في ما يلي سنستعرض تاريخ الثورات والحركات السياسية في أرض أوال الطاهرة ضد المحتل الخليفي والبريطاني:
1. عام 1869م: الثورة الجماهيرية العارمة، وأهم ما جاء فيها مقتل الحاكم الشيخ علي بن سلمان آل خليفة، وسجن منافسه أخوه الشيخ محمد، واستردّ الشعب مقاليد الحكم من يد آل خليفة، ولكن المحتل البريطاني ساعد على قمع الثورة وإعادة الحكم لآل خليفة.

2. عام 1904 و1905: وأهم ما جاء فيها تحطيم الثوار بعض الأبنية والمؤسسات التابعة لحكومة الاحتلال، وكانت تندّد بالمحتل البريطاني.

3. عام 1914م: وتعرف بـ"انتفاضة علماء الدين" المشهورة، وكانت رافضة للقوانين التي جاء بها المحتل البريطاني.

4. عام 1919م: ثورة الغواصين ضد الاستغلال البشع الذي يمارسة قراصنة آل خليفة لهم، وعرفت أيضاً بـ"ثورة الخير".

5. عام 1920م: ثورة كبرى شاركت فيها شرائح المجتمع بكل فئاتها بقيادة علماء الدين.

6. عام 1923م: الإضراب العام الذي دعا إليه زعماء البلد من رجال دين ووجهاء، واستمر عشرة أيام شلّت البلد فيها.

7. عام 1926-1932م: سلسلة من التظاهرات الغاضبة قام بها الغواصون والنواخذة.

8. عام 1938م: تطور نوعي من الاحتجاجات، إذ لوحظت انتشار المنشورات والملصقات الجدارية، والكتابة على الجدران.

9. عام 1942-1947م: الإضرابات العمالية التي قام بها عمال شركة النفط مطالبين بتحسين أجورهم وأوضاعهم ومساواتهم بالعمّال الأجانب.

10. عام 1948م: عام الانتفاضة التضامنية الكبرى مع شعب فلسطين، ورداً على تقسيم فلسطين من قبل الأمم المتحدة.

11. عام 1954م: التظاهرات الكبرى التي انطلقت إلى القلعة في محاولة لتحرير السجناء، وتم تكوين جبهة موحدة لمجابهة الدكتاتورية عرفت بالهيئة التنفيذية العليا.

12. عام 1956م: إضراب عام دعت إلية الهيئة التنفيذية العليا.

13. عام 1965م: تظاهرات طلابية عارمة احتجاجاً على تسريح المئات من العمال المواطنين من شركة النفط، وانتهت التظاهرات لاعتصام في مدرسة المنامة الثانوية.

14. عام 1969م: انطلقت أول نواة للحركة الإسلامية المنظمة، وكانت من أقوى الحركات، وتحتاج وحدها إلى مقال منفصل

وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، شهدت البحرين حركة واسعة من التظاهرات الشعبية، كان أبرزها:
1. 19 فبراير 1979م: تظاهرات جماهيرية صاخبة جابت شوارع البحرين متوجهة لسفارة الجمهورية الإسلامية تأييداً للثورة المنتصرة.

2. 17 أغسطس 1979م: خرجت جموع من الجماهير استجابة لنداء قائد الثورة الإسلامية، وتم إقرار آخر جمعة من شهر رمضان يوماً عالمياً للقدس.

3. 13 أغسطس 1980م: تظاهرات خرجت استنكاراً على اعتقال عدد من علماء الدين الكبار.

4. 22 أبريل 1980م: أصدرت الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين بياناً استنكرت فية بشدة قتل آيه الله السيد محمد باقر الصدر وأخته الفاضلة بنت الهدى.

5. 10 مايو 1980م: انتزعت الجماهير جثمان أحد ضحايا التعذيب في سجون النظام، وهو الشهيد جميل محسن العلي الذي اعتقل في تظاهرات التنديد بقتل آيه الله السيد محمد باقر الصدر.

6. 12 يونيو 1980م: تظاهرات عمّت البحرين في أربعينية الشهيد جميل العلي.

7. 6 أغسطس 1980م: تظاهرات كبرى انطلقت استجابة لجعل آخر جمعة من رمضان يوماً عالمياً للقدس.

من الواضح أن الثورة الإسلامية المنتصرة في إيران لعبت دوراً بارزاً في رفع وتيرة الحماس الجماهيري لدى الشعب البحراني، ولكن تحوّلات هامة حدثت في مسيرة الصراع السياسي في البحرين أدت إلى تطوّر دور المعارضة، منها:

- نفي العلامة السيد هادي المدرسي: وكان هذا في 27 أغسطس 1979م، وكانت الطريقة التي تم اعتقاله فيها ونفيه من البلاد دلالة كبيرة على مقدار ثقل وجماهيرية هذا العالم الجليل الذي خلق تيّاراً فكرياً وثقافياً في الساحة.

- الاعتقالات الواسعة في صفوف الكوادر الأولى للحركة الإسلامية.

وقد شهدت البحرين تظاهرات متفرّقة ومتفاوتة الحجم قدّمت خلالها الجماهير المؤمنة العديد من الشهداء والقرابين حتى أحداث ديسمبر 1981م، والتي حصل فيها ما عُرِفَ بـ"أول عملية انقلاب عسكري" في البحرين، ثم أتت بعد ذلك أحداث التسعينات، والتي بدأت في شهر ديسمبر 1994م، والتي قدمت فيها جماهير الشعب الكثير من القرابين والتضحيات.

وتوالت الأحداث والمظاهرات، لكن يتضح لنا مما سبق أن أغلب الحركات والمظاهرات كانت تختص بفئة معينة أو حركة، حتى أتى تاريخ 14 فبراير 2011م، وهي ثورة شعب البحرين الكبرى، الثورة المباركة التي ليس لها مثيل، إنها ثورة الشعب كله.

ثورة اللؤلؤة، إنها ثورة جميع الشعب، وهي تختلف عن كل الثوارت والحركات الماضية، إنها ثورة الصغير والكبير، ثورة الشباب والشابّات، ثورة الأطباء والمعلمين، ثورة المحامين والرياضيين، إنها ثورتكم جميعاً يا شعب البحرين المناضل، فالثورة ليست سواعد الثوار فقط، بل هي قلم كاتب، وريشة رسام، وقصيدة شاعر، ومشرط طبيب... أنتم جميكم مكونات الثورة يا شعب البحرين العظيم... لم يبق فرد فيكم لم يتضرر من هذا النظام الفاسد من نساء ورجال، صغير وكبير، أطباء، معلمين، محامين، رياضيين، عمّال، إلخ... أنتم يا شعبي شعب التضحيات، فمنكم من عرج لرب السماء، ومنكم المعذَّب في السجون، ومنكم المغترب عن الوطن، ومنكم من ينتظر مصيره المجهول... جميعكم عانيتم في هذه الثورة المباركة... إذاً هي ثورتكم جميعاً، وجميعكم تملكون القرار، والأمر بيدكم، أنتم من يجب أن يقرر، فماذا تريدون؟