منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   هل يمر العُمر أسرع في ضجة المدن أم رتابة الصحراء؟ (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=1145317)

محروم.كوم 02-04-2013 03:30 PM

هل يمر العُمر أسرع في ضجة المدن أم رتابة الصحراء؟
 
مقاربات بين الشعبي والفصيح

هل يمر العُمر أسرع في ضجة المدن أم رتابة الصحراء؟

http://libyablog.org/wp-content/uplo...2_n_large1.jpg

ألاحظ أن كثيرين - في السنوات الأخيرة - يعجبون من سرعة مرور السنين وعجلة دولاب الأيام في الدوران، وكأن السنين صارت شهوراً، والأيام مجرد دقائق، والشهور كأنها أيام..

هل كان هذا الشعور سائداً عند العرب حينما كانوا يعيشون في البادية؟

طبعاً عدة السنين والشهور واحدة، ولكن الشعور يختلف، فالخائف يطول عليه الوقت، وكذلك المريض الذي يتألم، والعاشق الذي يعد الأيام للوصول إلى موعد الزواج المحدد، ولكن الوقت يكون سريعاً على السعيد المحبور (أوقات السرور قصار) و(يوم الدّجن قصير) كما تقول العرب.. فاليوم الربيعي الجميل الذي أرضه خضراء وسماؤه بيضاء من السحاب (الدجن) ونسيمه العليل يداعب الوجوه وقطرات المطر فيه تهطل بهدوء وحبور.. هو يوم قصير في العرف العربي العاشق للمطر حتى النخاع والشاكي من حرارة الشمس ولفح السموم وقسوة الجفاف..

http://www.alwatan.com.sa/Images/new.../4501/26-3.jpg

وكما المريض يطول الوقت على السجين، ويقصر على المدين الذي بقي على حلول دينه بضعة أشهر وهو لم يتدبر أمره ويخشى رؤية دائنه..لكن بشكل عام فإن حياة الصحراء برتابتها، وقلة الترفيه فيها، وتشابه أوقاتها، ومزاولة نفس النشاط المكرور، يبدو لي أن الوقت فيها أثقل وأكثر مللاً ورتابة، وهذا ما يجعل الاحساس بمروره أقل.. وأثقل.. لأنه لا جديد هناك..

وعلى خلاف ذلك الحياة في المدن الزاخرة بالنشاط الاجتماعي والثقافي والفني، والتي لا تعرف الرتابة، فإن الاحساس بالوقت يكون أطول وإن كان أمتع، وقد يبدو في هذا بعض التناقض، ولكن ألا تحس إذا سافرت إلى بلاد جديدة جميلة - تزورها أول مرة - وأقمت فيها اسبوعاً واحداً فقط لكنه مليء بالنشاط والتنوع ورؤية أشياء جديدة تماماً وزيارة المتاحف والحدائق والمقاهي والفنادق والمطاعم الفخمة بحيث يكون اليوم مليئاً بالمباهج.. ألا تحس بعد العودة وكأن ذلك الاسبوع كان شهراً؟

http://www.nna-leb.gov.lb/files/medium/1357554722_.jpg

الذي نريد الوصول إليه ان حياة أجدادنا القدماء في الصحراء كانت مسكونة بالرتابة، خالية من الجدّة، خاوية في مناشطها ومباهجها، فلا فضائيات.. ولا نت.. ولا كتب.. ولا مناشط ثقافية متنوعة..

العُمرُ مثل الضيف أو كالطيف ليس له إقامة
هنالك الشعر هو سميرهم في الصحراء.. وهو فنهم الأول.. وربما هو القادر على السفر بهم على جناح الخيال.. وهو ما يكسر صخور الرتابة والضجر..

ولكن.. وفي كل الأحوال فإن الشعراء أدركوا أن الأعمار قصار.. وأن الأيام تمر مر السحاب.. وأن الآجال أسرع من الآمال..

يقول الشاعر:

لا تقطعنّ رجاء العيش بالعلل

فالعمر أقصر أوقاتاً من الشغلِ

ولكعب بن زهير:

لو كنتُ أعجب من شيء لأعجبني

سعي الفتى وهو مخبوء له القدر

يسعى الفتى لأمور ليس يدركها

والنفس واحدة والهم منتشر

والمرء ما عاش ممدود له أمل

لا ينتهي العيش حتى ينتهي الأثر

قلت: وهذا من حكمة الله عز وجل فلولا الله ما كان العمل وعمارة الأرض..

ويختلف الناس في قياس العمر بين الكم والكيف، كما يختلفون في الذي يثري العمر، فالقراءة في كتب العباقرة تضيف أعماراً إلى أعمارنا بإذن الله، لأننا نعيش تجاربهم..

كذلك قراءة كتب التاريخ:

ومن حوى التاريخ في صدره

أضاف أعماراً إلى عمره

بالاضافة إلى ما يجنى من حكمة، وإحساسه بأن مشكلاته تافهة بالنسبة لحوادث التاريخ..

ويرى أبوفراس الحمداني ان مقياس العمر ليس الطول:

ما العمر ما طالت به الدهور

العمر ما تم به السرور

ويُنسب للإمام الشافعي بيتاً أحكم وأصدق:

إذا مرّ بي يوم ولم اكتسب يداً

ولم استفد علماً فما ذاك من عمري

(المال والعمر)

وبينما يحافظ الناس على أموالهم قدر الاستطاعة، يفرط أكثرهم في أعمارهم فلا يعطون الوقت قيمته، وقد لاحظ ذلك الشاعر أحمد العسقلاني (توفى 413ه):

العمر ينفق في الدنيا مجازفة

والمال يُنفق فيها بالموازين

ويتأمل حاتم الطائي في مرور العمر:

هل الدهر إلا اليوم والأمس والغد؟

كذاك الزمان بيننا يتردَّد

يرد علينا ليلة بعد يومها

فلا عمرنا باق ولا الدهر ينفد

وهذا دليل على رتابة الزمن الصحراء.. كما أن القيامة هي نهاية الدنيا..

ولخصّ شوقي عمر الإنسان:

دقات قلب المرء قائلة له:

إن الحياة دقائق وثواني

ويرى راشد الخلاوي أننا نعد الليالي وهي أكثر:

نعدّ الليالي والليالي تعدّنا

والعمر يفنى والليالي بزايد

ولكن يحض على أن تعيش الحاضر على ما يرام:

وترك أبرك ساعات الفتى ما بها الفتى

وما فات مات وساعة الغيب غايبه

وأغنم متى لاحت من العمر فرصة

وان هب نسناس فاذر في سوايبه

وهو يقارب:

ما مضى فات والمؤمل غيب

ولك الساعة التي أنت فيها

ويرى جبارة الصفار أن الليالي فيها طيب وخبيث ولو درى مقدماً.. فماذا سيفعل؟:

لو أدرى بيوم الرشد نوّخت ناقتي

وسايلت عن خبث الليالي وطيبها

ويقول عبدالعزيز بن فايز

الموت حق والمنايا لها آجال

وصيور مفارق حبيب حبيبه

ان قصر عمر الحي والا بعد طال

لابد ما تركز عليه النصيبه

ولأبي زيد الهلالي:

يقول أبوزيد الهلالي سلامه

عمر الفتى الي بقايا خسايره

أنا في رجا ربي ولا غيره ارتجي

ولا من رجا المعبود ضاعت بصايره

فلا ساعت قد ضاقت الا وتفترج

ولا فات يوم إلا والأفلاك دايره
-
-
-
-


الساعة الآن 06:53 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227