الحوار وتحديد هويتنا... عبيد نحن أم أحرار!!؟
 

"الوسط: المعارضة البحرينية ترحب بدعوة ولي العهد لبدء حوار في البلاد"

الإعلان عن حوار هل هو مجرد تصريح من النظام للاستهلاك الإعلامي، أم أنها مرحلة جديدة مقبلة علينا بقرار من الجمعيات، جارَّة معها هذا الشعب إلى مستقبل أتعس من ماضٍ رسمته لنا بأيام التسعينات بالتوقيع على الميثاق؟!!

مرحلة صعبة جداً ومنعطف خطير ما نمر به هذه الفترة, سيحدد هذا المنعطف مستقبل أجيالنا القادمة، وقيمة كرامتنا الحقيقية، والثمن الواقعي لعشرين شهرا من التضحيات, وإلا فالتضحيات والحرمات لا يعادلها شيء، فهي خارج كل التسويات، فمقامها رفيع جداً...

كل هذه الأمور ستحدّد إن كنا عبيدا أم أحرارا...

تساؤلات كثيرة تجول بخاطري، حتى إنني فقدت التركيز وأشعر بصداع قوي لكثرتها... أعتقد أنه علينا جميعاً الوقوف عند هذه الأسئلة، فجميعنا عشنا عشرين شهراً من الألم والمعاناة، عشرين شهراً قتلوا كل ما هو جميل بأنفسنا، فيجب علينا مراجعة النفس كثيرا قبل الإقدام على أي خطوة والتفكير وتحديد الموقف...

وقفت مع نفسي قليلاً وطرحت عليها هذه التساؤلات!!؟

1- هل المملكة الدستورية قابلة للتطبيق!!؟

2- وهل آل خليفة يستحقون الوثوق بهم بعد كل ما فعلوه بنا!؟

3- وما قيمة دماء الشهداء؟ وكيف بالعهود التي قطعتها... عندما هتفت "هيهات ننسى الشهداء"!!؟

4- هل هذه أهداف الثورة!!؟ وهل خسرنا ما خسرنا وانتهكت أعراضنا لهذه المطالب... حقائب وزارية وحرية هنا ووظيفة هناك!!؟

5- ماذا لو أمر شيخ عيسى قاسم بتصويت من جديد كما حدث بالميثاق!!؟

6- ماذا لو أن الرموز أيضا وافقوا على مشروع الحوار... كيف سيكون موقفي!!؟

7- هل سيغضب الشعب!!؟ أم سيستسلم!؟

8- هل الثورة على وشك الانتهاء!!؟

إجابات هذه الأسئلة تحمل معها ألم ماضٍ، وتحمل معها مستقبلا تحدده أنت شعبي، فإن كنت حراً لن تتنازل عن قطرة دم واحدة نزلت لشهيد أو جريح... حتى وإن جاء الأمر من الرموز في الداخل أو الخارج...

لسنا أحرارا ولن تلد هذه الأرض أحرارا إن تنازلنا عن حرماتنا التي هتكت، ولن تكون هناك ثورة أخرى، سنبقى عبيدا ونربي أجيالا عبيدا... فالعبد لا يربِّي حراً.

بحرينية الهوية