صمت الحملان
 

اذا هجم ذئب على اغنام فسيرتفع صوت الاغنام عاليا وسيدوي في كل مكان كعلامة عن الخطر المحدق بحياتهم.
مع الوقت سيسكت الحملان ولن نسمع لهم صوت، وسيكون السبب بلا شك هو هلاك آخر حمل على يد الذئب.


نحن كبشر نختلف بلا شك عن الحملان، ليس في مسألة ان اصواتنا سترتفع مع وجود خطر على الحياة، بل في مسألة نوعية الصوت الذي سيرتفع، فالبعض سيصرخ والبعض سيوصل ندائه الى كل من يعتقد بانه يمتلك ضمير حي او يمتلك مصلحة في بقائه حي يرزق، والبعض ربما يكون صراخه على شكل مقاومة نسبية تجاه من يريد بحياته شرا.
تختلف انواع الصرخات لكنها في النهاية صرخات، لانها تأتي كرد فعل على تهديد جدي للحياة، تهديد قد يوصل الانسان الى مرحلة (اني الغريق فما خوفي من البلل )، لذلك من الطبيعي ان يصرخ الانسان وهو امام تحدي يهدد وجوده، فليس بعد ذلك الحد، حد.

تذكرت الحملان فجأة وانا اتأمل في الوضع العام، وتساءلت بيني وبين نفسي، لماذا تصمت الجمعيات عن الصراخ منذ فترة ؟؟ ولماذا خف صراخ الجميع من غير الجمعيات فجأة ؟؟ هل نمر بمرحلة صمت الحملان بسبب ان الذئب قد استطاع اخيرا انهاء حياتهم؟؟ ام ربما هناك امر ما دبر بليل ؟؟

اسألكم واتمنى ان ارى جواب ذو مصدر، او تحليل عقلاني.