منتدى استراحات زايد - لؤلؤة أوال - مجهر | السيد حسين الغريفي.. شهادة على انحطاط النّظام

السيد حسين الغريفي.. شهادة على انحطاط النّظامhttp://www.lulu-awal.com/news/photos...1350732617.jpg
السيد حسين الغريفي، رجل الدين الشيعي، نموذج صارخ للانتهاكات الفضيعة والتعذيب الممنهج الذي يمارسه النظام الفاسد في البحرين بقيادة الدكتاتور حمد بحقّ مئات المعتقلين والناس في الشوارع، وذلك منذ بدء الاحتجاجات السّلمية في 14 فبراير 2011م.
الغريفي، ضحية يُضاف إلى مئات الضّحايا ممّن تعرضوا للتعذيب الوحشي، والذي أدّى إلى استشهاد خمسة مواطنين في السجون – حتّى الآن - وكانت أجسادهم تحكي فضاعة الجلاّدين والقتلة في السّجون.

السّعوديون يفرحون بتعذيب الغريفي

تعرّض الغريفي للاعتقال التعسفي في 16 مارس من العالم الماضي، وذلك في إحدى نقاط التفتيش، وبقي رهن التعذيب حتى ساءت حالته الصّحيّة ليُنقل من غرفة التّعذيب إلى مجمع السّلمانية الطبي. وقد أُدخل بعد فترة وجيزة لغرفة العناية المركزة، ليُصاب هناك بعجز تام عن الحركة.
حاول أهله العثور عليه، أو معرفة مصيره بعد اختفائه القسري، إلا أنهم لم يفلحوا في ذلك، نتيجة سيطرة الجيش وأجهزة الأمن على مجمع السلمانية. وقد علموا فيما بعد أنه يرقد في العناية المركزة بالمستشفى بعد اعتقاله وتعذيبه في غرف التحقيق. وهناك أُعطي له اسم وهمي، وسُجّل برقم شخصي مؤقت في السّجلات الصّحيّة هناك.
حسب شهود عيان تم اعتقالهم في نفس نقطة التفتيش التي اعتقل منها الغريفي؛ فإنّ الضّحية تعرّض فور اعتقاله للضّرب المبرح، وبأدوات حادة وعصي، كما تعرّض للرّكل بالأحذية من قبل مجموعة من رجال الجيش والقوات السعودية المشرفين على تلك النقطة، وتعمّدوا أن يسمعوه عبارات الشتائم والحق الطائفي، مفتخرين بضربهم "رجل دين شيعي".
تمّ تسليم الضحية للأجهزة الأمنية التي واصلت معه التحقيق في مركز الشرطة، واستخدمت التعذيب معه، ممّا أنهكه، فتردّت حالته الصّحية، لينهار ويتم نقله لمستشفى وزارة الداخلية لتلقي العلاج. ورغم تقديم العلاج المؤقت هناك؛ إلا أن جلسات التحقيق والتعذيب معه لم تتوقّف، وفي اليوم التّالي لعلاجه، فساء وضعه الصحي أكثر، وأصبحت حالته حرجة، فتمّ نقله إلى مستشفى السّلمانية.

البلوشي ترفض معالجة الغريفي في الخارج

بقي الغريفي هناك، وأُدخل العناية القصوى نظراً لوضعه الحرج صحّياً، وكان فاقداً للوعي. وُضع حارس أمن على باب الجناح الذي يرقد فيه، ومُنع أهله من زيارته.
في أبريل، تمّ نقله إلى جهة مجهولة، ولم يستطع أهله معرفة مكانه رغم محاولاتهم الاتصال بمستشفى السلمانية والمستشفى العسكري، حيث نفوا وجوده عندهم، كما حاولت عائلته تقديم بلاغ في مركز شرطة المعارض بفقده، إلا أنهم قوبلوا بالاستخفاف.
بعد حوالي ثلاثة أشهر من الانقطاع، تلقّت العائلة اتصالاً من مستشفى السلمانية، حيث زارته هناك. كانت حالته سيئة للغاية، ولم يكن قادراً على الكلام، وبدا جسمه هزيلاً، وشاحب الوجه.
وفي سبيل إنقاذ حياته، بادر أهله بتوجيه رسالة إلى القائم بأعمال وزير الصحة، آنذاك، فاطمة البلوشي*، طالبين نقل الغريفي للعلاج في الخارج، ولكنهم لم يتلقّوا أيّ ردّ، وحتى الآن.
الغريفي يعاني حاليا من شلل نصفي بسبب التعذيب النفسي والجسدي، بالإضافة إلى عدم القدرة على الكلام نتيجة مشاكل في الأحبال الصوتية.
ما حدث للغريفي هو نموذج لما تعرّض له المئات من البحرينيين من أضرار جسدية وصحية جسيمة بسبب الاعتقال والتعذيب والتنكيل في الشوارع أو في المعتقلات، على يد مرتزقة حمد وجيوشه والقوات السعودية، ولازالت هذه الانتهاكات مستمرة، ويتعرض لها المواطنون في نقاط التفتيش.

* يعرف عن الوزيرة فاطمة البلوشي بأنها وراء الكثير من الانتهاكات والفبركات الإعلامية ضد الأطباء الذي قاموا بعلاج جرحى الاحتجاجات السلمية وهي وزيرة ذات خلفية أيدلوجية تتبع تيارات دينية سنية متطرفة.

المصدر: http://www.lulu-awal.com/news.php?newsid=71