منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   السيد العلوي يشرح كيف نشئ وتأسس تيار الوفاق منذ نصف قرن محللا ومستنتجا (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=1133228)

محروم.كوم 01-24-2013 06:50 AM

السيد العلوي يشرح كيف نشئ وتأسس تيار الوفاق منذ نصف قرن محللا ومستنتجا
 
محمد علي العلوي

11 ربيع الأول 1434هـ/ 23 يناير 2013م



هل (تستغل) الوفاق العمامة الدينية للسيطرة على الجماهير وإمضاء مشاريعها السياسية؟

هذا ما نحاول الإجابة عليه في السطور التالية.

مقدمتان:

الأولى: قد تقود القرائن إلى حكم أو ترجيح حكم على آخر، إلا أن لاعتماد القرينة أصول وقواعد وقوانين إن غابت حلت محلها البواعث النفسانية الموجهة بموروثات معينة تظهر في استحسانات تارة واستقباحات تارة أخرى، فيفقد الاستدلال علميته وموضوعيته، ولهذه الظاهرة بروز في التحيزات الفاقعة عندما لا يرى الرائي في ما يرفضه شيئًا حسنًا، وإن فرض الحسن نفسه فرضًا فإن الرافض يتعمد الإغماض عنه إن لم يتمكن من قلبه إلى قبح ومثلبة، وهو نفسه لا يرى أو يمنع نفسه عن رؤية أو الإقرار أو حتى مجرد التفكير في أن الجهة التي يقبلها حد التقديس –وإن لم يصرح به- قد تخطئ أو تزل، وإن فرض الخطأ منها نفسه فرضًا فإنه يغمض عنه إن لم يتمكن من قلبه بين الناس إلى حسن وحكمة وبعد نظر!

ولذلك فإن النظر في الأدلة واعتماد القرائن يجب أن يكون خاضعًا إلى صرامة التجرد العلمي ما استطاع الناظر، وأضرب مثالًا على ذلك مجالس العلم التي كان يعقدها الخليفة العباس المأمون بن هارون، فهي مجالس علم سواء كان المقيم لها المأمون المجرم قاتل الإمام الرضا (عليه السلام)، أو كان المقيم لها مؤمن شيعي ورع صاحب زهد وتقوى. نعم، قد يكون الحديث عن البواعث والنتائج وما نحو ذلك إلا أنه حديث مختلف جدًا، فالحديث عن مجالس العلم بما هي مجالس فإنها ممدوحة بغض النظر عن القائم عليها.

الثانية: القبول بالآخر أو رفضه فهذا أمر له مسوغاته وما يبرره، ومما ينبغي لنا استيعابه جيدًا أن مجرد ثبوت أمر حُسْنٍ فهذا لا يعني القبول بمن يرجع إليه، وكذلك فإن غير الحسن أو القبيح إذا ثبت عليه فهذا لا يستدعي رفضه بالضرورة.

سؤال المقال ثانيةً: “هل (تستغل) الوفاق العمامة الدينية للسيطرة على الجماهير وإمضاء مشاريعها السياسية؟”

هناك توافق كبير يكاد أن يصل إلى حد الإطلاق بين الحراك السياسي لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية وما يصدر من مواقف عملية أو نظرية عن سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم (حفظه الله) وكذلك المجلس العلمائي ولو في الخطوط العريضة العامة، كما وأن عالم دين في نفس التيار لا يشق عن المجموع برأي خاص أو رؤية مخالفة إلا ويكون ذلك إعلانًا لفرز جديد بعناوين جديدة مثل (حق، ووفاء)، وهذا أمر لا ينبغي إنكاره، فهو واضح بما يغني عن ذكر أدلة أو براهين، إلا أنه لا يعني أو لا يستدل به على حالة من (الإستغلال) أو (التوظيف) أو (الاستعمال) من الخط السياسي للعمامة الدينية، خصوصًا إذا ما قرأنا تاريخ التيار الذي تمثله جميعة الوفاق الوطني الإسلامية سياسيًا، وطبيعته التنظيمية.

نعم، (الاستغلال) للحية الدينية واضح من الأنظمة الحاكمة عندما تقدم اللحى وبعض العمائم في فتاوى أو تصريحات أو لقاءات صحفية ملتمسة الصبغة الشرعية والغطاء الديني لما تمارسه من سياسات، وهذا (الاستغلال) يكون في قالب تجاري سمته مبادلة (كلمة) بـ(مال).

أما فيما نحن فيه فالقضية مختلفة تمامًا..

جمعية الوفاق الوطني الإسلامية اسم يدل على كيان سياسي من مجموعة كيانات أخرى تعرض على تيار عريض له من العمر ما يقارب النصف قرن، وكان أصله التأسيسي مجموعة من العمائم المعروفة (نجفيًا) أولًا، وفي بعض المنعطفات التاريخية كانت معروفة على مستوى المجتمع الشيعي الكبير، ومن وجوهها الأولى في البحرين كان سماحة العلَّامة الشهيد السيد أحمد بن السيد علوي الغريفي (رحمه الله)، مع حضور تنظيمي لمجموعة من الوجوه العلمائية الشاخصة اليوم في مفاصل العمل التنظيمي الدقيق لتيار جمعية الوفاق الوطني الإسلامية.

تعتمد الوفاق في تيارها رؤية إسلامية مبنية على سعة المتغير وضيق الثابت، ففي مرحلة قد يكون القرار بمواجهة النظام كما كان موقف الشهيد الصدر الأول من النظام البعثي مع بدايات الثورة الإسلامية في إيران وبموافقة صريحة من قيادات حزب الدعوة الإسلامية في العراق وخارج العراق، هذا وفي فترة سابقة كان لنفس الحزب حضور تنظيمي دقيقي في الدولة البعثية، أما اليوم فالحزب يحكم ويعارض ويتقاطع (المالكي، المجلس الأعلى، الجعفري)، وليست هذه التحركات السياسية إلا نتاج السعة في المتغيرات والتي يبني عليها التيار أصوله الأدبية والثقافية وبالتالي الفكرية.

في البحرين، مرت الوفاق في تيارها بمراحل ومنعطفات كثيرة، فكانت الوفاق معارضة معتقلة في فترة من الفترات، ثم كانت معارضة مهجرة، ومن بعد ذلك معارضة سياسية رسمية لها علاقاتها الرسمية والدبلوماسية الداخلية والخارجية، ونفس هذه المعارضة كانت مقاطعة بشدة للمشاركة في برلمان 2002م، ثم مشاركة بشدة في 2006م، ومن بعد ذلك مشاركة فاستقالة في 2010م، وهي الوفاق لم تكن مؤيدة لحراك 14 فبراير، ولكنها أصبحت بعد ذلك جزءًا منه بل ومسيرة لجانب من سُحبه وتموجاته، وفي كل هذه المواقف كانت العمامة حاضرة داعمة ليست لأنها مستغلة من الجناح السياسي للتيار، ولكن لأن كل الأجنحة والكيانات تقع في داخل منظومة عمل واحدة تحدها أطر تدركها القيادات جيدًا ولا يهم إن لم يفهمها الآخرون، فمنظومة العمل التنظيمي لتيار الوفاق تؤتي أكلها كما يراد لها وفي سعة خيارات الإنجاز المقررة.

في التيارات الأخرى عندما تخرج (عمامة) أو (غير عمامة) عن الرؤية أو الخيار أو القرار السياسي للجناح الممثل له فإنها تعزل أو ربما تطرد، والسبب هو أنها لم تلتزم الإطار المفترض، وإن التزمت لا يقال بأنها (تستغل) أو (توظف) أو (تستعمل)، والسبب –فيما يبدو لي- أن نفس التيار الذي تنتمي إليه لا يشكل رقمًا جماهيريًا كما هو الحال مع جمعية الوفاق الوطني الإسلامية.

هل عارض آية الله الشيخ عبد الجليل المقداد (حفظه الله) قرارًا سياسيًا لـ(وفاء)؟ هذا لا يعني أن الأستاذ المجاهد عبد الوهاب حسين (يستغل) أو (يوظف) أو (يستغل) العمامة الدينية لصالح رؤاه السياسية، وغاية ما في الأمر هو مجموعة من التقاطعات الإيجابية شكلت إطار عام جمع كل من الأستاذ والشيخ في تيار معين، ونفس هذه الحالة ولكن بتطور وتنظيم أكبر كانت في تيار الوفاق وغيره من التيارات الإسلامية. فالقضية ليست (استغلالًا) أو (توظيفًا) أو (استعمالًا) بقدر ما هي توافق ثقافي والتزام تنظيمي في إطار أدبي معين.

أطرح هذا الموضوع ملتمسًا غايتين:

الأولى: معالجة ظاهرة الاستهلاكات الذهنية المعلولة لركوب موجات الألفاظ عن غير تحقيق وتثبت.

الثانية: الإهتمام ببناء كيانات وأحزاب وتجمعات جديدة تراعي التصحيح والتطوير بالاستفادة من تجارب الآخرين، فإذا كان لا يعجبك البعد الكذائي في الوفاق أو وعد أو أمل فليكن منك التصحيح في بنائك الجديد، وإن كان ما تسجله عنهم جيدًا صحيحًا فلتأخذه وتطوره، وبذلك يبقى المجتمع في حالة من التكامل والنمو بشكل إيجابي بعيدًا عن إتعاب العقول والأذهان في التهمة ورد التهمة.

يا أخي.. يا أختي، هذه الوفاق وهذه ثقافتها وهذا فكرها، وكله ليس وليد سنة أو سنتين، فهي تيار له من العمر قرابة النصف قرن، ولم يكن تأسيسه من منطلقات مزاجية أو ما شابه، ولكنه كان تأسيسًا يعتمد الدراسة والنظر بشكل كبير جدًا، سواء كنا نتفق أو لا فالوفاق تيار قوي تتحقق في داخله تكامليات متقدمة بين علماء دين وتكنوقراط، وأملي أن يشهد المجتمع البحراني تكرارًا للحالة الوفاقية بأمزجة ثقافية أخرى، وهذا هو الإثراء الحقيقي.


الساعة الآن 05:44 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227