منتدى استراحات زايد - انا علي من الدراز ( أعلن توبتي )

بالأمس اتصل بي شاب بحريني، اسمه "علي" من شباب منطقة الدراز، وكشف عن كل معلوماته، تكلم بكل عفوية وأصالة، وتحدث بكل وطنية ومحبة، وانطلق بكل شجاعة وجسارة، وأفصح عن كل ما يجثم على قلبه، وقال كلاما كثيرا ومهما، أحببت أن أنقله الى شباب البحرين وخاصة المغرر بهم، ومن يتم استخدامه في التجييش ويساق الى التحشيد بمجرد اتصال أو مسج هاتفي، لاعتصام أو مظاهرة أو تجمع، ويترك بعد ذلك الآلام والآهات لوالديه وأبنائه ومستقبله... فماذا قال الشاب "علي"..؟

قال: اكتب على لساني أنا "علي" من الدراز، قرأت مقالك بالأمس بشأن تسييس قضايا الشرف، كما قرأت تصريح وزير الداخلية، ولقد تأثرت كثيرا بما قاله الوزير وخاصة حينما قال: "إنا نتطلع إلى اليوم الذي نرى فيه المواطن يدافع عن رجال الأمن بدلاً عن المزايدة عليهم بالاتهام، ومن كانت لديه الشجاعة للمطالبة بحقوق المواطنين الذين يعتقد بأنهم مظلومون يجب أن تكون لديه المزيد من الشجاعة بعد ظهور الحقيقة لإنصاف رجال الأمن فإننا مواطنون تم اتهامنا من دون وجه حق، رغم الاخلاص والتفاني في خدمة الوطن والمواطن".
اكتب على لساني، أنا "علي" من الدراز، أمتلك الشجاعة لأن أعلن اعتذاري الشديد لوزير الداخلية شخصياً ولكل رجال الأمن، جراء تلك الاتهامات التي ألقيت عليهم كذبا وجزافا من أشخاص كنا نظن أنهم زعماؤنا وقادتنا، ولكن تبين لنا أنهم مجرد أشخاص يستخدموننا نحن الشباب كجسر للوصول والمزايدة على البطولة والزعامة التي تنسب اليهم.
اكتب على لساني، أنا "علي" من الدراز، خُدعت لفترات طويلة وكثيرة من أجل مناصرة ناشط سياسي أو التضامن مع زعيم ديني، وكنا نساق الى المظاهرات والاعتصامات "كالأغنام" من دون تفكير ومن دون إحاطة بتفاصيل الموضوع، ولكنه حماس الشباب وغياب العقل في لحظة التحشيد والتجييش، وهناك تقع التصادمات والحرق والتخريب، والإصابات والخسائر، ونعود إلى بيوتنا وكأننا أبطال مزيفون حققنا النصر في معركة وهمية.
اكتب على لساني، أنا "علي" من الدراز، سجنت أيام التسعينيات مدة خمس سنوات، لمشاركتي في أعمال العنف والشغب، وشاركت في الأحداث الأخيرة، وفي كل مرة يقال لنا إن الشيخ الفلاني معتقل وإن الشخص الفلاني مسجون وإن الزعيم الفلاني مضرب عن الطعام وإن الخطيب الفلاني حصل له كذا، فنخرج للنصرة والتضامن، والآن وبعد العفو عن الجميع، لا يزال البعض يريدنا أن ننساق وراءه "كالأغنام" بدون تفكير ولا دراية، والأمر الذي يجعلني أتساءل متى سنترتاح ونستطيع العيش مثل الآخرين..؟؟
اكتب على لساني، أنا "علي" من الدراز، في المرة الأولى قيل لنا إن شيخ الدين الذي ضبط مع الخادمة الأثيوبية هي حكاية ملفقة، وإن اللاجئ السياسي الذي ضبط مع الخادمة الآسيوية هي قصة بوليسية، واليوم يراد لنا أن نصدق التبرير ذاته والأسباب ذاتها مع شخص آخر بحجة أنه معارض سياسي، وكأن الأخلاق وسمعة الناس وشرفها لعبة سهلة، وبالإمكان أن يصدق الناس والشباب كل تلك التبريرات والخدع من الزعماء.
اكتب على لساني، أنا "علي" من الدراز، أحب وطني البحرين، ولا أرغب أن أعيش في أي بلد آخر، لأنني أعرف كيف تتم معاملة البحرينيين في تلك البلاد العربية وحتى الإسلامية، فأريد أن أبني مستقبلي وأحمي أبنائي واحفظ لوالدتي ووالدي دموعهما وحرقة قلبيهما، وأرغب في المساهمة في بناء الوطن، فقد كفرت بالزعماء والتحريض، وعاد إلي عقلي، ومثلي كثيرون، ولكنهم لا يجرؤون على البوح والحديث، ولكنني اليوم أملك الشجاعة لأن أعلن توبتي، وأعود الى وطني، وأبني مستقبلي من أجل أبنائي.

محمد المحميد - اخبار الخليج