منتدى استراحات زايد - حين يتوقف القلب عن الخفقان

حين يتوقف القلب عن الخفقان

في حياة كل إنسان لحظة يائســة ، شاحبة ، خانقة ،
تتساوى فيها كل الأشياء ، وتتداخل فيها كل الأولان ،
فتصبح كلها لون واحد رمادية ، هذه اللحظة البائسة الشاحبة تطول وتمتد فتصبح ليالي من السهد وأيامآ من الرتابة والملل والضياع. كل الأشياء فيها تصبح وتغدوا عادية ومتشابكة ومكرورة ، ضلام الليل مثل نور النهار والعتمة كالضوء والأبيض كالأسود والفرح كالحزن والسعادة كالشقاء ، لحظة تساوي الأشياء أشبه بلحظة توقف الأرض عن الدوران ، أشبه بتوقف القلب عن الخفقان ، وليست مصادفة إننا نعيش هذه اللحظة بالذات ، حين نكف عن أن نحب ، حين نخرج خائبين من قصة حب ،
حين الدنيا ترمي بنا على بر اليأس بعد أن تكون أمواج بحر الحب قد تقاذفتنا بصخبها بين علو وهبوط .
حين نفقد عزيزآ علينا كنا نعول عليه بأنه بالنسبة لنا الحياة والهواء الذي نتنفسه ، وحين نفقده بلمحة البصر نفقد الأمل في كل الأمور . مشاعر طاغية شفافة إنسانية الإنسانية مليئة بالأحاسيس والمشاعر متربعة على جدران الوجدان حسب رأي أحد الصديقات الشاعرات حيث تقول المرأة الشاعرة الأكثر رفاهية في التعبير عن مناطق الوجدان ، ولا أعني بالمرأة الشاعرة فقط من تكتب الشعر ، وإنما أعني المرأة التي يسكنها الشعر كحالة من التعبير وشفافية الإحساس . حيث تقول من اليوم وصاعدآ ســأحيا دون حب ، متحررة من الهاتف والأحداث ، لن أتألم ، ولن أشتاق، سأصبح ريحآ مغلولة وجدولآ متجمدآ ، لن أكون صفراء الوجه بعد ليلة بلا نوم ، ولن يشتعل وجهي ، لن أغور في باطن الأرض من الغم ، ولن أطير إلى السماء ، ولن أكون سيئة ، ولن أكون إيماءة أو أبدو مثل الأفق لا نهاية له ، لن يغمرني الظلام ولن ينفتح لي الفضاء بكامله ولن يطلع عليا الفجر، ولن أتيبس من كلمة ، ولن أحترق فوق الجمر ولن أبكي على كتف قاسي ولن أضحك من القلب ، ولن أموت من نظرة ، لكن في الحقيقة لن أكون حينها على قيد الحيـــاة .
مع خالص تحياتي
لكم بطول العمر
نجيب ايوب