منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   من أجل عيسى الوطن (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=1060885)

محروم.كوم 11-15-2012 03:40 PM

من أجل عيسى الوطن
 
من أجل عيسى الوطن
الشيخ علي الجفيري
تتصاعد وتيرة الأحداث مؤخرا من طرف واحد، وفي فترة قياسية أماطت لثام القلق والإرباك الذي طالما جهدوا في إخفائه إرضاءً لهيبة مصطنعة! وشتان بين من يلهث وراء خدعة الانتصار ليلعق زيفها موهما عبيده قوةً وغلبة، وبين من يستند إلى الحق رغم هوانه، وليس ذلك بضائره شيئا ما دام مقرونا بعزة الله ونصره، فكل ما سواه "كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء".

وقد طالعنا التصعيد الأخير بخبر المشيمع، ثم قاسم، ومنع المسيرات، وتوقيف الحقوقيين، واختلاق صور العنف المضاد، من قنابل كاتمة متخصصة في قتل الآسيويين! وقاذفات نارية محلية الصنع! وربما عما قريب: اكتشاف الدبابات والغواصات الحربية! من يدري؟ فإن إبداع هذا الشعب في اختراع التقنيات الحربية الدقيقة قد أبهر العالم، ولم ينتهِ المسلسل بعد، فلايزال أمامنا للاستعراض الكثير، وقد كان آخره سحب الجنسيات عن أصلاء متجذرين في هذا الوطن!

وكل ذلك يُحاك في وقت يفترض أن تكون فيه الدوائر (الرسمية) التشريعية لبلد (النظام) تعيش هجعة السكون، غير أنهم - كما يبدو - يعيشون وضعا مقلوبا زادوا به الطين بلة، وليكن ذلك، فإن الفرج مقرون بالشدة كما يُقرن الظمى باشتهاء الماء، فيوشك الظمآن أن يروى كلما اشتد به العطش، لأن فيه دافعا قويا لطلب الماء، وشعبنا يشتهي الحرية بقدر هذا الضيق.

ومن قوة هذا الشعب أن استطاع - وبجدارة غير مسبوقة - قلب الموازين لصالحه، فإن كل ما مر بما يتضمنه من رسائل ترهيبية هزيلة قرأها الشعب معكوسة تمامًا؛ والسر في ذلك يكمن في الوعي الموازن بين الحساب المادي والغيبي، فليس شعب البحرين أحد المتمحضين في أحد هذين الخيارين، وشعب كهذا لا يتوقف عنده التحرك الموازن على انتظار التوجيه المفصل، بل تكفيه العموميات ليسقطها مباشرة على حراكه السلمي. ويمكن القول: إن الخيط الرفيع الذي يميز هذه الثورة عن غيرها هو هذه القدرة الفائقة على تلقي الأصول من أهلها، وترجمتها بدقة في الفروع.

ومن هنا نصل إلى مكمن قوتنا المعتمدة على إتقان تلقي الأصول من مركز واحد يتمثل في الفقيه القائد، وقد يقول قائل: ما ربط ما نمر به من تصعيد بالقيادة؟! أليس هذا ما نسميه باستغلال الحدث في الدعوة إلى الأشخاص؟! والجواب: إن هذه النظرة الضيقة التي ترمي كل دعوة للقيادة بالاستغلال ينبغي أن تتوقف، لأنها تقع فيما تنهى عنه، فإنه ما من شيء يحركها لرفض هذه الدعوة غير ما قد تسببه - بحسب ظنها - من ضعضعة في كيانها، وهذه هي الحزبية بعينها!

ولو تجرد هؤلاء الأحبة مما هم فيه لوجدوا أن هذه الدعوة ليست استهدافا للوجودات المعارضة، بل هي تكريس لوجودهم في ساحة الممانعة في ظل هذه القيادة، فالقيادة التي نؤكد عليها ليست قيادة حزب، بل هي غير قابلة للتحجيم أصلا، لأنها قيادة الإسلام التي يجمع الله بها الكلمة لتكون شوكة في عين الكائدين.

وفرق كبير بين استغلال الحدث، وبين قراءته بواقعية تفرض بيان الرؤية المنظرة لضرورة التمسك بالقيادة الشرعية البصيرة حرصا على مصلحة القضية نفسها!
فالأول هو استخدام للحدث من أجل الترويج لاستحقاقات زائفة لا واقع لها إلا في عقول المتحزبين، أما الثاني، فهو تمسك بسبب القوة والمنعة، وذلك اعتمادا على منطلقاتنا الإسلامية المؤكدة على أن كل ما نمر به من قمع وحشي ينبغي أن نبدأ في مواجهته من وعي القائد، وننتهي في مواجهته ببصيرته.

وفي نفس الوقت الذي لا نجبر فيه أحدا على الالتزام بذلك، فإننا مستعدون - وبكل وضوح - للدفاع عن هذه العقيدة لما نرى فيها من سبيل وحيد يحصّل الوحدة التي يتكئ عليها النصر، لا من باب أن الالتفاف حول القائد سيكون ملغيا لبقية الآراء، بل من باب أن ما اجتمع في هذا القائد يصلح لأن يكون قواسم مشتركة للالتفاف حوله من العلماني قبل الإسلامي، ومن السني قبل الشيعي، ومن الوفائي والحقي قبل الوفاقي، ومن كل فصائل الشعب ومكوناته، لأنه عين ترعى الوطن كل الوطن.

ولئن كان العدو قد أكد أنه ينظر إلينا جميعا في قمة الهرم قاسم كما يتضح ذلك من سياسته في الاستهداف المتدرج الساعي نحوه، أفلا يكون ذلك كافيا لترسيخ قناعة الوحدة فينا، مع إدراك أساسها؟!

ولذلك أقول لا مستغلا، ولا محشدا، بل منطلقا بصدق من هذه الرؤية:
إن خير ما نردّ به على حماقات السلطة هو إيصالهم إلى حالة اليأس بحضورنا عند منبر الفكر الجامع الجمعة القادمة، المنبر الذي عرفته السلطة منبعا لتيار وقف في وجهها منذ عشرات السنين، وقد امتد ليكون صوته بذرة في عقل كل شريف، قد أورقت شجرتها، وأينعت ثمرتها، فأحسوا بالخطر الجدي أمام عظمتها.

من أجل ذلك فلنكن حاضرين، إن لم يكن من أجل عيسى الشخص - وهو يستحق ذلك بلا شك-، فليكن من أجل عيسى الوطن!



الساعة الآن 07:13 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227