المزعل ومحمد حسن في قبال السعيدي والفضالة والنتيجة المحسومة للاستجواب
 

لم يكن من دواعي سروري أن يظهر الأخ أبو جعفر محمد يوسف المزعل،والدكتور أبو منصور عبد علي محمد حسن في الصور التي اقتنصتها الصحافة لهما عقيب استجواب وزير الصحة،فليعذرني الأخوان المؤمنان الكريمان بأن أقول إن ما قاما به وكأنهما في إوج الانتصار،وتحقق نشوة النصر لم يكن ينبغي لمثليهما،وهما المعروفان بوقارهما،والمحترمان جداً،وأنا شخصياً أكن لهما كل احترام وتقدير،ولكن ليسمحا لي أن أقول إن ما قاما به لا يعدو كونه حركات ..................

الاصطفاف الطائفي الذي أطلق شرارته السفيه السعيدي كان رداً على ما يبدو على حركات الأخوين أبي جعفر وأبي منصور،وكان بلا شك نكاية في الوفاق من قبل أكثر الحاقدين على الشيعة عموماً،وشيعة البحرين على وجه الخصوص،وربما أوغل الشيخ ناصر الفضالة في السفاهة حين صرح أن نواب الوفاق إنما انطلقوا من خلفية طائفية،وهذا ما يفضح الموقف الذي تبناه كل من السعيدي والفضالة إذ أنه بالنتيجة ليس من أجل الصالح العام،ولكنه كان نكاية بالوفاق ليس أكثر.
إن الحديث عن خلفية طائفية لاستجواب وزير الصحة هو ضرب من الغباء واستحمار الذات،أفلم تستجوب الوفاق الدكتورة ندى عباس حفاظ من ذي قبل؟

لقد كنت على يقين قاطع أن استجواب الوفاق لأي وزير لن يقابل لدى الجانب الرسمي بالورود،فهو بالنتيجة مؤشر على مسئولية السلطة التنفيذية عن تقصير هذا الوزير أو ذاك،وسيكون هذا الوزير أو ذاك كبش فداء في نهاية المطاف،هذه التجربة التي دخلتها الوفاق من خلال استجواب وزير الصحة،وأي استجواب قادم أو سابق يجب أن تتعلم منها الوفاق جملة من الأمور كما يلي:

1) أن السلطة لن تسمح للوفاق بالحصول على قيمة مضافة جراء المشاركة،وقد ثبت ذلك بالدليل القاطع الذي لا يحتمل التشكيك والمواربة.

2) أن نواب المراكز العامة، والنواب الموتورين سيكونون حجر عثرة في طريق أي توظيف للآليات البرلمانية برغم تواضع تأثيرها وفاعليتها،لأنهم ينطلقون من مستنقع طائفي آسن.

3) أن لا يعول نواب الوفاق كثيراً على التصريحات النارية للصحافة ما دامت خريطة القوى السياسية المكونة لمجلس النواب بهذه التركيبة الطائفية، فمن السهل جداً إطلاق تصريحات كالتي أطلقها أبو جعفر،وهو عراب استجوابات وزراء الصحة،ولكن الآليات المعمول بها داخل المجلس ستكون الفيصل في النتائج.

4) أن لا يسرفوا في ردود الأفعال قبل أن يصدر تقرير لجنة الخدمات أو أي لجنة معنية أخرى لأن ذلك يستفز الطائفيين والموتورين ويجعلهم يقومون بما قاموا به من أفعال بهلوانية بائسة،مع يقيني الأكيد أن الإخوة في الوفاق كانوا على علم بهذه النتيجة قبل أن يقرروا استجواب الوزير.

5) أن التغيير من الداخل غير ممكن،وعلى الوفاق أن تراجع حساباتها جيداً وأن لا تدخل إلى المحرقة مرتين،ومصارحة الجماهير بأن كتلة الوفاق كان ناتجها البرلماني = صفراً،إلا إذا كانت الوفاق ستعتمد مبدأ التجربة والخطأ فإن فشلت هذه المرة فربما تنجح في التالية، فذلك أمر آخر

والسؤال الذي يجب طرحه بهذا الخصوص هل أصبح مصير شعب البحرين خاضعاً للتجارب؟