منتدى استراحات زايد - الحقيقة المعنوية للمرتزقة ولمن يسيرون في فلك النظام الخليفي

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمدٍ وآل محمدٍ والعن أعدائهم

إن كل فعلٍ خارجي يصدر من الإنسان فإنه انعكاسٌ لصورته الداخلية الواقعية، فهذه هي القاعدة العامة إذا استثنينا حالة الإنسان المنافق، فإن خارجه شيءٌ وباطنه شيءٌ آخر، ففي ما عدا هذه الحالة يمكننا إدراك الواقع الداخلي لكلِّ إنسانٍ من خلالِ مواقفه وتصرفاته في الخارج.

فمما تقدم يتضح بأن داخل الإنسان المجاهد المخلص داخلٌ ناصعٌ مثله كمثل الشمعة، تحترقُ من أجل أن تضيَ للآخرين، وكذا فإن الشخص الذي اتخذ من الارتزاق أو الانبطاح أو الخيانة أو المجاملة على حساب حقوق الناس أو غير ذلك من صور اللهث وراء فتاتِ الحكام والظلمة ديدنا له، فإن صورته الداخلية صورة شديدة الحلكة والظلمة مثلها كمثل الضبع، يسعى وراء الجيف والفضلات، بل يبذل قصارى جهده من أجلها.

نعم إن هذا هو واقعُ أولئك الذين خلعوا ثوب العزة وارتدوا ثوب الذلة، وإنَّ شخصا بهذه المواصفاتِ شأنه شأنُ من يصادق الذئب ويتخذه خليلا له، فإن أي لحظة تشهد غضبا لهذا الذئب فإنك لن ترى من صديقه هذا سوى الغبار.

إن ما نشاهده في بلدنا من حالات السير في فلك النظام الخليفي لهي مما تَسَبَّبَ عن أحدِ أمرين وفقا للنصوص الدينية الشريفة:-
1- إما أن سببها أن هذا السائر في فلك النظام قد تولد بطريقٍ غيرِ شرعي، أو أنه ابن حيضةٍ كما تصف الروايات الشريفة، أو أن أباه أو أمه أو أحد أجداده أو أكثر من جدٍ له كان يأكلُ الطعام الحرام، فلما نبت لحمه عليهِ وإذا به يصبح بهذه الهيئة المقززة.

2- وإما أن يكون هذا الشخص هو بنفسه من يأكل الطعام الحرام فنبت لحمه على السحت، حتى ظهر ذلك على تصرفه الارتزاقي هذا.

وشكرا