النصيحه
 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لعلّنا نسمعُ عن النّصيحه وكثيراً ما نسمعُها من صديقٍ أو قريبْ

ولكنْ هلْ نكونُ راضينَ بما يُقدّم إلينا من نصائِحْ؟

وهلْ نرضى بالنّصيحةِ ونأخذُ بها ؟

قبلَ قبولِ النصيحةِ أو رميِها بعرضِ الحائطْ

دعونا نتعرّف على هذهِـ الكلمةِ وما تحويهِ من معاني

ففِي هذهِـ الكلمه بإمكانِنا صياغة أجمل المعاني

وأروعَ العبارات

النصيحه هي اختصارٌ لعدةِ مفاهيم

من أبرزِها مفهوم التوعيةِ والإرشاد

لأنّنا عندما نقولُ هذهِـ الكلمه نقصدُ بها توعيةَ الآخرين

وإرشادهم لشيئٍ لم يجلْ بخاطرهمْ

نختصرُ تلكَـ المفاهيم بهذهِـ الكلمةِ البسيطة

وهي

النّصيحه

عندما ننصحُ الآخرين علينا مراعاة نقاطٍ عدهـ

من أهمّها : -

1- اختيار الوقتِ والزمانِ المناسبينِ لذلكْـ : إذْ لا يمكنكَـ أنْ تنصحَ شخصاً بمكانٍ مكتظٍّ بالنّاس لأنّكَـ بفعلكَـ ذلكْـ قدْ يفهمها الشخصُ الذي توجّهُ إليهِ النّصيحه بأنّه لايملكُـ عقلاً يُعينُه على تدبّرِ أمرهِـ وأنّه أقلّ منكَـ شأناً فلنحرص على اختيارِ الوقتِ والزمانِ قبل المبادرةِ بالنصيحةِ للآخرين لأنّنا إنْ لمْ نفعلْ نكونُ نحنُ من يحتاجُ إلى هذهِـ النصيحه .
2- مراعاة الحالة النّفسيه للشخصِ الذي تودّ نصيحته : فلا تنصحهُ عندما تراهُـ غاضباً ولا تبادرْ بنصيحتكَـ لهُ بنفسِ الوقتِ الذي يكونُ فيه متمسّكاً برأيهْ
3- أنْ تكونَ لديكَـ القدرةَ على الإقناعْ : فحتّى لو كنتَ تملكُـ من الثقافةِ والفهمِ أكثرَ من غيركْـ يلزمكَـ الإقناع فلربما كانَ من تودّ تقديم النّصيحةِ له منَ الذين يُجادلون بما يسمعونَ من غيرهم حتى لو كانَ يعرفُ أنّه على خطأْ سيظلُّ متمسّكاً برأيهْ فستحتاجُ هنا إلى قوةٍ في الإقناعْ ومع تلكَـ القوّة عليكَـ اختيارِ الأسلوب الأمثلْ لتقيدمِ النّصيحه التي ترغبُ بتقديمِها لهْ .
4- إذا أردتّ نصحَ إنسان فليكنْ في بالكَـ أنّه ربّما لنْ يقتنعَ بنصيحتكَـ له : وأقولُ لكَـ لا تيأَسْ فأنتَ من بادرتَ بعرضِ وتقديمِ النصيحة لذلكَـ الإنسان وعليك احتسابُ الأجرِ في ذلكْـ فلا يصيبنّ عزيمتكَـ شيئٌ من الوهنْ وتذكّر قول المصطفى صلّى الله عليهِ وسلّم : " إنّ اللهَ يحبّ إذا عملَ أحدكمْ عملاً أنْ يُتقنه " فأتمّ عملكَـ وأكملْ نصيحتكْـ

يُؤسِفنا أنْ نرى نصيحتُنا التي نُقدّمها للآخرينَ يُضربُ بها عرضَ الحائطْ

ورغمَ ما نقدّمهُ من نصائحَ لمنْ يحتاجُها إلا أنّها تُفسرُ بغيرِ ذلكْـ

يُحزِنُنا أنْ تفسّرَ كلماتنا بعكسِ نيّاتنا

ويُحزِنُنا أكثرَ من ذلكَـ

ظنّ الشخصِ الذي ننصحُه بأنّه أعلى منّا شأناً

وقد يرى نفسهُ يملكُـ العقلَ الرّاجحَ لوعيِ أمورِهـ دونَ الرّجوعِ إلى أحدْ

وقدْ لا تُؤخذْ نصيحتُكَـ بالقبولِ الذي أمُلتَ أن تجدهُـ لمنْ تنصحْ

فلا تسمحْ لذلكَـ بأنْ تكفّ عن تقديمِ نصائحُكَـ التي يحتاجُها الآخرون

وإنْ لمْ تُقابلْ بالقبولِ والتّرحيب مرةً ومرتين فثقْ أنّ هناكَـ الكثيرين ممّن

يتوقونَ إلى سماعِ نصيحةٍ منكَـ .

وَ أختمُ كلماتي بِـ بضعِ آبياتٍ أتمنّى أنْ تُلاقيَ صدىً طيّباً منَ الجميعْ وأنْ يستفيدَ كلّ ناصحٍ وَ منصوحٍ منها

ياصاحبي مالي أراكَـ عن النّصيحةِ معرضاً
.................................. كأنّكَـ اغتنيتَ .. وبضحالةِ عقلكَـ مرحباً

لا يغرنّكَـ فعلكَـ الذي حسبتَ أنّك به متميزاً
...................... اعلم أخيّ أنّكَـ بما سقيتَ ناصحكَـ من علقمٍ متذوقاً

عشتَ بغفلةٍ وبوهمِ ماصوّرتَ لنفسكـ متسلّطاً
........................ لا تحسبنّ العنادَ والجهلَ وقلةِ الإدراكِـ خيرُ رفيقاً

أبعدَ مرورِ أيّامٍ .. ووقتٍ مرّ .. مسرعاً ..!
......................... تأتيني شاكياً متوجّعاً ولنصيحتي ليتّكَـ مُدركاً ..!

كيفَ تشكو لمنْ عنْ نصيحتهِ ولّيتَ مُدبراً ؟!
............................ الآنَ ..! بعد العنادِ والتّعنتّ تأتي إليّ مُذعناً

عجباً .. كيفَ أتيتني ولما فعلتَهُ مُتناسياً..!
............................. أتريدُ أنْ أصفحَ عنْ صدّكَـ وأستقبلكَـ مهلّلاً

إنْ أحزنتكَـ كلماتي وزادتْ آلامكَـ آلاماً
............................... فاعلم أنها ليستْ شماتةً وإني لكَـ معاتباً

فخذِ العبرةَ من نفسكَـ وبما عانيتَهُ كنْ متعلّماً
........................ فإن سمعتَ نصيحةً فاسمعها ولتكنْ إليها مقبلاً