منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   مقال : برمجة العقول .. سبب في فشل الثورات .. بقلم رؤى النصر (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=1105619)

محروم.كوم 12-31-2012 05:52 AM

مقال : برمجة العقول .. سبب في فشل الثورات .. بقلم رؤى النصر
 
بحرين تايمز | برمجة العقول ▪▪▪ سبب في فشل الثورات بقلمـ كاتبة الصحيفـة ◎ رؤى النصر

https://fbcdn-sphotos-e-a.akamaihd.n...72985132_n.jpg

ما دعاني إلى كتابة هذا المقال هو الوضع الذي أصبحنا نعيشه ونراه يوميا من إلغاء للعقول وممارسة التّبعية والتقديس بصورة مخيفة وغزو ثقافي وفكري بعيد تماماً عن كل المبادئ التي تَمُتُّ إلى الاسلام ومنهج العترة الطاهرة التي تربّينا عليها.

الوضع الذي يعيشه أغلبية الشعب حالياً هو نتاج الغزو الفكري والثقافي الذي اشتغل عليه الغرب منذ سنوات عديدة وبدأت نتائجه تظهر الآن. في الماضي ونحن صغار كنّا ننظر إلى الأفلام الأمريكية بأن معظمها خيال، ولا تمتُّ إلى الواقع بصلة، ولكن عندما كبرنا ورأينا الأحداث التي مرَّ ويمرُّ بها العالم من تدخّلٍ أمريكي اتضحت لنا الصورة أكثر وأكثر.

السياسة الأمريكية هي نفسها هوليوود صانعة الأفلام العالمية، فسياسة الحكومة الأمريكية كانت واضحة منذ البداية في جذب وتحبيب الشعوب لها عن طريق إنتاج الأفلام التي تظهرها بالصورة المثالية من أنها الدولة التي تحارب الشر وتنتصر للمظلوم، وتتدخَّل من أجل إنقاذ العالم من الأخطار التي يمكن أن تتعرض لها البشرية من الغزو الفضائي أو الطبيعة، أو حتى الغزو الدولي، فكانت تثبت من خلال أفلامها أنها القوة القادرة على إلحاق الهزيمة بالأعداء، ممزوجاً بقوة من المشاعر والعواطف الرحيمة اتجاه هذه الأعداء، مما أكسب الدولة الأمريكية المزيد من الاحترام، واعتزاز المواطنين الأمريكيين بهويتهم كأمة تحارب الأشرار، واحترام شعوب العالم لها متأثرين بما تعرضه هذه الأفلام.

كان للأفلام الأمريكية الدور الأكبر في الإعداد والترويج لسياسات أمريكا وتبرير حروبها وتوجيه وتوحيد الرأي العام الأمريكي لدعمها، مما يؤكد أن السياسة الأمريكية هي نفسها التي تحرِّك وتوجِّه إنتاج الأفلام لما لها من تأثير كبير في ترسيخ الحقائق المزوّرة، وإيجاد رأي عام داعم لها.

منذ فترة وأنا اشعر بأن غالبية الشعب يعيش إحدى الأفلام الأمريكية التى شاهدتها منذ سنوات، الفلم كان يحكي عن قصة قائد استطاع أن يجنِّد جيشا بأكمله، ليس لأنه شجاع، بل لأنه استطاع أن يقوم بغسيل مخ عن طريق تفريغ كل ما في عقول الجنود، ومن ثمَّ برمجة عقولهم عن طرق نشر الأفكار والعقائد والمبادئ التي يريدها هو وتكون في مصلحته بين الجنود، فأصبحوا مثل الأداة التي يتحكم بهم حتى أصبح هو الحاكم عليهم.

عندما رأيت هذا الفلم كنت أظنه فلما خياليا، ولكن بعد كل هذه السنوات أدركت أنه واقعي، وذلك بفضل الغزو الفكري والثقافي الغربي على الشعب. أصبحنا شعبا يُأتَمَر ويُقاد، أُلغِيت العقول والأفكار، وأصبح الجميع عقلية واحدة وفكرا واحدا، وكل من يخالف هذا الفكر إما خارج عن الملة أو خائن يُدفَع له.

كيف أصبح الشعب قطيعا يُقاد بدل أن يكون كل الشعب قائدا كما تعلّمنا وفهمنا من الإسلام الذي دعا إلى تحرير العقول. بحثتُ عن كيفية السيطرة التي نصل من خلالها إلى درجة التقديس والتبعية، فكان السبب الرئيسي يعتمد على العقل، وإن السيطرة على العقل تكون باستعمال اللغة، فهي الطريقة المثلى للدخول إلى عقول الآخرين والتأثير عليهم عن طريق إدخال رسائل تصل إلى العقل، وتكون عبارة عن أفكار وتصورات وأوامر تتكون من مداخلات مهما كانت طبيعتها تفرض تأثيراتها -صغيرة أو كبيرة- على هذا العقل، فهو مجبر على التعامل معها ومعالجتها والقيام بالاستجابة لها, ومن هنا يكون التأثير على العقل، والتحكم في الكثير من استجاباته، وبالتالي تصرفاته.

استطاع الإنسان منذ القدم أن يستوعب ما تملكه اللغة، وأدرك فعاليته وجدواها عن طريق التكلّم معهم بأسلوب وطريقة مناسبة تكون في البداية على مزاجهم، فتجذبهم فتكون بداية للتحكم بمصائرهم. أشد أنواع اللغة تأثيراً في نشر الفكر والسيطرة على العقول هي الخطابة، لأنها كانت تستغل ظاهرة القطيع (أو الجمهرة) التي تعتمد على المحاكاة والتقليد الغريزي للآخرين, وكلنا لاحظنا "هتلر" وغيره كيف كانوا يفرضون أفكارهم ودوافعهم وأهدافهم على الآخرين بواسطة الخطابة، ونظراً لقلة الوعي السياسي بين الشعب استطاع البعض الدخول إلى العقول التي هي شبه فارغة من الأفكار، وينقصها الوعي الفكري والثقافي عن طريق الخطابة، وبطرح أفكار تكون قريبة من الأفكار التي كان يصبو لها هذا الشعب، فتقوم هذه القيادات بالسيطرة على جمهورها عن طريق استخدام ما تعلّمته من أفلام هوليوود باستخدام أساليب الخداع عن طريق طرح الأفكار والترويج لمصطلحات رنّانة وقوية لتجذب عقول الجماهير ويصدّقونها، ولكن هي في الأساس مجرد أقوال لا أفعال، يراد منها التحكم في الشارع والاستفراد بالقرارات المصيرية، ثم تستخدم أسلوب التكرار، فهو الدور الأهم في نشر الأفكار وخلق رغبات ودوافع أو استجابات وتصرفات لدى المتلقّين، فتكون المحاكاة والتقليد دور أساسي وكبير في انتشار الأفكار في العقول، ومن ثم يصبح الجمهور قطيعا والقائد هو الراعي الذي يسيطر على القطيع، فيأتمرون بأمره ويصدِّقون جميع وعوده حتى لو كانت خداعا أو كذبا.

هذا القطيع ألغى عقله وأصبح مبرمّجا يتلقّى من الراعي فقط، حتي لو كان الراعي يستخدم المقولة المعروفة "اكذب اكذب حتى يصدقك الآخرون"... فيا حسرة على أصحاب العقول...

رؤى النصر
@Ro2aAlnasr


الساعة الآن 03:48 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227