منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   الدية .. طوق نجاة النظام من مأزق الغرق في الفضيحة (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=115790)

محروم.كوم 05-21-2009 05:50 PM

الدية .. طوق نجاة النظام من مأزق الغرق في الفضيحة
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الدية .. طوق نجاة النظام من مأزق الغرق في الفضيحة


بين رغبة النظام في الخروج من مأزق فضيحة كبرى كان منها قاب قوسين أو أدني ، ولوعة أمهات معتقلي كرزكان وشوقهم إلى لقاء فلذات أكبادهم بعد أن انتزعوا من بين أذرعهم انتزاعا في صورة من صور الجور والقهر والبغي والظلم جراء تلفيق النظام لهم تهمة باطلة وخبيثة تبين مدى استعداد النظام لتجاوز كل القيم والاعراف والاخلاق للمضي في سياسات القهر والاستبداد ، ورغبة طرف سياسي معارض في تحقيق انجاز ما لارضاء جماهيره.

بين كل ذلك يكاد النظام يتحصل على وسيلة للنجاة من الغرق في وسط بحر فضيحته التي ألقى بنفسه في وسطها غرورا واستعلاءا بعد أن أركسته فيها أولا وثيقة وفاة الشرطي وتواريخها الشاهدة على فعل الزور ، ثم اختلاف شهادات شهود النظام الذين زج بهم في إثم تلك الفضيحة ، ثم الضربة القاصمة التي كشف عنها الاطباء في ترجيح كون اصابة الشرطي ناتجة عن سقوطه على الرصيف بما يخالف رواية السلطة ودعايتها المبتذلة في مقتله محترقا ، ثم في انكشاف مجموعة من الحيثيات الاخرى حتى على ألسن الشهود الذين دفعهم النظام ، ومنهم كبير الاطباء الذي أبرأ ذمته من المعتقلين حين اعترف لهم أنه لم يعاين جثة الشرطي قط ، إنما سلم أوراق التقرير الطبي ليدرسها ويلقيها أمام المحكمة ، فضلا عن اختلاف روايات أهل الشرطي عن حالة الجثة عن رواية السلطة ومسارعتها للجمهم ، وفضلا عن التساؤلات التي بعثها استعجال السلطة في إرسال جثة الشرطي إلى ذويه من ثاني يوم للحادثة وعدم انتظارها فترة انتهاء التحقيق ، حيث بعض جثث مشرحة السلمانية مضى على تعطل دفنها أكثر من أربع سنوات ولم يسمح بدفنها والتصرف فيها قضائيا ، ثم ممانعة السلطة في جلب الجثة ومعاينتها مرة اخرى ، وليس آخيرا شهود النفي الذين شهدوا بوجود الكثير من المعتقلين في أماكن مختلفة عن موقع الحادث ، وايضا تلفيق تهمة قتل الشرطي لأشخاص كانوا معتقلين على خلفية قضية حرق المزرعة.

كانت كل تلك الحيثيات والتفاصيل وغيرها التي اجتمعت أمام ناظر وفد من المحامين الاجانب الذين حضروا آخر جلسة في المحكمة لمتابعة القضية والمحاكمة عن كثب ، والذين أعلنوا بحماس بعد حضورهم تلك الجلسة عن اقتناعهم ببراءة المتهمين وكيدية التهمة واستعداد الوفد لانتداب ما لايقل عن عشرين محاميا دوليا في الجلسة المقبلة بناءا على أيمان الوفد وقناعته ببرائة المتهمين ، وما كان يمكن أن يمثله ذلك من ارهاصات مأزق كبير وفضيحة كبرى كان النظام على وشك أغراق نفسه فيها.

لقد أحس النظام بورطته الكبرى التي ورط نفسه فيها بعد أن فشلت الحبكة وبدى السيناريو متسرعا وهزيلا جدا وفاشلا جدا ، وبانت كيدية النظام وغبائه في كل مفصل من مفاصل المسرحية المفتعلة ، لكن هذه المرة ليس لمشاهدين من المواطنين الابرياء المحبوسين في سجن السلطة الكبير ، بل أمام مشاهدين دوليين لاسلطة للنظام عليهم وفي أجواء من تزايد الاهتمام الدولي حقوقيا واعلاميا بما يجري في البحرين.

إلا أن قدرة السلطة على التمثيل واستجلاب التعاطف لاتبدو محدودة في دور الضحية المفتعل في قضية مقتل الشرطي الباكستاني ، بل ايضا في قدرتها على حيازة ثقة غير جديرة بها وغير مناسبة من طرف المعارضة السياسية الذي تولى إدارة ما لم يتفق على تسميته بعد ( حوار ، مساومة ، استعطاف ، وعود ، ثقة ، إلخ ..) ، بين السلطة ممثلة في راس النظام وأجهزته الامنية من جهة ، وأهالي المعتقلين من جهة أخرى الذين يؤكدون أن لامعلومات لديهم عما يجري بالضبط وانما ينتظرون وعودا من طرف سياسي بالافراج عن أبنائهم وليس لديهم أية تفاصيل عن طبيعة هذا الافراج.

كان أداء هذا الطرف المعارض ممتازا في قدرته على إخراج وثيقة رسمية تخالف في تواريخها تواريخ رواية السلطة ووضع السلطة في مأزق اضطرها لعقد مؤتمر صحفي عاجل يشكك في صحة الوثيقة.

وقع هذا الطرف ضحية ثقته الزائدة في السلطة ثلاث مرات :

مرة حين تسرع في إدانة المعتقلين بضرس قاطع مستبعدا خبث السلطة واستعدادها لتجاوز كل القيم والاعراف.
ومرة حين هون هذا الطرف من قيمة (وثيقته) وما كان يسميها (ضربة معلم) بنفسه بناءا على ثقة زائدة في السلطة وتشكيكاتها.
وآخر مرة وبدافع الرغبة في انجاز شيئ ما أمام تململ الجماهير وحاجته لترميم الثقة معها ، حين أفصح هذا الطرف عن أن ما يجري هو مجرد حصوله وانتظاره لتحقيق مجموعة وعود بالافراج عن معتقلي كرزكان دون أية تفاصيل أخرى.

وربما دون علم ايضا أن السلطة كانت واقعة في مأزق كبير ومتورطة في نهاية غير سعيدة وغير متوقعة لمسرحيتها الهزيلة ، وأن ما يجري ليس أكثر من تعديل هزيل آخر على سيناريو المسرحية لحفظ ماء وجه السلطة واخراجها من مأزقها المحرج ، واخراج المعتقلين بإدانة تبقى معهم طوال حياتهم ، وطبعا عبر تلبية رغبة ذلك الطرف السياسي في انجاز شيئ ما ، أي شيئ.


الساعة الآن 12:20 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227