منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   مقال : لماذا تجب محاربة العصيان واستهداف الإقتصاد؟ بقلم: دماء الشهداء (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=1115722)

محروم.كوم 01-09-2013 02:30 AM

مقال : لماذا تجب محاربة العصيان واستهداف الإقتصاد؟ بقلم: دماء الشهداء
 
لماذا تجب محاربة العصيان واستهداف الإقتصاد؟

بقلم: دماء الشهداء

إنَّ من يحمل مشروعاً جدياً ولديه رغبة حقيقية من أجل تحقيقه فإنه لا يكف عن التفكير في إيجاد السبل الأفضل والأقل تكلفة واستهلاكاً للوقت والجهد من أجل إنجازه. وترجمة لهذا المشروع والرغبة الجادة يكون بين يديه خطة عمل وأجندة محددة وواضحة وبرنامجاً زمنياً وإشرافاً عليه ومتابعة حثيثة ودقيقة لمراحل تنفيذه. وعندما تعترض طريقه بعض العقبات وتواجهه التحديات فهو تلقائياً يعمل جاهداً على تذليلها وتجاوزها كي ينجح مشروعه ويبلغ أهدافه.


أما المتخبّط وغير الجاد في مشاريعه وقراراته والذي تسير أموره على البركة كما يقال فهو قبل أن يرى ما هي أهدافه وطموحاته وما يجب أن يكون عنده من منجزات ليس له تفكير إلا في العقبات والعراقيل التي قد تسدّ طريقه وذلك لأنه لا يريد أن يكلّف نفسه ما لا يرغب في القيام به وتحمّل آثاره وتداعياته.

وإذا فرضنا أنَّ كلا الرجلين يحملان مشروعاً نبيلاً يهمهما نجاحه وبلوغ أهدافه. فالأوّل يتعاطى بروحية المشغول بالوصول إلى المرحلة النهائية من المشروع الذي بدأه وجني الأرباح والمكاسب ثم الحفاظ عليها وزيادتها واستثمارها. أما الثاني فهو وإن كان مشروعه نبيلاً ومشروعاً لكنه لا يبذل مجهوداً مثمراً وصحيحاً من أجل أن ينجح المشروع ويأتي بالأرباح والمكاسب، وإنما يعتمد في عمله على العشوائية والحالة العاطفية التي قد تنتابه بين فينة وأخرى والتي تعطيه الحافز للعمل وبذل المجهود دون أن يكون له برنامج واضح وأجندة محددة يتابعها ويشرف على تنفيذها بدقّة وإتقان.

هذا هو حال ثورتنا المباركة عندما تفتقر إلى وجود مشروع واضح وخطة عمل مرسومة تضع حداً نهائياً لغطرسة الخليفيين وتنهي استبدادهم واستئثارهم بالدولة وبثرواتها.

وحديث الساعة في الوسط الشعبي بلا شك هو حول الدعوة إلى الإضراب العام في ذكرى انطلاق الثورة بتاريخ 14 فبراير 2011 واضعين في الحسبان التجربة السابقة للإضراب منذ اليوم التالي وسقوط الشهيد الثاني في الثورة فاضل المتروك بعد شهيدها الأول ومفجّرها علي مشيمع. لقد كان الحماس الشعبي على أشدّه والروح الثورية مسيطرة على الساحة ولم يكن هنالك مجال إلا ما تفرضه الجماهير فجاء الإضراب في هذا السياق وتبناه اتحاد نقابات عمّال البحرين ولاقى استجابة واسعة شلّت على إثره أغلبية قطاعات العمل والإنتاج وتغيّب العمّال والموظفون عن أعمالهم وتوجهّوا إلى الدوّار وشاركوا في المسيرات الضخمة التي انطلقت منه وإليه وإلى مختلف الهيئات والمؤسسات العامة. استمرّ الإضراب حتى يوم 20 فبراير وبعدها فوجئ الشعب بإعلان من الإتحاد ~كما نشر في الصحافة~ بوقف الإضراب لما أسماه تحقيق المطالب بسحب الجيش والسماح بالتظاهر السلمي في حين أنها ليست هي المطالب التي حملتها الجماهير وأضربت على أساسها ولأنّ خطوة سحب الجيش لم تأت بناءاً على اتفاق أو لوجود ضمانة بعدم تكرارها كما حصل لاحقاً وإنما جاءت لامتصاص التموج الجماهيري الخطير بعد واقعة إصابة الشهيد عبد الرضا بوحميد على مشارف الدوار برصاص الجيش عقب ختام فاتحة الشهيد فاضل المتروك. ثمّ إن الحق في التظاهر والتعبير استحقاق وليس مطلب وهو ما فرضته الجماهير بنزولها بعشرات الآلاف غير عابئة بالقمع وإطلاق الرصاص.

النتيجة، أنّ الإضراب أُفشل ولم يفشل بذاته لأسباب عدّة، منها:

1. الإضراب لم يحقق أهدافه بسقوط الحكومة على أقل تقدير.
2. الإضراب لم تستكمل خطواته واقتصر على الإضراب عن العمل والدراسة دون خطوات أخرى مساندة وموسعة ومتعددة، وهو ما يؤكد غياب أجندة واضحة ومحددة وبرنامج عمل يستمر حتى تتحقق النتائج وتبلغ الأهداف. فللإضراب صور عديدة وليس مجرد الإمتناع عن الذهاب إلى الأعمال والدراسة أو الخروج في المسيرات.
3. الإضراب وبدلاً من أن يكون وضعه وانطلاقته بيد الشعب سلّم إلى الإتحاد العمّالي الذي بدوره خضع واستجاب للضغوط والتهديدات فكانت خيبة الأمل والإستياء لدى المضربين وعامّة جماهير الثورة الذين ضحّوا بأعمالهم ومواقعهم الوظيفية والدراسية من أجل تحقيق أهداف الثورة.

وعليه، فإنّ:

أ. من يملك جديّة فإنَّه سيجتهد بتوفير الظروف والبيئة المطلوبة لإنجاح الإضراب وتفعيل ورقة العصيان المدني بكافة صوره وأدواته. وسيعمل على معالجة النواقص واستكمال الإستعدادات اللازمة لإنجاح الإضراب ومن ثمّ العصيان المدني الواسع والشامل.
ب. من لا يملك جديّة ولا يتبنّى التصعيد أصلاً وإن كان سلمياً فإنه سيجتهد من أجل بثّ الإحباط واليأس والإستسلام وتنفير الناس من المشاركة في الإضراب وتحذيرهم من عواقبها والتشكيك في جدواها مع بقائه على سلبيته وبلادته.
ج. من لا يملك جديّة أو من لديه تقاطع مصالح مع النظام سيعمل جاهداً على محاربة ورقة العصيان المدني مع أنها سلمية وشعبية وعلنية كما إنه سيستميت في منع التفكير والعمل على استهداف الإقتصاد الخليفي وزعزعة أركانه إما لأنَّه غيرُ جاد في مشروع إسقاط الحكومة على أقل تقدير أو لأنه يحمل مشروعاً آخر سينتهي ويفشل بتفعيل هذه الخطوة.


منقول من ملتقى شهداء البحرين وضحايا التعذيب
العضو : دماء الشهداء


الساعة الآن 09:07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227