"شكرا لكم يا شعبنا العظيم، وشكر خاص لشباب الثورة"
 

تحية الثورة
في مثل هذه الليلة من عام 2011، ليلة الرابع عشر من فبراير، كنا قد حزمنا الأمر وأعددنا العدة للنزول للساحات لنهتف الله اكبر.. لا اله الا الله.. ايمانا منا بتحطيم الأصنام البشرية والطغاة والمستكبرين مهما كانت هذه الأصنام مستكبرة ومنتفشة ومنتفخة، ومهما كانت هذه الأصنام محصنة ومحمية بالخيل والرجال الممولة من ثروات الشعب.
نزلنا الساحات وكلنا ثقة وايمان بأن الله مؤيدنا وناصرنا لان نياتنا كانت تضمر الجهاد في سبيل الله واعلاء كلمته، وطلب الحرية والكرامة للمؤمنين وتخليصهم من حكام الجور والظلم والطغيان..
انتهت الجولة الأولى من النزال مع المرتزقة المجرمين وذقنا جرعات الغازات الخانقة والمسيلة للدموع، والتعرض للاصابات المباشرة والضرب والركل بعد أن أوصلنا صوتنا الى أسماع العالم!!
ولكن هذا بالتأكيد لم يكن كافيا لتفجير ثورة.. فالعودة الى الساحات في اليوم التالي يتطلب شحذ الكثير من الهمم والطاقات بل ربما لن تكون هناك عودة لسبب أو لأخر!!
بعد صلاة العشاء، أنتشر خبر سقوط شهيدنا الأول.. حرصنا على تأكيد الخبر فتم ذلك.. وتأكد خبر سقوط الشهيد "علي مشيمع" عندها تيقنا بأن الله جل وعلا قد أذن برعاية وحماية هذه الثورة المباركة..
نزلت جموع المؤمنين والمؤمنات والشباب المضحي في اليوم التالي لتشييع الشهيد، وتلاه سقوط الشهيد "فاضل المتروك" فأرتوت الثورة وأشتد عودها بدماء الشهداء السباقين الى جنان الخلد، وسيطر الشعب على ميدان اللؤلؤة، وهجر الشعب النوم والراحة ورفع شعاراته ومطالبه التي تترسخ وتتجذر يوما بعد اخر حتى يقتنع العالم بأن لهذا الشعب حق مسلوب من مئات السنين وقد حان الوقت لارجاعه بأي ثمن.
تحية لكم يا ثوارنا جميعا على العطاء الكبير الذي قدمتموه من أول يوم على اندلاع هذه الثورة المباركة..
تحية للشباب الثوري المضحي الذين حملوا أرواحهم ومهجهم للدفاع عن كرامتهم في العيش، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا..
تحية للنساء الزينبيات اللواتي كن بحق أبطال الميدان..
تحية للاطباء والمهندسين والتجار والموظفين والعمال والنواب الذين دعموا أهداف الثورة وأسترخصوا المناصب من أجل المباديء..
تحية للعلماء والرموز والقادة اللذين وقفوا صفا واحدا مع الشعب ولم يرعبهم التهديد ولم يثنيهم الترغيب..
تحية للاطفال الذين يستلهمون روح الجهاد ويتنفسون عبق الحرية لغد مشرق..
تحية تحية اجلال واكبار لكم جيعا.. على أمل الصمود ومواصلة الدرب وفاء للشهداء والجرحى والمعتقلين حتى تحقيق أهداف الثورة وقلع الظلم وتحطيم الصنم..

يسقط حمد يسقط حمد يسقط حمد