منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   تأملات في سيرة (القطط).. (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=1086917)

محروم.كوم 12-12-2012 07:20 PM

تأملات في سيرة (القطط)..
 
محمد علي العلوي
27 محرم 1434هـ/ 12 ديسمبر 2012م


منذ انتشار السيارات وهي تُقْتَلُ بنفس الطريقة.. تسجل نظرات خاطفة إلى اليمين واليسار، ثم تتحرك خطوتين إلى الأمام ثم تتراجع وتقفز مرة أخرى، فإما أن تفلت منها وإلا (صفعتها) عجلات إحدى السيارات لتتوالى عليها المئات منها والآلاف فيتحول ذلك القط الشقي قطعةً من الشارع..

http://sfiles.d1g.com/photos/54/99/2509954_max.jpg


القط رشيق جدًا وعنده قدرة فائقة على النط والركض وتغيير الاتجاه بما لا يملك غيره من الحيوانات التي تعيش بين البشر في مجتمعاتها، وبالرغم من ذلك وإصراره الكبير على الحياة وعدم استسلامه للموت حتى قيل عنه بأنه (أبو السبع أرواح) إلا أن العجلات ترتمي عليه بثقل ما تحمل فتحوله إلى (خبر كان) والمبتدأ (قط)!!


مشكلة القط تنحل في عدة نقاط:

1- أنه لا يتعلم، فهو حيوان بمائزة الإنسان نعلم أنه غير مدرك، ولذلك فإنه لا يتفاعل مع السيارات المتطايرة أمامه إلا على مستوى تسارع نبضات القلب فقط، أما العقل فلا، لأنه في الأساس غير مدرك.

2- أنه لا يسلك الطرق الآمنة، ويصر على عبور الشوارع المزدحمة حتى لو لم يكن له غرض أو حاجة في الطرف الآخر منها، فهو يتحرك لأنه يريد أن يتحرك، وهذه مشكلة أصيلة فيه.

3- لم يفكر يومًا في إيجاد حل لمشكلته مع عجلات السيارات، مع أن من الممكن الاستعانة بمجموعة من الأرانب –مثلًا- لتحفر له نفقًا تحت كل شارع يؤمنه تجربة المجرب، وهنا أذكر قصة تستريح بين أحضان كليلة ودمنة.. إنها قصة الفيل والقبَّرة:

“زعموا أنَّ قٌبَّرَةً اتَّخَذَتْ عُشّاً وباضت فيها على طريق الفيل، وكان للفيل مشرَبٌ يتردَّدُ إليه، فمرَّ ذاتَ يومٍ على عادتهِ لِيَردَ مَوْرِدَهُ فوَطئَ عُشَّ القُبَّرَةِ وهشمَ بيضَها وقتَلَ فِراخَها .

فلما نظرَتْ ما ساءها علمتْ أنَّ الذي نالها منَ الفيل لا من غيره، فطارتْ فوقعتْ على رأسه باكيةً ثم قالتْ: أيها الملكُ لمَ هَشَمْتَ بيضي وقتلْتَ فِراخِي وأنا في جِواركَ، أَفَعَلْتَ هذا استصغاراً منكَ لأمري واحتقاراً لشأني؟ قال: هوَ الذي حمَلني على ذلكَ، فترَكَتْهُ وانصرفتُ إلى جماعة الطَّيْر فشكت إليها ما نالها من الفيل، فقلْنَ لها وما عسى أن نبْلُغَ منهُ ونحنُ طيورٌ، فقالت للصقورِ والغِرْبانِ أُحِبُّ منكُنَّ أَن تصِرْنَ مَعي إليه فتَفْقأنَ عينيْه فإني أَحتالُ له بعد ذلك بحيلةٍ أخرى، فأجبْنَها إلى ذلك وذَهَبْنَ إلى الفيل فلم يزَلْنَ يَنْقُرنَ عينيه حتى ذَهَبْنَ بهما وبقي لا يهتدي إلى طريق مَطْعمِه ومشْربَه إلا ما يُحَصّلُهُ من موْضعه، فلما علمت ذلك منهُ جاءت إلى غَدِيرٍ فيه ضَفادعُ كثيرةٌ فشكتْ إليها ما نَالها من الفيل، قالتِ الضَّفادعُ: ما حيلَتُنا نحنُ في عِظَمِ الفيل، وأَيْنَ نَبْلغُ منهُ، قالتْ: أُحِتُّ منكنَّ أن تصِرْنَ معي إلى وَهْدَةٍ قريبةٍ منه فتَنْقِفْنَ فيها وَتضْججْنَ فإنه إذا سَمعَ أصواتَكنَّ لم يشُكَّ في الماء فيهوي فيها.

فأجبنَها إلى ذلكَ واجتَمَعْنَ في الهاوية فَسمعَ الفيلُ نَقيقَ الضَّفادعِ وقدْ جهَدَهُ العطش فأقبل حتى وقعَ في الوَهْدَةِ فاْنحَطَمَ فيها.

وجاءتِ القُبَّرَة تُرفرف على رأسهِ وقالتْ : أيُّها الطاغي المغترُّ بقُوَّتِه المحتقرُ لأمري كيفَ رأيتَ عِظَمَ حِيلتي مع صِغَرِ جُثَّتي عند عِظَمِ جُثَّتكَ وصِغَرِ هِمَّتكَ”


نجحت القبرة عندما قام كل بوظيفته لإنجاز عمل متكامل على طريق الوصول لغاية مقررة، ولكن مشكلة (القط) أنه يعيش حالة عداء مع (الكلب) من جهة ومع (الفأر) من جهة أخرى، كما أنه يكره (الذباب) ولا يطيق (العصافير)، ويرى في نفسه الرشاقة والخفة والنباهة، وبالرغم من تاريخه العريض في السقوط تحت العجلات، إلا أنه لا يزال هو هو بلا أدنى تغيير!

ومشكلة أخرى أطرحها مع عتب شديد حاد للمجتمع البشري، فهو وبالرغم من كوارث (القطط) في كل مكان، إلا أنه لم يستشعر المسؤولية حتى اللحظة ولم يفكر في مشروع ينهض بـ(القطط) ويطور من قدراتها الإدراكية، وإن كانت غير قابلة للنهوض والتطور، فإن الإنسان يبقى مشاركًا في الجريمة، إذ أنه لم يفكر في حلول تمنع (القطط) من الإنتحار غباءًا وغرورًا تحت عجلات السيارات..

وفي الختام، بالبحراني القح: (الحين بيطلع لك جم واحد يقول: سيد، تقصد منهو بالقط، وتقصد منهو بالفيل؟ ومنهو قصدك الكلب؟)..

جوابي: (استريح الله يحفظك وواصل قراءة في مجلة “سيدتي”)


الساعة الآن 01:33 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227