منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   الخط الفاصل (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=113157)

محروم.كوم 05-19-2009 05:44 PM

الخط الفاصل
 
الكثير من اقاربي و افراد عائلتي قد تم اعتقالهم على مدى السنوات الثلاثين الماضيه، فلا تكاد توجد اي قمعات امنيه تقوم بها الحكومه ضد هذا الشعب، ليكون لعائلتي شرف المشاركه بتقديمها معتقلا، يشارك أخوته المعتقلين في اقتسام اسواط العذاب و ضيق السجن.

فما بين أحكام طويلة و احكام قصيرة نسبيا، قضى افراد عائلتي ليلٍ طويلة في غياهب السجن، يأملون في بزوغ شمس الحرية عليهم، افتخر بهم كثير، و اعتز بإنتمائي لهؤلاء الناس لكل الذي قدموه من تضحيات من أجل هذا الشعب، كما أنني افخر و اعتز اعتزازا لا مثيله له، عندما اعرف نفسي على إنني واحدة من أبناء هذا الشعب المسالم الأبي المظلوم.

ذات أمسية مر عليها أقل من عشر سنوات، كنت جالسة مع احد اقاربي الذين افرج عنهم قبل فترة بسيطه، و كان قد قضى سنوات طويله في المعتقل، سألته عن سنوات الإعتقال وكيف قضاها، و كيف تمكن من الصبر على أذاها، و الأهم من ذلك كيف تمكن من الحياة ما بين القتلة و المهربين و اللصوص و المجرمين، بل و اتخذ بعضهم اصدقاء له، لازال يذكرهم و يذكرونه.

كنت استغرب قدرته على الاندماج في ذلك المجتمع الموبوء، المليء بالشرور و الجرائم، فضحك مليا من استغرابي و من عدم تقبلي لفكرة امكانية ان يعيش رجلُ صالح بين مجرمي.

خرج معي الى حديقة منزله ليودعني بعد أن جلست معه ما يقارب الساعه و النصف، و قبل أن أغادر رسم برجله خطاً على التراب و استوقفني قالا: أمل الفاصل ما بيني وبينكِ الأن هو هذا الخط، فكل ما يقع خلف هذا الخط هو تحت يدك و سيطرتك، و كل ما قبل الخط لي.

لم اتمكن من فهم ما يريد ان يقوله لي، لذلك أضاف " هذه هي الفلسفة التي انتهجتها في المعتقل طوال السنوات السابقه، أنا - السياسي - و القاتل و مهرب المخدرات و اللص و الزاني، يفصل ما بيننا وبين السلطة خط تسميه هي القانون، فنحن في نظرها نشكل خارجين على القانون، و هي المطبقة للقانون، و بكل تأكيد نحن - الخارجين على القانون في نظر السلطه - يمكننا التأقلم و التعايش مع بعضنا البعض، لكننا مطلقا لا نتمكن من التعايش مع السلطة - القانون حسب مفهومهم - و التقرب لها"

حياتنا ما هي إلا مجموعة خطوط متتاليه يا أمل، فأولها النفس، و تليها الأسره، ثم العائله فالمنطقه فالطائفه فالبلد و ما إلى ذلك من إنتماءات تتسع أو تضيق، فأحيانا أكون مخالفا لرأي العائله وخارجا عليه، إن تعارض مع رؤيتي الشخصيه، و أحيانا استميت في الدفاع عن اراء عائلتي في مواجهة عائلة اخرى.

انتهى كلامه عند هذا الحد، و لم أتمكن من معرفة الهدف من كلامه او الى ما يرمي به، لأن كلامه صعب جدا أن تتمكن فتاة في أوائل سنين مراهقتها من استيعابه و استخلاص العبرة منه.

أعتبر نفسي الأن بأنني قد وصلت الى درجة من النضج تمكنني فيها من استخلاص العبرة لكل الكلام الذي سمعته قبل أقل من عشر سنوات، ومن خلال فهمي لذلك الكلام أكتب الأن هنا.

مهما بلغ بي الخلاف مع تيار الشيخ عيسى قاسم و تيار الوفاق، او مع منهجية المجلس العلمائي، و مهما كتبتُ سابقا أو أكتبه مستقبلا من نقذ لاذع أو جارح لهذه التيارات، إلا أنهم و ما أوومن به من منهج، نقف جميعا صفا واحدا خلف خط واحد، ضد الخط الأخر الممثل للحكومة و أبواقها.

ولا يرضيني و لا يمكنني تقبل أن يقوم أبواق الحكومه بتوجيه سهامهم المسمومه لصدر الشيخ عيسى قاسم، و أكون في موقف المشجع لهم أو حتى المتفرج دون أن اوضح موقفا، و أُقر مبدأ، أأومن به.

في مواجهة للحكومة و كشف زيفها و ظلمها لهذا الشعب، نحن صفٌ واحد، و الخط الفاصل هو ما يفصلنا عن الحكومة و ليس عن بعضنا البعض.



أمل السيد
19 مايو 2009


الساعة الآن 10:13 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227