منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   الرسالي وجبهات الصراع الثلاث (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=107368)

محروم.كوم 05-13-2009 08:40 AM

الرسالي وجبهات الصراع الثلاث
 
بسم الله الرحمن الرحيم
كما الانبياء والمصلحين ومتحملي مسؤولية التغيير في أممهم عبر التاريخ فإن قرار الانسان أن يتحمل مسؤوليته الاخلاقية والدينية نحو التغيير في أمته وتجاه المستضعفين منها والدفاع عن حقوقهم وحرياتهم يعني أن يخوض الانسان الحرب على ثلاث جبهات :

الجبهة الاولى : جبهة النفس :
فضلا عن الصراع مع الشهوات والرغبات وحب الدنيا والدعة والراحة التي يخوضها الانسان في الحالات الاعتيادية ، فإن المجاهدين في أمتهم والذين يتحملون مسؤولية التغيير والدفاع عن المستضعفين يتحملون المزيد من الضغوطات والتعب أضعافا مضاعفة ، إنهم يواجهون صراعا أكثر أحتداما من غيرهم ممن يعيش حالة السكون والراحة ، وذلك نتيجة الضغوط والتضحيات والجهد والتعب والانفاق من المال والراحة والوقت ، وهؤلاء يتعرضون لضغوط الشيطان بشكل كبير لثنيهم عن مواصلة طريق الانبياء والمصلحين والصديقين والشهداء في أمتهم ، فإذا لم ينثني الانسان عن مبدأ تحمل المسؤولية ، فإن أقل خطر في الظاهر وأعظمها في الباطن يكمن في خطر اختراق منطقة (النية) وتغييرها في غفلة من الانسان أحيانا أو بعلمه أحيانا أخرى من قبل الشيطان تحت ظروف التعب والارهاق النفسي والروحي والبذل والجهد ، وإزاء المسؤولية التربوية للانسان تجاه نفسه فإن هذا الصراع مستمر معه حتى آخر لحظة في عمره ونيته في خطر حتى آخر رمق.
إن طول المدة والتعب والارهاق النفسي والجسدي تتحول إلى معاول هدم في إرادة الانسان وجاذبية قوية نحو الاسفل والتحدي الحقيقي أمام العاملين هو في صياغة الدوافع والمنطلقات النظيفة واخلاص النية لله تعالى ، وفحص وتجديد النية في كل وقت وعند كل عمل.

الجبهة الثانية : جبهة القيم الجاهلية في المجتمع:
تتمثل هذه الجبهة في مجموعة القيم والمفاهيم والسلوكيات الخاطئة في المجتمع التي تشكل مجموعة مظاهر الضعف والانكفاء والتأخر والاهدار والعشوائية وضياع الاولويات والجهل والتخلف وانعدام روح المسؤولية التي تشكل حاجزا بين الامة ونهضتها وانعتاقها من الضعف والهوان والتخلف والعبودية والتشتت والانانيات .
إن مظاهر الضعف والسلبيات الاجتماعية والقيم الجاهلية قد تتبلور كظواهر فردية وقد تتبلور في مراكز قوى وتحزبات وتكتلات تقود عملية المناوئة للتغير من خلال إشاعة الروح السلبية والمفاهيم الخاطئة والتشويش على عملية الاصلاح والنهوض ، ومن خلال افتعال المعارك الجانبية التي تحرف بوصلة الصراع في المجتمع من الصراع مع القيم الجاهلية والظلم إلى صراع داخلي يضعف المجتمع ويستهلك المصلحين والمستضعفين أكثر فأكثر.
وعادة ما تنطلق تلك المراكز والقوى نحو ذلك من خلال التمحور حول الذات ، وسوء الفهم ، والجهل ، والخوف على المصالح ، وزيف الوعي ، والانانيات ، في أحيان كثيرة ، الذي يحول الموقف في حساباتها ويجعلها تعتبر أن العمل الاجتماعي والوصول لافراد المجتمع من قبل العاملين في سبيل الله من أجل صنع التغيير في نفوسهم ضمن حالة الصراع مع الطاغوت والقيم الجاهلية يتحول بالنسبة إليهم إلى تنافس وإلى صراع وتحدي من قبل الآخرين على الاستحواذ والتمدد على حساب نفوذهم الاجتماعي ، في صورة من صور غياب الوعي والتخلف ، ولهذا يجد العاملون في سبيل الله أنفسهم أحيانا وبدون إرادتهم في صراعات جانبية تفرض عليهم نتيجة غياب وعي وفهم بعض القوى الاجتماعية التي تعتبر أن وصول الآخرين لأفراد المجتمع من أجل إحداث التغيير في نفوسهم وضمهم إلى قافلة المتحملين لمسؤولياتهم ، هو صراع وتنافس معهم على حطام الدنيا وعلى الاستحواذ على النفوذ والوجود ، وهذه تصورات خاطئة يواجهها العاملون في سبيل الله في حراكهم الاجتماعي وتغذيها حالات الجهل والانانية وحب الدنيا والتشكيك في ضمائر المصلحين وعدم القدرة على مواكبة الهدف الكبير الذي يخوض من أجله المصلحون الصراع ويتحملون في سبيله مسؤولياتهم.
وعادة ما تعيش تلك القوى على سلب إرادة المجتمع والقيمومة على إرادته في مواجهة أي تغيير في وعي الناس ، وعادة ما تخوض تلك القوى معاركها الجاهلية من خلال التشكيك في المصلحين والعاملين في سبيل الله ومن خلال فرض الحصار الاجتماعي عليهم .
لهذا عادة ما توفر تلك القوى من خلال سلوكياتها الجاهلية الكثير من العناء على الطواغيت والظالمين بما تقوم به من دور سلبي تجاه المصلحين.

الجبهة الثالثة : جبهة الطاغوت والظالمين والمفسدين:
تتمثل هذه الجهة عادة في السلطة السياسية وقوة المال وأجهزة الحكم ومعها أحيانا سلطة دينية مزيفة ، إنها القوة التي تمثلت عبر التاريخ في فرعون وهامان ونمرود وأبو جهل ومعاوية ويزيد ، تلك القوى التي توظف المال والنفوذ والسلطة والمفاهيم المحرفة من أجل شهواتها واستمرار سيطرتها ونفوذها ، وتوظف مع ذلك مجموعة من قيم الفساد والظلم والانحراف تشكل باقترانها مع جاذبية المال القوة والسلطة المؤثر الرئيسي في اتجاه بوصلة المجتمع.
وباعتبار أن النفس الانسانية مجبولة على حب الراحة والدعة والشهوات ، فإن امتلاك قوى السلطة القدرة على توفير هذه الامور لأفراد وجماعات مقابل الولاء والتسليم المطلق لاتجاهات السلطة وانحرافاتها ، يجعل من الانحراف سلطة ومن السلطة انحرافا بهذه المقومات ، ويجعل منها آلهة وأصناما بشرية تعبد من دون الله وتقدم لها مجاميع البشر الضعيفة الاذعان والتسليم طمعا أو خوفا ورهبة.
من هنا تأتي مسؤولية المصلحين في اصلاح الخلل وتوجيه الناس لعبودية الله والتزام قيم الصلاح والدين في حاكمية المجتمع ورفض حاكمية المال والسلطة والنفوذ والشهوات وتحرير الناس من سيطرتها سواءا من خلال تحرير نفوسهم بالتربية أو من خلال مدافعة الطواغيت وأصحاب السلطة والمفسدين الذين يحكمون سيطرتهم على المجتمع والامة من خلال قوة جاذبية المال والسلطة والنفوذ في قبال ضعف النفوس تجاهها.
ويتحمل المصلحون في مطالبتهم بالاصلاح وتطبيق قيم العدالة والحقوق وتحرير الانسان العذابات والقتل والتشريد والنفي والسجن.
هذه هي الجبهات التي يخوض معها الفرد الرسالي صراعه ، جبهة النفس والشهوات ، وجبهة المجتمع والقيم الجاهلية ، وجبهة الطاغوت.

الصراع في جبهة النفس والشهوات واجب أخلاقي وديني على المصلحين وممارسي التغيير واجب انجازه والانتصار فيه ، أما جبهة المجتمع والصراع مع القيم الجاهلية فيه ، وجبهة الصراع مع الطاغوت ، فالانتصار فيها بيد الله سبحانه وتعالى.


الساعة الآن 08:01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227