النظام لا يمكن إسقاطه
 

من خلال مواضيع الملتقى يلاحظ أن الكثير لديهم توهم بأن النظام سيسقط فقط خلال الحراك الحالي، أي إقامة المسيرات و المهرجانات و غلق الشوارع و حرق الإطارات و المواجهة مع الشغب في القرى و العاصمة و غيرها من العمليات هنا و هناك ، فقط المطلوب هو الصبر و الصمود حسب تصورهم. ..

و المتابع للأحداث في البلد كذلك يلاحظ أن كل هذه العمليات لم تحرك ساكناً بالنسبة للنظام فهو لم يهتز و لا شعرة واحدة بل بالعكس زاد قوة و بطش و غطرسة
و الحق يقال أن النظام كان مهتزاً فعلاً و متخوف أيام اعتصام الدوار و كان في حيرة في كيفية إنهاء الاعتصام دون تشويه صورة النظام أمام العالم، لكن النظام حسم موقفه و قمع الاعتصام بمساعدة قوات الاحتلال السعودي.

الآن نتساءل كيف يمكن لنا أن نسقط النظام و نحن لسنا قادرين حتى على الاعتصام من جديد في الدوار و لسنا قادرين حتى على تملك بندقية صغيرة أو رصاصة واحدة في مقابل نظام يمتلك أعتى الأسلحلة و لم يستخدم إلا البسيطة منها فقط، سيقول أن النصر ليس بالسلاح بل بعزيمة الشعب و لكنهم نسوا أن النظام يقف في صفه نصف الشعب إلا قليلاً، ففي مقابل الشعب الساعي لإسقاط النظام هناك النصف الآخر يؤيد إبقاء النظام دون تغيير، و نتلكم هنا فقط عن المعادلة الداخلية فقط دون أن نذكر التأثير الخارجي الذي يعلمه الجميع

الناس الآن تكيفت مع الوضع بشكل كبير و أصبح مصالحها هو الهم الأكبر دون الاكتراث بالحالة السياسية و الثورة، فمبيعات السيارات مثلا ارتفعت بشكل كبير في 2012 و كذلك حركة السفر و السياحة للخارج أصبحت نشطة جداً و مبالغ فيها أكثر من قبل الثورة، و شراء الكماليات يزداد يوماً بعد، و هذا يدل أن سلاح المقاطعة ليس مجدياً لمن يعول عليه كأحد الأساليب للتأثير على النظام

المطلوب هو تغيير نمط تفكيرنا و و التركيز ما يتناسب مع حجمنا في البلد دون الغلو في المطالب