![]() |
لا تنازل لا تراجع .. بين الشعار والواقع "لا تنازل" ، "لا تراجع" ، كثيرا ما سمعنا هذين الشعارين وما يماثلهما من الجمعيات في مسيراتهم واعتصاماتهم وعلى لسان قادتهم مرارا وتكرارا ، بل جعلوا هذه الشعارات عنوانا لمهرجاناتهم ومسيراتهم المرخصة ، وهذه الشعارات كما هو واضح شعارات ثورية وتوحي بالتحدي والصمود ، والصبر والثبات ، ولكن هل يصدقها الواقع ، أم أنها لا تعدو أن تكون شعارات بينما الواقع يقول شيئا آخرا ؟ لنعرف ذلك ينبغي أن نرى كيف كانت مطالبهم خلال عمر الثورة وكيف أصبحت . لقد تدرجت مطالبهم كالتالي : 1_ مملكة دستورية على غرار الممالك الدستورية العريقة كبريطانيا واسبانيا . (أيام الدوار) 2_ثم نزل الى مملكة دستورية على غرار المغرب والأردن . (بعد الظلامة الوطنية) 3_ ثم تبلور على شكل وثيقة المنامة . (بعد بسيوني) 4_ ثم نزل الى حوار بلا شروط يجري استفتاءا على نتائجه . 5_ ثم : حوار بلا شروط ، والإستفتاء على نتائجه ليس شرطا . 6_ وأخيرا : نصف حكومة (نصف المقاعد معارضة ونصفها حكومة) . ولا أدري ما هو التنازل القادم ! سيقولون : حنكة ، مناورة سياسية ، فن الممكن ، لكنها في النهاية : أليست هذه المواقف تنازل وتراجع؟ فلماذا اذا رفع هذه الشعارات؟ وماذا يعني أن تدخل حوارا مع نظام مستبد مخادع ينكث العهود وبدون شروط ؟ فإذا كان الحوار معه وبشروط فيه مخافة ومحاذير من أن يلتف على تلك الشروط وينكث وعوده كما عودنا دائما ، فكيف بالدخول معه في حوار من غير شروط؟! ففي أول أيام الثورة ، وبعد الضربة الاولى للدوار ، صعد الشعب خياره ، ورفض فكرة الحوار مع النظام الساقط حتى بتلك الشروط السبعة خوفا من التفاف النظام عليها ونكثه لعهده ، أما الآن وبعد هذه التضحيات الجسيمة والإنتهاكات العظيمة ، لا زالت الجمعيات السياسية تنزل في سقفها وشروطها للحوار مرة بعد مرة !! وكأن أهم شيء يدخلون حوار مع النظام !! هذا والشعب صابر وصامد ومستعد للتضحية ، وكذلك الرموز المعتقلون ، ولم يلتمسوا من أحد التعجيل بالحوار ، ولم يفوضوا أحدا للتنازل بالنيابة عنه . وبعد هذا كيف نفسر : (لا تنازل ، لا تراجع) أليست هي : شعارات ثورية لمواقف انبطاحية ؟! |
الساعة الآن 05:11 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir