في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران السيد مجيد المشعل ماذا يعني؛
 

في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران


السيد مجيد المشعل

ماذا يعني؛ أن يكون النظام شعبيا؟!

النظام الشعبي؛ هو النظام والحكم الذي يقوم على إرادة الشعب واختياره ورضاه، وفي قباله النظام الاستبدادي؛ وهو الذي يقوم على أساس القوّة والقمع، وفرض الأمر الواقع بعيداً عن إرادة الشعب واختياره ورضاه.

والأنظمة الشعبية نفسها تتفاوت كذلك في مستوى التزامها وتوفّرها على البعد الشعبي، فهناك من تستفتي الشعب مرّة واحدة في عمرها الطويل وتكتفي بذلك وتعتبره عنوان الشعبية والديمقراطية ووثيقة الرضا الشعبي. وهناك من تراجع الشعب في كلّ أربع سنوات أو أقل أو أكثر، وهناك من تعيش تواصلاً مستمراً مع شعبها، فبالإضافة للانتخابات المتعارفة للمجلس النيابي ومنصب الرئاسة وغيرها من الهيئات المنتخبة، فإنّها ترجع لشعبها وتستمدّ شرعيتها وقوتها من التواصل المستمر به، ويكون الشّعبُ ومصلحتُه محورَ جميع المواقف والقرارات التي تتّخذها. ولعل الجمهورية الإسلامية في إيران هي الدولة الوحيدة التي تعيش هذا المستوى من التواصل مع شعبها، فهي ـ إضافة لما تقدّم ـ تقوم باستفتاء شعبي عملي سنوياً في ذكرى انتصار الثورة، وكذلك تمثّل زيارات مسؤولي الدولة للمناطق المختلفة في البلد استفتاءاً على مقبولية النظام والمسؤولين فيه.

وفي ضوء هذه العلاقة الوثيقة بين النظام والشّعب، يضطر النظام لأن يكون في خدمة الشّعب، ويلاحظ مصالحه على طول الخط، كما أنّه في ضوء هذه العلاقة يكون النظامَ القويَ الواثقَ من نفسه العزيزَ بشعبه، والنظامَ المتطوّرَ والمتقدّم بكفاءات شعبه، فهذه العلاقة القوية تمثل الأرضية للكثير من البركات، والأساس لنظام قوي مستقل متقدّم.

وخير دليل على ذاك؛ ما حقّقته الجمهورية الإسلامية في إيران ـ خلال ثلاثين سنة من عمرها ـ من إنجازات مبهرة على أكثر من صعيد، مع ما تواجهه من حصار ظالم من قبل الأنظمة الاستكبارية في العالم، لم تتمكن أنظمة أخرى تحقيقه خلال أكثر من مائة سنة، وأصبح النظام القوي صاحب الكلمة المؤثرة في العالم.