![]() |
منطق الثورة ومنطق السياسة الاعلامية •- بقلم تحرير العقل-• منطق الثورة ومنطق السياسة الاعلامية •- بقلم تحرير العقل-• https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.n...51109438_n.jpg هناك منطقان وإطاران يمكن من خلالهما أن نشكِّل ردّات الأفعال في إطار بناء الاستراتيجيات: منطق الثورة، ومنطق السياسة الإعلامية.. لكلٍّ من هذين المنطقين أدبياته الخاصة ومفرداته التي تختلف عن الآخر. منطق الثورة هو منطق صراع الإرادات، ومنطق الوجود والعدم، إما أن نوجد أو لا... هذا المنطق يؤمن بأن حركة الشارع هي الوسيلة لتحقيق الأهداف، وحركة الشارع في الحقيقة هي مظهر من مظاهر صراع الإرادات بين الشعب والنظام. أما منطق السياسة الإعلامية فهو منطق سياسة التأثير على النظام من خلال الإعلام... هذا المنطق يؤمن بأن الاعلام هو هدف بحد ذاته، فهو ليس تكتيكا لتحقيق استراتيجية أكبر، بل هو بنفسه الاستراتيجية المتّبعة لتحقيق الأهداف. اختيار أي منطق ليشكِّل طريقة التفكير في بناء الاستراتيجيات سيشكل الإطار الذي من خلاله نفهم الواقع، ونفهم طبيعة الأحداث والحركة، ومن ثَمّ نشكِّل ردّات الفعل. المنطق الثوري يرى في المسيرات التي تخرج أنها عبارة عن تحدٍّ للنظام وفرض معادلة قوى جديدة... يرى في التظاهرات عبارة عن صراع مع النظام، فإما إرادتنا أن تنتصر أو إرادته، أما منطق السياسة الإعلامية فإنه يرى في المسيرات أنها عبارة عن وسيلة لجذب أنظار العالم إلينا... وسيلة لإظهار وجودنا ولفت النظر إليها، سواء في الداخل أم الخارج... يرى في المسيرات طريقة ضغط إعلامية على النظام لتحقيق المطالب. المنطق الثوري يرى في الإضراب العام مظهرا من مظاهر العصيان المدني والمقاومة المدنية... يرى في الإضراب العام خير وسيلة لتقويض النظام وإسقاط هيبته ووجوده الفعلي، أما منطق السياسة الاعلامية يرى في الإضراب العام وسيلة احتجاج على ممارسات النظام... يرى في الإضراب وسيلة مناورة سياسية إعلامية هدفها الترهيب أكثر من التقويض. المنطق الثوري لا يرى الحل إلا في تقويض النظام عمليا من خلال أساليب العصيان المدني والمقاومة المدنية، أما منطق السياسة الإعلامية لا يرى الحل إلا في تحقيق الضغط على السلطة من خلال الإعلام، ومن ثَمّ الجلوس على طاولة الحوار. كلا المنطقين له ميزات يتميز بها على الآخر، فمنطق السياسة الإعلامية قادر على تجسير العلاقات العامة مع أطراف عديدة، أكثر مما هو منطق الثورة، ولكن منطق الثورة قادر على استيعاب معادلة القوى والتغيير أكثر من منطق السياسة الإعلامية، وكيف أن التغيير لا يأتي إلا من امتلاك القوة التي تساوي أو تفوق القوة الأخرى، وهي في الحقيقة قوة إرادة الشعب في مقابل قوة إرادة الطغاة، لا قوة الإعلام في مقابل القوة العسكرية! |
الساعة الآن 04:04 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir