![]() |
إنحطاط واستحمار إنحطاط واستحمار عجيب أمر كتاب السلطة المدافعين عنها والمطبلين لها ، حيث يطرحون أفكارا لا تخرج عن دائرة الدجل السياسي والانحطاط الثقافي والاخلاقي ، وهي موجهة في عمقها إلى الشارع السني البحريني خاصة والخليجي عامة ، وذلك من أجل زيادة الاحتقان الطائفي ومن ثم إستنهاض الشارع السني والسلفي في مواجهة الخطر الوهمي (الايراني\الشيعي) مقابل حماية الأنظمة الخليجية الحاكمة وعلى رأسها آل سعود وآل خليفة في البحرين . فحين يتحدث كتاب السلطة عن وجود مؤامرة كبيرة على البحرين ودول المجلس ، يقودها الثلاثي (أمريكا وإسرائيل وإيران) من أجل إثارة الفوضى في المنطقة ، وبالتالي توسعة النفوذ الفارسي (الصفوي) وفرض الاحتلال الايراني مستقبلا ، فذلك يعد إستخفافا بعقول الناس ، وإستحمارا لمن يصدقهم ! فمثلا ، تقول (سوسن الشاعر) في إحدى مقالاتها أن " الترتيبات الامريكية الايرانية في المنطقة اصطدمت بالصمود البحريني ، وربما فوجئت به ، فقدر البحرين أن تكون حائط الصد الأول نيابة عن بقية دول مجلس التعاون "1. ما ذكرته الكاتبة هنا ليس فقط يعد كذبا صريحا وقلبا للحقائق وجعل الباطل حق ، بل هو أيضا بمثابة خرف وهذيان ! مثال آخر نأخذه من الكاتب (عبد المنعم إبراهيم) الذي يقول في إحدى مقالاته التي تثير التهكم والسخرية ، أن " الدول الكبيرة التي تفتش عن إنتصارات لها في الدول الصغيرة هي دول غير عظيمة ، وهذا ما ينطبق على تعامل الولايات المتحدة الامريكية مع مملكة صغيرة مثل البحرين "2 . إذا حسب المنطق العجيب والفريد لعبد المنعم إبراهيم ، أن أمريكا تقود مؤامرة خبيثة وخطيرة على البحرين ، وتعمل ليل نهار من أجل تحقيق إنتصارات على دولة البحرين الصغيرة ! وليس أن أمريكا تدعم الحكم الخليفي سياسيا وعسكريا من أجل القضاء على الثورة في البحرين . توجد صياغة جديدة للوعي السياسي لدى الشارع السني البحريني والخليجي ، تجعله أكثر تخلفا وتبعيتا لأنظمته السياسية المستبدة ، حيث يقوم هذا الوعي الجديد على فرض عدو وهمي (إيران\الشيعة) في مقابل التهميش من خطر العدوان الحقيقي (الامريكي\الاسرائيلي) ، وبالتالي العمل على حماية الأنظمة الخليجية الحاكمة والحفاظ على إستمرارها وعدم الخروج عليها وإن زاد الظلم والاستبداد والفساد والفقر ... . وبأن العدو (الايراني\الشيعي) خطير جدا على الأمة العربية والاسلامية ، بسب عمالته للأمريكان والصهاينه ، وهو ما تمارسه إيران في العراق بجعل الشيعة مسيطرين على الحكم ومفاصل الدولة ، وكذلك في سوريا بدعم نظام بشار الأسد وقتل المسلمين السنة ، وأيضا في اليمن بمساندة الحوثيين ، وفي لبنان بدعم حزب الله الذي يحكم لبنان ، وأخيرا في البحرين حيث يسعون إلى جعل الحكم في يد الشيعة . بعد مرور ما يقارب العامين على إنطلاقة الثورة في البحرين وما قامت به السلطة من إنتهاكات وجرائم كبيرة على مستوى حقوق الانسان ، تأكد للرأي العام المحلي والدولي مدى السقوط المهني والأخلاقي لإعلام السلطة ومواليها ، خصوصا كتاب الأعمدة في الصحف الرسمية اليومية ، إذ لم يتم الاكتفاء بممارسة الكذب والتزوير للحقائق ، بل وممارسة الدجل الإعلامي والهذيان والانحطاط الثقافي والأخلاقي في التعامل مع الثورة التي ينتظم فيها أغلبية شعب البحرين الساعي إلى إنهاء حكم الاستبداد والانتقال إلى الدولة المدنية الديمقراطية . هوامش: - سوسن الشاعر – الوطن البحرينية (2-8-2012) - عبد المنعم إبراهيم – أخبار الخليج (21-11-2012) |
الساعة الآن 08:08 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir