تيار العمل بشهادة الجزيري: المعركة بين وجود الشعب أو وجود حمد وعصابته
 

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله العظيم في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون). صدق الله العلي العظيم

مرة أخرى يكون شعب البحرين على موعد مع شهيد آخر سقط مضرجا بدمائه في سبيل الله والعزة والكرامة بآلة القمع الخليفية التي لا تزال مصرة على نهج القتل في تعاطيها مع هذا الشعب الذي انتفض لكرامته ولحقوقه ولا يزال يسطر أروع ملحمة للصمود وهو يقاوم عمليات القمع الممنهجة التي تمارسها السلطات الخليفية الجائرة بحقه.
إن تيار العمل الإسلامي وهو يتقدم بالتبريك والمواساة لعائلة الشهيد السعيد محمود الجزيري ولشعب البحرين الصابر البطل ، ليؤكد على أن عمليات القتل والممارسات اللانسانية واللاخلاقية التي تمارسها السلطة بحقه لن تثني هذا الشعب عن مواصلة الثورة حتي تحقيق أهدافها في اسقاط النظام ، وأن سقوط الشهداء على هذه الأرض الطاهرة واحدا تلو الآخر لهو دليل قاطع على أن هذا الشعب ماض في طريق الثورة وسقوط الضحايا لن تزيده إلا تصميما وإصرارا على مواصلة الدرب الذي خطته له ثورة الرابع عشر من فبراير المباركة.

يا جماهير شعبنا المجاهد والمناضل في البحرين*
يا شباب ثورة 14 فبرايرإن الوضع في البحرين وصل إلى مرحلة اللاعودة ، وأصبحت المعركة معركة وجود بين الشعب وآل خليفة فإما هذا الشعب ، أو الطاغية حمد وآل خليفة وسلطتهم الديكتاتورية ، إذ لا مجال بعد اليوم للتعايش بين هذه العائلة التي أمعنت في سفك الدم البحريني الطاهر وعاثت ولا تزال في الأرض فسادا وافسادا ، ووهي لم تتورع بارتكاب أي محرم في سبيل الاحتفاظ بكرسي الحكم الذي استولت عليه ظلما وعدونا . فآل خليفة تعلن اليوم شعارها القديم المتجدد والمتجذر في عمق عقليتها القبلية ، وهو إبادة شعب كامل إذا تطلب الأمر!

إن تيار العمل الإسلامي وهو يشد على أيدي الثوار تمسكهم بمواقفهم وبثورتهم ليحذر آل خليفة من أن يوم القصاص للقتل والتعذيب والتشريد والاعتداء على الاعراض والمقدسات بات قريبا جدا ، وإن شعبنا البحراني البطل ثار لتغيير المعادلة بعد أن يئس من الوعود ، وقدم شبابنا أرواحهم لكي يمنعوا الإذلال حيث حرم الله الذلة على المسلم (وهيهات منا الذلة) .. لقد ثار شعبنا لأن أسباب ثورته على الظلم والاحتلال قد تحققت ، وإن استمرار تساقط الشهداء على أرض البحرين الطاهرة يرسل برسالة ليس فقط لآل خليفة ، بل لمن يحميهم ويغطي جرائمهم من الدول التي تدعي الديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا من أن هذا الشعب لم ولن يتعب وأنه مستمر في ثورته على الرغم من عمليات القمع التي تمارسها بحقه القوات الخليفية والسعودية وأنه لا يزال مستعد لتقديم القرابين تلو القرابين في سبيل الله وفي سبيل حريته وعزته وكرامته ، غير آبه بتلك الحماية التي تقدمها دول الاستكبار لقاتليه وسالبي حقوقه.

إن تيار العمل الإسلامي وهو يحتسب الشاب محمود الجزيري الذي لم يبلغ العشرين من عمره شهيدا عند الله ليحمل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والدول التي لا تزال تراهن على حكم آل خليفة ليس فقط مسؤولية قتله ، بل تحملها مسؤولية جميع الجرائم التي ارتكبتها السلطات الخليفية والسعودية بحقه ، وأنه سيظل نصيرا لثورة هذا الشعب المظلوم حتى تحقيق أهدافها في اسقاط العرش الخليفي والتخلص من هذه العائلة الباغية وإلى الأبد .
يا جماهير شعبنا المؤمن .. يا أيها العالم
إن ما يدفع البحرانيون إلى استرخاص أنفسهم اليوم يتجاوز كل التشخيصات والحذلقات السياسية .. فاليأس في كثير من الأحيان يستولد الأمل من رماد الحياة ، ومن صميم الموت ذاته. إن الذين يقدمون أرواحهم في ساحات الوغي في البحرين ليسوا كارهين للحياة ، وليسوا عشاق موت ، فلديهم ما لدى البشر من أسباب البقاء ، لكن العدو الذي يقف كالسد بينهم وبين الحياة حول نفسه إلى مشروع موت ، يطارد كل حي وميت منهم ، إنما يقترح نفسه عدوا للحياة برمتها .. وأن شعبنا يعيد المعادلة التي تعرضت إلى تحوير فيما مضى إلى جذورها وهي إما الحياة وإما الموت .. إما الاستقلال أو الاستشهاد .*وعبر هذه الثنائية الحاسمة ضاعت كل الأبعاد الوهمية التي يصيغها المدافعون عن النظام وبات سلاح الثورة على هذا الواقع الأليم ، هي الاستجابة الوحيدة الممكنة لتحد من هذا الطراز. وأن شعبنا قبل التحدي.

ولكي لا يعيد التاريخ نفسه مرة أخرى ، ولكي لا تأتي مجموعة من المشككين ليصدروا الفتاوى بحق الشهداء والثورة ، فتذبح أطفالنا وتنتهك أعراضنا من دون أن تكون لنا ردة فعل .. فإن الثورة ضرورة ، ولن ننجو من القتل إلا باستمرار الثورة حتى تحقق أهدافها كاملة.
الرحمة والمغفرة لشهداءنا الأبرار.
الحرية والعزة لشعبنا المظلوم.

تيار العمل الإسلامي
المنامة – البحرين
22 فبراير 2013