سيدات عنيزة يصنعن «الفحم الطبيعي» داخل مصنع في القصيم.. وينتجن 300 كيلوجرام ي
 

: جمعيه «قطره» تخصِّص 5% من الارباح لكل موظفه في مشاريعنا
موظفات في المصنع: عملُنا تحدٍّ لمن كان يتوقع فشلنا.. ومنتجنا موثوق وعالي الجوده
تصنع مجموعه من السيدات السعوديات في القصيم، الفحم الطبيعي داخل مصنع للفحم في مدينه عنيزة، حيث يُدار المصنع بايدٍ نسائيه سعوديه بالكامل، بدءاً من تسلم المكونات حتي تسليم المنتج للتسويق، وكانت لعدسه «الشرق» جوله في المصنع، حيث اتجهت الي مقر الجمعيه النسائيه الخيريه «قطره» بعد التنسيق المسبق مع رئيسه الجمعيه فاطمه التركي، وتم التجول داخل المصنع بمرافقه احدي موظفات الجمعيه، حيث استقبلت «الشرق» الموظفه موضي الحربي، التي اعطت شرحاً مفصلاً لعمل المصنع، الذي تتشارك العمل فيه مع زميلاتها، مها العتيبي، تهاني الحصين، فوزيه الصيرم، امال العشري.
وبدات الحربي بتوضيح الخطوات الاولي لعمليه صناعة الفحم قائله «نتسلم كميات من مخلفات النباتات المحروقه في المزارع سواء نخيلاً او غيره، حيث تقوم الجمعيه بتوفيرها بالتنسيق مع متعهد بذلك، وبعد تسلم بقايا الاشجار المحروقه التي تكون معباه في كيس، نقوم بتنظيف الشوائب منها، ومن ثم توضع في خلاط يقوم بخلطها مع ماده خاصه (خليط من مواد طبيعيه)، وتكون تلك الماده لزجه، حيث تساعد بعد التصلب علي تماسك الفحم وصلابته واشتعاله، وبعد اكتمال عمليه الخلط يؤخذ الخليط ويوضع في مكبس خاص حيث يخرج الخليط علي شكل انبوب اسطواني شبه جاف يقطع الي اطوال مناسبه حسب رغبه العميل او حسب الغرض المعد لاستخدام الفحم، ومن ثم تجمع تلك القطع من الفحم وتوضع في الشمس لتجف، وذلك في فصل الصيف، اما في الشتاء فانها تجفف في افران خاصه، وبعد ذلك يتم التجميع للتعبئه حسب ثلاثه اوزان وهي كيلوجرامان وثلاثه كيلوجرامات وعشره كيلوجرامات، وفي النهايه تتم عمليه التغليف استعداداً لتسويقه عن طريق الجمعيه».
وتتنوع استعمالات الفحم، ما بين الشواء والتدفئه، كما ان هناك مكبساً خاصاً لفحم الشواء، اما بالنسبه لفحم البخور فتتم صناعته بنفس الطريقة السابقه، ماعدا ان الفحم الخام يتم طحنه ثم غربلته من الشوائب، وبعد ذلك يوضع في مكبس خاص.
واشارت موضي الي ان العمل في المصنع حالياً ينتج حوالي 300 كيلوجرام يومياً من الفحم يتم بيعها علي تجار من القصيم والدمام وحائل وجده والرياض حسب طلبات العملاء، اما بالنسبه للوظيفه، فتقول «نحن نتقاضي مرتباً شهرياً، ولكن حبنا للعمل وحماسنا يجعلنا نعمل وكان الدخل لنا وليس للجمعيه، ونامل من الجهات الحكوميه دعمنا بقرض استثماري حتي نستطيع دعم هذا المشروع وتوسعته وزياده الانتاج به، واضافه موظفات للمصنع والات متطوره اكثر، ولو توفر هذا الدعم لاضفناه لمشروع الجمعيه واصبحنا شركاء في المشروع، ولن نستقل بعمل خاص، وذلك عرفاناً منا بفضل الجمعيه التي راعت ظروفنا ووفرت لنا هذا العمل، كما ان المردود المادي من المشروع يصرف علي الاسر المحتاجه، وانا وزميلاتي نشكر فاطمه التركي علي جهودها معنا، كما نشكر اسرنا التي اسهمت في عملنا في المشروع، وتفهمت دور المراه في المجتمع».
وتؤكد موظفات المصنع ان منتجهن ذو جوده عاليه، وبسبب شده ثقتهن في المنتج الذي يصنعنه، فانهن يرفضن شراء اي نوع اخر من الفحم، حيث يعلمن انه خالٍ من المواد الصناعيه، والاضافات الكيماويه، وتصرّ الموظفات في المصنع علي ان عملهن يشكّل تحدياً دائماً، فهناك من كان يتوقع توقفهن، وفشلهن.
من جهتها، بيّنت رئيسه الجمعيه النسائيه الخيريه «قطره» فاطمه التركي، ان انشاء الجمعيه وما نتج عنها من مشاريع اخري هو بدعم وتوجيه من امير القصيم الامير فيصل بن بندر، ونائبه، ومحافظ عنيزه ورجال الأعمال في المحافظه، وبدعم مادي ومعنوي من وزاره الشؤون الاجتماعيه.
اما بالنسبه لانشاء فكره المصنع، فقد اتت من زيارات الجمعيه للاسر والنظر في احتياجاتها وبمقابله عديد من الفتيات في تلك الاسر اللاتي كن متحمسات للعمل في مشاريع متعدده تضمن للمراه العمل الشريف والمستقل وتحترم خصوصيه المراه، وبعد تداول الافكار قامت احدي عضوات الجمعيه بطرح فكره انشاء مصنع للفحم كما في احدي الدول العربية، وقد بدا المصنع بالات بسيطه ثم تطور الي شراء معدات حديثه، وتم التجهيز بمبلغ تجاوز 250 الف ريال، وقد تم التمويل من فاعلي الخير، بالاضافه الي وزاره الشؤون الاجتماعيه التي ساعدت بدعم اضافي للجمعيه بعد ان رات منجزات الجمعيه علي ارض الواقع، وافادت الاسر بالمشاريع المستحدثه بها، ولكن ذلك الدعم لا يكفي فاضطررنا الي الاقتراض من احد فروع الجمعيه، وبعد ان يبدا المشروع بجني الارباح نقوم باعاده المبلغ المقترض، ودائماً ما نعطي كل فتاه من الموظفات لدينا في اي مشروع، اللاتي عملن منذ اقامه المشروع الي جني الارباح، ما نسبته 5% لكل فتاه.
http://www.daralakhbar.com/news/2013...B5%D9%86%D8%B9_