منتدى استراحات زايد - رسالة العلامة المهتدي الى الوفد الاوروبي

رسالة العلامة المهتدي الى الوفد الاوروبي

السادة .. السيدات أعضاء وفد برلمان الاتحاد الاوروبي القادمين الى البحرين
السلام عليكم وتحية طيبة وبعد:
يرحب البحرينيون بكم في وطنهم الغالي رغم حزنهم على شهدائهم الذين بلغ عددهم (119) وعلى سجنائهم الذين هم بالآلاف معذَّبين في السجون ورغم معاناتهم مع نظامهم الذي لا يفكر إلا في نفسه وفي المتمصلحين من سلوكه.
فأهلا وسهلا بكم في بلد تعترف حكومته رسميا بفسادها المالي والاداري وعلى مدار تسع سنوات ثم تواصل في طريقها دون أقل محاسبة لنفسها ولما بلغ السيل الزبى وطالب الشعب بمحاسبتها فعلت به ما رأيتم وسمعتم بالتوثيقات الدولية.
فأنتم اليوم قد جئتم الى أرض عربية تنتمي الى الاسلام ولكنها خالية من الشيم العربية وليست للقيم الاسلامية فيها من حضور حقيقي.
إن كاتب هذه الرسالة والذي ستقرأون في نهايتها مختصرا من سيرته الذاتية هو مثال واحد للدلالة على ما أقول.
فقد خرجت من السجن في (2012/11/28) بوسام (البراءة) ولكن بعد (20) شهرا من التعذيب حتى الموت وسوء المعاملة وإلحاق الأذى بزوجتي وأطفالي ونهب كل ذي قيمة من بيتي وتكسير محتوياته حين اعتقالي في (2011/4/9). وهذا قياسا لما لاقاه غيري من أبناء هذا الوطن ليس بشي . وقد كتبت بعض ما جرى لي من أضرار نفسية وجسدية ومادية وعائلية الى الدكتور محمود شريف البسيوني في الشهر السادس من عام (2011) ولست هنا بصددها وانما القصد من هذه الرسالة وهذه المقدمة هو السؤال التالي:
هل أنتم في البحرين من أجل الديمقراطية الحقيقية والعدالة الانسانية أم جئتم لإضاعة الوقت والمساهمة في الالتفاف على آلام هذا الشعب والعودة الى أوروبا كما عاد وفد المفوضية السامية للأمم المتحدة من سفرتها الشكلية قبل أيام من مجيئكم ؟!
أرجو بالإجابة الوجدانية على هذا السؤال المحوري أن تحددوا موقفكم من قضية البحرينيين المضطهدين الذين لن يهدأوا ما لم ينتزعوا حقوقهم المشروعة وطنيا واسلاميا ودوليا من السلطة التي تخطأ بشدة في استمرارها على المكابرة والقمع الدموي.
إنني إذ أشكر مواقفكم المندّدة نسبيا بانتهاكات السلطة البحرينية لحقوق الانسان أدعوكم الى الانتقال من القول الى الفعل، ذلك إن كنتم حريصين على مصداقيتكم وتحبون سمعتكم لدى الشعوب المتطلعة لمستقبلها الحر.
فهل سنقرأ خيرا من زيارتكم لبلدنا العزيز ونرى البحرين منتصرة على الأسباب الحقيقية لأزمتها؟
هذا ما نتمناه لكم وهو ما لزم قوله ودمتم سالمين وللحق داعمين.
مع تحيات:
عبدالعظيم المهتدي البحران 2012/12/17 البحرين
(مختصر السيرة الذاتية):
1 / مواليد ( 1960 )
2 / متزوج وله ست أولاد وثلاث أيتام بالتبني
3 / عالم دين ، صدرت له من المؤلفات قرابة مئة كتاب في مواضيع مختلفة كالأسرة والشباب والأخلاق والمجتمع والتاريخ وقضايا الحوار والسلام والديمقراطية والإصلاحات
4 / معارض لسياسات النظام البحريني منذ بداية شبابه ( 1977 )
5 / أعتقل في ( 1980 ) وبعد وجبات التعذيب نفي إلى إيران
6 / عاش لاجئاً سياسياً في الدنمارك من (1988 – 1993)
7 / قاد ملف المبعدين البحرينيين سنة ( 2001 ) فعاد بهم ونفسه وعائلته إلى البحرين وأعيدت لهم جنسياتهم التي أسقطت في الثمانينات والتسعينات
8 / خلال متابعته لهذا الملف إلتقى مع ملك البحرين مرات عديدة حتى عيّنه عضواً في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في سنة ( 2005 ) وحاز منه على الوسام الوطني للكفاءة من الدرجة الأولى لسنة ( 2007 )
9 / قدّم إستقالته إلى الملك سنة ( 2009 ) إحتجاجاً على سياسات النظام الخاطئة وعدم الأخذ بنصائحه في معالجة الأسباب الحقيقية للمشاكل التي تطفو على المشهد البحريني بين فترة وأخرى
10 / شارك في الأحداث الراهنة من بدايتها بتوجيهاته إلى المحتجين وكان أهمها إلتزام السلمية والأخلاق الحضارية كما أمرنا ديننا الاسلامي الحنيف لا المشوّه بالتكفير والارهاب
11/ قبض عليه في تاريخ ( 9 / 4/ 2011 ) فجراً بمداهمة غرفة نومه بدون إذن من النيابة العامة وتعرض للتعذيب الجسدي والنفسي الشديد وبينما تم نهب ما في بيته وتكسير محتوياته وإرعاب زوجته وأطفاله حكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن خمس سنوات ،،،، وهذا معنى القانون في البحرين !!
12/ بعد عشرين شهرا من السجن والضرر أصدرت المحكمة المدنية في (2012/12/28) الحكم ببراءته وهذا معنى القانون أيضا !! وهل سيعاقب مرة أخرى وهو لازال يمارس حريته في التعبير عن الرأي؟!