الذكيه .. اولهم الذي اقبل رأسه ان خرجت في اجازة او كنت عائدا منها, لم يكن زميل مكتب انما يجمعني به المصلى .. رمقني بعد الفراغ من السنة الراتبه بعينيه التي استحال انسانهما الى بياض غائم .. قال باحتجاج وعتب : انني لا اقدر على قراءة القران من هذا المصحف الصغير قلت بحماس : ابشر بسعدك .. وفور خروجي من المصلى اتصلت بقريب لي من نشطاء الدعوة وذكرت له حاجة مصلانا لمصاحف كبيره .. لم يؤذن العصر الا وقريبي يتصل يخبرني بتوفرها لديه .. ولا تسأل عن فرحة الشايب حين شاهدها امامه تزين الرفوف .. ولا عن اعزازه لي بعد ذلك فكأني قد ذبحت له اسمن القعدان او تنازلت له عن نصف مرتبي .. اصبح كثير الاحتفاء بي والسؤال عني حتى في مناسباته الخاصه ( وما اكثرها ) كان يدعوني لها فاذا دار العود وخلا المجلس من القعود الا من خاصة ربعه انحدر من كنبته وتربع على الارض وبدأ في سرد سواليفه التي لا تمل والتي لا يفلترها فلتر .. فيقول معتذرا في اخر المجلس بان السعاده ان تعلق ثوب الوقار في لحظات اجتماعك بالخلان . كان في غاية السمت والوقار فلو أنني صادفته في ممر لسكتُ عن حديثي المباح هيبة وحياء منه. ومرة من المرات كان يحدثني عن زميل له من اسنانه ( اعرفه حق المعرفه ) وقال عنه بتأفف انه : مهوب رجال . قلت محرجا والصدمة تعقد لساني: افااااااااا لا يا ابن الحلال ... فقال مصرا على رأيه : ياخي ماعنده شنب ( وكان بالفعل امردا لا ينبت شعر وجهه ) فقلت بفرحة المتفاجىء حين ينكشف له سوء فهمه عن مزحة عيار : ههههههه وما زدت على ذلك حرفا . اما الاخر فكان راوية في الشعر وعلوم العرب فاذا روى البيت غناه ملحنا تجاربه متنوعة واعماله التي احترفها كثيره وهياطه اكثر ... لكنه ممتع وكذبه عذب .. جاور البدو واشتغل بالبل بيعا وشراء وترويضا واشتغل في السلاح تهريبا وترويجا ومع ذلك فهو كما يظهر لي فقيرا معدما .. يخرج لي احيانا مجموعة من الساعات, نسائيه ورجاليه يعرضها علي .. الح علي ذات يوم بشراء ساعة نسائيه لونها نحاسي لو عرضتها على جدتي لدقتها بيد النجر ... يقول : شوري عليك خذها لمرتك ... كانك تعزها .. قلت في نفسي : فكرة حلوة ولو على سبيل مقلب جميل .. لكنني لن افتح له بابا .. لا ادري كيف اصكه . ذكر ايضا من مغامراته وتجاربه انه كان مزواجا .. آخذ واطلق .. وياما من الحريم ... خذت وحدة من المشيقح ( لا ادري وش سر نساء المشيقح ) سقت عليها اربعين الف ( بمقاييس زمنه ) .. الا انني ما احببتها .. ولم اطق البقاء معها .. كانت اذا حركت المخدة بجانبي احسست بها كالخنفسه تخرفش عند اذني .. .. يالطيف .. هزني وصفه بعنف . يتابع ابو عثمان .. اخذت بعدها وحده مكثت معي اشهر معدودات ثم فارقتها وللسبب نفسه الناس يقولون : ما حبها .. وانا اقول : باني ابغضتها .. وبين المعنيين فرق كبير .. فانت تستطيع ان تقزر حياتك مع شخص لا تحبه .. لكن يستحيل عليك ان تطيق البقاء مع شخص تبغضه ..... كنت القي راسي على وسادتي بعد عناء يوم شاق فتتسلل يدها الى صدري كحية الماء ..فاتمنى في تلك اللحظة ان تسقط ( حطبة ) من الغما تقصف ذراعها ومعها ثلاثة من اضلاعي . قلت وماذا عن ام عثمان ؟ قال شوفة عينك .. يكفي انها صابرة على فقري وغثاي .. كان غضوبا لكن غضبه لذيذ .. كثير الشجار معها في التليفون .. وهي كذلك واضح انها ( ماعندها فيه ) .. ارد على الهاتف احيانا فتسألني بنبرة فخيمة وواثقه : العود عندك ..؟ فاقول منذرا : لا تقولين عود ثم يطير من بين يديك ويقع في عش غيرك . فتقول باستغناء الله يمنيه بركتها .. وتراه مسموح .. ماعاد فيه الا لسانه .. ثم تقول مستدركة : ما بعد لقيت لك حرمه ..؟ ــ الحريم واجد ... احتاج ربعيه . ــ حاضرين .. انت بس اصمل .. لو تخيلتها لما جاوزت صورة الربعية .. الجريئة المحتشمه اللبقة بغير تكلف ولا اصطناع المستغنيه بكسبها عن ريالات زوجها الشحيح .. الا ان صبرها عليه راجع لجلدها ولطبيعة عملها التي شكلت شخصيتها المتودده . و سألت ابا عثمان : متى جئت الى الرياض ؟ رد بتملل ــ اووووه تسمرت نظراتي عليه للتأكيد على اصراري على سماع اجابته .. رفع راسه وقال بنشاط مفاجىء ـ في سنة الطوفان .. يوم رست سفينة نوح, وفيما هو ينزل قشه .. وانا تلك الايام جذيع .. صبي احترف عنده .. ــ لا ... صز عاد ! . ــ جئت الرياض وليست رياضكم التي تعرفونها انما بلد غربة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى لا مأوى ولا فنادق ولا مطاعم ولا اهل ولا امان .. كنا لا نسير إلا جماعات والا تعرض لنا دشير الرياض .. يضربوننا ويسطون على ما يجدونه معنا ..من قريشات ننام في المساجد .. ونهيم على وجوهنا في الشوارع من بعد صلاة الفجر بحثا عن عمل ولو على ملء بطوننا .. واحايين كثيره ننام طاوين من الجوع . تنشط حركة البناء باللبن والحجاره فننخرط كالمجندين تحت إمرة الاستاد ( مقاول او مهندس البناء ) بعضهم طيب كريم, وبعضهم فض غليظ .. تقضي نهارك وانت على السقالة صاعدا هابطا تحمل على ظهرك اثقال اللبن والحجارة, وفي المساء قد يصرفك الاستاد بكل غلظه : بكرة لا اشوفك .. انت ما تنفع .. او يضع في يدك بضعة قروش ومعها كلمتين تنخران كرامتك .. انتم جيل محظوظ هذه الوظائف نعمة لا يعدلها شيء .. يكفي انك لا تتقاضى حقك مناولة في يدك وكانك شحاذ .. عمك او رب عملك شخص معنوي اسمه الحكومه .. حتى مامور الصرف الذي يسلمك راتبك اجير .. مثلك مثله .. واحيانا تكون كروتك فضلة طعامه .. وقد يسبقها كلمتين تستحيلان غصة في حلقك .. قلت في نفسي ( لهذا السبب كان اجدادنا يأنفون من المهن والحرف التي تضعهم في مثل هذه المواقف ).. فلم يكن عندهم النقد انما مقايضة الجهد بالطعام .. يتابع ابو عثمان .. كنا نتسابق لنتسلق الشاحنات التي تحمل اكياس الاسمنت لنتولى تنزيلها او تحميلها .. مكثنا في احدى المزارع مايقارب الشهرين كعمال بناء ... وفي المساء يقدم لنا صاحب المزرعة بادية كبيره من القرصان عليها اما تيسا او عناق .. وقبل ان نأوي الى مضاجعنا نميل الى براميل ( بترومين ) مملوءة بالماء ننغمس فيها .. لنغسل اجسادنا مماعلق بها من عرق وتراب ... واحدنا يصيح بالاخر ... التفت مناك .. لا تناظر .. ثم ياخذ كل واحد منا جهة ويصنع لنفسه مخدة من كومة تراب ثم ينام ملؤ جفنيه .. كان ما اجنيه من نقود احفظه عند عمة لي تضعه في علبة صفيح .. اسمع رنين النقود حين تستقر في قعرها وحين استعدتها منها بعد مدة احصيتها فوجدتها سبعمئة ريال .. كان الريال في تلك الفترة يحكي ... ولو انني استثمرتها في مخططات ابن دايل كما كان يفعل اترابي لكنت الان من كبار تجار العقار .. لكن لله الامر من قبل ومن بعد وللحديث بقية ان شاء الله |
الساعة الآن 01:31 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir