قل اعملوا
 

كانت الساعة تقترب من التاسعة والنصف من مساء يوم الاربعاء 13 فبراير عندما انطلق صوت اول بوق بنغمة يسقط حمد، بعدها لم تتوقف الابواق الى اليوم التالي مساء، في الصباح كانت القرية وكأنها قرية تستعد لحرب، الطرق مغلقة بالكامل و الملثمين يجوبون الازقة والشوارع وبين الفينة والاخرى تنطلق مسيرة مدوية بشعار يسقط حمد.
اغلب المتفائلين ( الذين اعرفهم علي الاقل ) لم يتوقعوا القوة التي احيا بها الشعب ذكرى الثورة، فالغالب اعتقد انه سيكون يوم كباقي الايام او اشد و اقوى قليلا، ولكن ولله الحمد نجح الشعب في العودة بالبلاد الى صدارة الاحداث مجددا، ولم يكن السبب في ذلك هو الحديث في امر الثورة ولم يكن السبب هو مجموعة تحليلات للوضع الوضع السياسي، بل كان السبب هو العمل الذي ازداد قوة نتيحة الاحباط واليأس من الحكم والغضب الذي تفجر اكثر بعد سقوط الشهيد حسين الجزيري، فالعمل هو ما يجلب النجاح وليس الكلام.


رجل غاضب يتوجه للمرتزقة وهو يصرخ عليهم يا مجرمين، هو فيديو انتشر لرجل غاضب بعد ان سقط الشهيد، جائته المرتزقة ولكنه لم يتزحزح، رفعت الهراوة في وجهه فلم يلن، لقد خاف المرتزقة منه وهم المسلحين وهو الاعزل الا من غضب عارم، نعم لقد خاف المرتزقة من غضبه وليت الغضب الذي كان بداخله كان بداخلنا جميعا لكان المرتزقة يفرون من امام قبضاتنا كالجرذان.


لا نجاح بلا عمل، ولو وقف ذلك الرجل منادي (يا منتقم ) من بعيد لما تفجر كل هذا الغضب في الشباب ولما رأينا يوم 14 بنفس القوة، لكنه بدل الصراخ (يا منتقم) توجه بنفسه حاملا كل غضبه للمرتزقة فاحيا الله بذلك الغضب نفوسا كانت اقرب الى الموت منها الي النوم.


لو بقينا الى يوم القيامة نشرح اجرام الحكم وتواطيء الجمعيات وخذلان العمائم فاننا لن نتقدم خطوة الى الامام، ولكن العمل ولو ليوم واحد هو خير وافضل من الكلام لاشهر، فالحكم لن يتأثر من خلال مقالات تكتب هنا او هناك، او من خلال تغريدات يعج بها تويتر، هو يتأثر عندما ينزل الناس للشارع، يتأثر ويضعف عندما ننجح في اغلاق شارع او ضرب دورية او سحق مرتزق، هو يتأثر عندما تغلق المحلات ابوابها هو يتأثر عندما يكون عدد زبائن البرادة اكثر من زبائن السيتي سنتر، وهذا لا يتحقق الا بالشارع والعمل فيه.


ها قد رأينا فعل ونتيجة العمل، وما الفبركات والمسرحيات وخروج وزير الداخلية بالامس الا صراخ وقد اتى على قدر الالم الذي سببناه لهم.
هي كلمة اطلقها وارجوا ان تقع على آذان صاغية وقلوب واعية، فلنتوقف قليلا على الكلام ونبدأ قليلا في العمل.