منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   إنقلاب اللاموقف إلى الموقف المضاد (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=1049076)

محروم.كوم 10-29-2012 10:30 AM

إنقلاب اللاموقف إلى الموقف المضاد
 
إنقلاب اللاموقف إلى الموقف المضاد

من المؤكد أن الشجاعة والقوة والإقدام ، أحد العنصرين اللذين يتكون منهما الموقف , والعنصر الآخر : الوعي السياسي فإذا كان الجزع من الموت يضعف الإنسان فهو لا محاله يفقده القدرة على إتخاذ الموقف العملي في القضايا الصعبة . وقيمة الأنسان في ساحة المواجهة والصراع ليس في النية وعقد القلب فقط , وإنما في الموقف , وقد كان كثير من المسلمين في عصر الإمام الحسين (ع) لا يرتضون يزيد وأعماله ، ويكرهونه أشد الكره ، ولكن الحسين (ع) حول هذه الكراهية وهذا الرفض إلى موقف عملي , وهذه هي قيمة الأمام الحسين (ع) .

فإن الموقف هو التجسيد العملي للرأي والإنتماء ، وإخراج الرأي ، والإنتماء ، والولاء ، والبراءة من داخل النفس إلى ساحة المواجهة والصراع . إن الناس جميعاً لا يرضون الظلم ، ولكن هناك من يجاهر بهذا الرفض ويعلن عن رفضه ، وهو قد يكون بالخروج عن الطاعة ، وقد يكون بالثورة ، وقد يكون بالتظاهر والإعتصام .

ومن الطبيعي أن الرفض الذي يضمره الإنسان في نفسه وحده لا يكلف الإنسان شيئاً ، وإنما الموقف العملي في ساحة المواجهة والصراع ، هو الذي يكلف الإنسان ويثقله ، وهو الذي يتطلب المقاومة والبذل ، ويلزم صاحبه بضريبة العمل .
ولكن لا بد أن نقول : إن صاحب الرأي السلبي والرفض المريح لا يغير مجرى التاريخ ، وإنما الذي يغير مجرى التاريخ هو صاحب الموقف الصعب ، والرفض والكراهية التي يضمرها الإنسان في نفسه لا يغير شيئاً من واقع الحياة السياسية والإجتماعية ، ولا يحرك الناس ، وإنما الموقف هو الذي يحرك الناس ، ويحدث التغيير السياسي والإجتماعي .

إن الصراع الحضاري لا يتحمل ( اللاموقف ) فإذا كان الإنسان لا يتحمل الموقف الصعب ، وضعف عن إتخاذ الموقف الحق ، فلا يمكن أن يبقى في منطقة الحياد من دون موقف إلى الأخير ، وإنما ينقلب اللاموقف في حياته إلى الموقف المضاد . والسبب في إنقلاب اللاموقف إلى الموقف المضاد هو السبب في إنقلاب الموقف إلى اللاموقف ، وهو الجزع من الموت .

السبب الذي أعجزه عن إتخاذ الموقف الحق يعجزه عن الإمتناع من الإنحدار إلى الباطل ، وبذلك يتم تصنيفه في جبهة الباطل ، فإن ساحة الصراع – كما ذكرنا – لا تترك الإنسان من دون تصنيف ، فإن لم يبادر الإنسان ليُصنف نفسه ضمن جبهة الحق الذي يؤمن به ، فإن الساحة تُصنفه ضمن الخط الحاكم فيكون عندئذ من جند الطاغوت ، وإن كان قلبه ورأيه في إتجاه معاكس .

وهنا ينشطر الإنسان شطرين متعاكسين : رأيه ( عقله ) ، وعاطفته ( قلبه ) في إتجاه الحق ، وموقفه وموضعه الرسمي ( إرادته ) المعلن في إتجاه الباطل . وهذه هي ظاهرة إنفلاق الشخصية ، حيث ينشطر الإنسان إلى شطرين متخالفين : فيفقد الإنسان الإنسجام في شخصيته ، ويتضارب ظاهره مع باطنه .


آية الله محمد مهدي الآصفي


الساعة الآن 08:23 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227