منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   الشيخ عادل (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=116131)

محروم.كوم 05-21-2009 11:50 PM

الشيخ عادل
 
عندما كنت طفلة لم اكن مغرمة في يوم من الايام بالذهاب لمجالس التعزيه التي تقام عند وفاة أحد الأشخاص، بل إنني كنت احاول التهرب و التملص من جدتي " ام علوي " حتى لا تجبرني على مرافقتها لهذه المجالس.

لم أكن أعلم لماذا يتملكني الخوف الشديد كلما قيل لي بأن هناك مجلس تعزية يقام، و يزداد هذا الخوف عندما تكون لي معرفة بهذا المتوفي، أو إن لي بعض المواقف التي تجمعني به.

عندما توفيت الخاله - مدون صديقة جدتي المقربه- " أم حسن "، اجبرت على حضور مجلس التعزيه الذي أقيم على روحها، كنت ما أتلوى ما بين نارين، احداهما حضور مجلس التعزيه، و الإستسلام لخيالات وجود الخاله - مدون - المتوفيه تراقب كل ما يجري في مجلسها، و ما بين الهروب من هذا المجلس الي زرانيق " الفريج " للعب مع الفتيات و الصبيه الذين يماثلوني في العمر.

لم أتمكن من الهروب طوال أيام التعزية الثلاثه، بل كنت جالسة في اقصى طرف المأتم بالقرب من منطقة اعداد " القداوه " حيث كانت تجلس الخاله - مدون - دائما، و أحاول أن أنتزع نفسي إنتزاعا من تخيل صورة الخاله - مدون - بأن أركز كل حواسي بما تقوله الملايةفي المجلس.

بعد جهدٍ جهيد تمكنتُ من أن أركز فيما تقوله الملايه، حيث كانت تروي قصة لازلت أذكرها تماما و كأنني أسمعها الأن، حيث كانت قصتها تدور حوله فتاة إسمها " ساجدة "

يحكى في زمنٍ من الأزمان، وبلدٍ من البلدان، كان هناك شيخا صالحا تقيا ورعا اسمهُ الشيخ عادل، يحب جميع أهل البلده و جميعهم يحبونه، وهو رمزهم وقائدهم الأوحد، و منارتهم التي تضيء لهم دربهم، وهو الذي علمهم كل ما يحتاجونه في أمور دنياهم و دينهم، و ايضا هو متواضعٌ متباسطٌ معهم الى ابعد الحدود.

فلم يحدث أن رفضه تقديم المساعدة لمحتاج، او تأخر عن تلبية دعوة تم تقديمها له، فهو أب الجميع، الغني و الفقير لديه سواء، و يحاول جاهدا أن يشاركهم حياتهم، ليقودهم من خلال فقهه و ورعه الى بر الامان في أخرتهم.

دعى أحد رجال البلده الفقراء الشيخ عادل لحضور أحد المجالس التي يحيا ذكر أهل البيت فيها في منزل ذلك الرجل الفقير، و لأن الشيخ عادل طيبٌ كما هي عادته حضر ذلك المجلس، و اتخذ له مقعدا بين الناسِ لا متكبرا عليهم ولا مترفعا عنهم.

بعد ان إنتهى مجلس الإحياء ذلك قام أحد الشباب و يدعى محمود، للسلام على الشيخ عادل، وفي أثناء سلامه عليه أخبره عن نيته للزواج، فسأله الشيخ، و من تلك التي تنوي التزوج بها، فقال محمود هي ساجدة اليتيمة.

لم يكن الشيخ يعرف عن ساجدة الكثير، بل ربما لم يسمع عنها الا مرة أو مرتين، فأحب أن يدعو لها و لمحمود بالخير ، فقال : الله يستر عليها و على المؤمنين.

انتشرت كلمة الشيخ عادل عن ساجدة بين أهل البلده كإنتشار النار في الهشيم، فالكل نقل عن الشيخ عادل قوله في حق ساجدة " الله يستر عليها" .. و على الرغم من أن كلمة الشيخ ما هي إلا دعاء لساجدة، إلا أن أهل البلده قاموا بتفسيره تفسيرا مغايرا لما أراده الشيخ عادل.

ففي أول يومين بعد كلمة الشيخ عادل عن ساجدة، تمت مقاطعة ساجدة، و بعدها أصر أهل البلده على طرد ساجدة خارج بلدتهم لما تجلبه لهم من عار و ذلك بشهادة الرجل الصالح الشيخ عادل.

لم تكن ساجدة تعلم ما سبب كل هذه التصرفات من أهل البلده.. إلأنها يتيمة طردوها، أو أن هناك من كان سببا مباشرا في طردها من بيتها و بلدتها ..

لم يكن الشيخ عادل بعيدا عن محور هذه الأحداث، فلقد بلغه ما قام به من الناس من طردهم لساجدة، و كيف فسروا دعائه تفسيرا مغايرا لما أراد، لكنه لم يتمكن من مصارحة الناس بذلك، فكيف وهو الرجل الصالح التقي الوقور و الورع الذي يخطئ في التعبير أو أن يزل لسانه بالذم وهو في نيته المدح.

كل ليلة تمر على الشيخ عادل وقبل أن يخلد للنوم، يعاهد نفسه على أن يصارح الناس في صباح اليوم التالي، بأنه لا يعلم أي شيء عن ساجدة اليتيمة، و لم يعرفها في يوم من الأيام، و أنه قال " الله يستر عليها " بقصد الدعاء وليس الإدانه، لكن ما إن تشرق شمس صباح اليوم الجديد حتى يتراجع الشيخ عادل عن ما كان ينوي القيام به، فماذا سيقول عنه أهل البلده؟ هل بلغ الشيخ عادل الكبر حتى أصبح لا يحسن أختيار الدعاء الذي يقوله، ام بلغ به الخرف لدرجة التي أصبح يتحدث و يفتي بما لا يعلم.

و دارت الأيام ما بين تردد الشيخ عادل و ما بين دعاء ساجدة على من ظلمها و بكائها و توسلها أن ينتقم الله لها منه.

خرجت البلدة عن بكرة أبيها فلقد توفي الشيخ عادل، و اتشحت البلدة بالسواد و أقيمت مجالس التعزية في جميع ارجاء البلده، فالشيخ عادل ليس كأي فرد عادي في هذه البلدة.

الشاب محمود رأى الشيخ عادل في الحلم بعد مرور ثلاثة أيام على وفاته، و رأه في حالة يرثى لها، فاستغرب من ذلك اشد الإستغراب، و سأله كيف تكون هذه حالتك يا شيخ و أنت الرجل الصالح التقي الورع، فأجابه الشيخ، أنا أعذب في النار، لم يتمكن محمود من تصديق ما يقوله الشيخ عادل، فسأله إن كنت أنت في النار معذب، فكيف هي حالنا نحن الذين لا نعادل مقدار ذرة أمام صلاحك و ورعك، فأجابه الشيخ عادل، أتذكر تلك الليلة التي سألتني فيها عن ساجدة، فأجابه محمود أتذكرها تماما، فقال الشيخ عادل: لم اكن أقصد من كلمتي تلك إلا الدعاء لها بالخير، لكن أهل البلده فسروا دعائي تفسيرا أخرا، و كنت اسمع تفسيرهم للدعاء ولم أوقفهم أو حتى أحاول أن أوضح لهم اللبس الحاصل لديهم. كنت جبانا و خائفا من أن تتغير صورتي لديهم أو ان يقل مقداري لديهم، فكنت أن السبب في ظلم تلك اليتيمة ساجدة.

و ها انا الأن أعذب عذابا شديدا لظلمي لها، و كل ما قمتُ به من خير و عمل صالح، وضع في ميزانها ليوم الحساب.

أذكر هذه القصة كأنني أسمعها الأن، لا تكاد تفارقني ذكرياتها للحظه، و أتذكر كيف كان خروجي من المأتم في ذلك اليوم بعد سماعي لهذه القصه، فلقد كنت تائهة تماما ولا أعلم ..


هل ابدأ في لعن أبناء الخالة – مدون – لأهمالهم لها في أخر أيام حياتها

أم

ارثى لحال اليتيمة ساجدة

ام

ألعن الشيخ عادل و كل من يتسبب في أذى الناس و الوقوف بوجه مستقبلهم





أمل السيد
21 مايو 2009


الساعة الآن 07:42 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227