منتدى استراحات زايد - بيان: حركة أحرار البحرين الإسلامية

انتهى الحل السياسي والشعب يصر على الحسم الثوري

برغم محاولات الطغمة الخليفية المجرمة تمزيق الصف الوطني على صعدان شتى، فقد كان الفشل حليفها في اغلب محاولاتها. بدأت حربها ضد الثورة في اليوم الثالث بعد انطلاقتها مدعية بوجود ازمة "طائفية" في البلاد دفعتها لشن عدوانها الآثم على المعتصمين بدوار اللؤلؤة. وتواصلت محاولات شق الصف الوطني بوسائل وأساليب شتى حتى وصلت الى حد الافتراء الوقح في وضح النهار. فادعت مؤخرا ان جمعية الوفاق بعثت بطاقة دعوة للمعذب المجرم ناصر بن حمد آل خليفة، لحضور مؤتمر لشباب الثورات. وكان هدفها واضحا وسخيفا ووقحا واجراميا: الوقيعة بين اطراف المعارضة لاضعاف الحراك الشعبي واشغال الرأي العام بالتراشق. واحسنت الوفاق عندما اصدرت بيانا فضحت فيه ادعاء الخليفيين، ومنعت بذلك حدوث ذلك التراشق. فالمجرم ناصر بن حمد دخل اشد صفحات التاريخ سوادا عندما تحول من "امير" الى معذب يتسم بالسادية والتلذذ بتعذيب السجناء داخل الزنزانات وعلى نقاط التفتيش وفي شوارع سترة وحلبة السباق. هذا المجرم لن يفلت من القصاص القانوني العادل سواء امام القضاء الدولي ام القضاء المحلي الذي سيحرر من قبضة المحتلين الخليفيين والسعوديين. ومن المؤكد ان التماسك الاجتماعي امر مقلق جدا للعصابة الخليفية، ولطالما سعى الثوار لمنع الاستسلام لحيل الخليفيين ومؤامراتهم وخدعهم. فالمواطنون السنة مظلومون كما هم المواطنون الشيعة، واذا حدث التغيير السياسي المحتوم انشاء الله، فسينعم جميع المواطنين الاصليين (شيعة وسنة) باوضاع افضل، وسيكون للمواطنين السنة نصيب اكبر كثيرا في الحكم والادارة بالاضافة للحرية والكرامة. والدليل على ذلك ان الخليفيين يستحوذون الآن على اكثر من ستين بالمائة من المقاعد الوزارية والمناصب الادارية المتقدمة، ويشترك المواطنون الاصليون (الشيعة والسنة) في اقل من40 بالمائة. وعندما يسقط الخليفيون فسيتمتع هؤلاء بحريتهم وحقوقهم العادلة بدون ان يستحوذ احد على الآخر او ينتقص حقه او يسعى لالغائه كما يفعل الخليفيون المحتلون بالتجنيس والتهميش والتمييز. ونهيب باخوتنا المسلمين السنة عدم الانجرار الى خطط عصابة مجرمة لا تنتمي للارض او الشعب، وتعامل من يعارضها من الشيعة او السنة بالقمع والتعذيب والسجن والابادة.

العصابة الخليفية تسعى لتكريس وجود خطين في الحراك من اجل التغيير: ثوري وسياسي، وتسعى بشكل متواصل لاحداث الشروخ بينهما آملة ان يحدث اختلاف حاد يضعف الثورة ويحولها الى "احتجاجات" سياسية من اجل مطالب محدودة. فالثورة خط وثقافة وخيار، اصبحت متاصلة في جذور الشعب والوطن ولن تستطيع قوة ما ان تقتلعها مهما مارست من ارهاب وقتل جماعي وظلم وارهاب. ثورة البحرين واجهت اربع قوى تآمرت ضد الحرية والديمقراطية: الاحتلال السعودي والاسطول الخامس الامريكي وقوى الامن البريطانية والاستخبارات الاسرائيلية. مع ذلك صمدت الثورة واستعصت على محاولات الكسر. بل انها نجحت في نقل الثورة الى عمق الداخل السعودي، فها هي المنطقة الشرقية تثور ضد الاستبداد السعودي، وها هي مناطق القصيم والجوف والرياض والمدينة تتحرك مطالبة باطلاق سراح ابنائها، فمهما كانت التهم الموجهة لهم فان من الاجرام ابقاء ما يصل الى 30 الفا من المواطنين وراء القضبان بدون محاكمات وربما بدون زيارات عائلية. وان مشهد عائلات هؤلاء المظلومين يقطع القلب لان بعضهم لم ير ابنه منذ سنوات. انه الظلم القبلي الذي لا يعرف الرحمة ولا يعترف بحقوق الانسان. والاستبداد الذي لا يعرف الحدود، ولا يؤمن بكرامة الانسان، ولا يعترف بحكم القانون. فالثورة اصبحت خيار الشعب للتغيير ولا تقبل المهادنة او المساومة او الاستسلام امام القمع والارهاب السلطوي الغاشم. الثورة هي اليوم عنوان كرامة الشعب ووجوده وبدونها يتلاشى وجوده وتضمر قيمته. وبعد مرور عشرين شهرا اصبحت الثورة الخيار الوحيد لتحرير البلاد من القبضة الاستبدادية والاحتلال.

لقد ظهرت الهزائم المنكرة للعدو الخليفي للعلن، فقد هرع مسؤولوه في الاسابيع الاخيرة لاسترضاء ايران في محاولة لاصلاح العلاقات التي تدهورت نتيجة غرور الخليفيين بعد ثورة الشعب ضدهم. فارسلوا سفيرهم بقرار من طرف واحد، وجاء الرد الايراني واضحا وصريحا ومدمرا لسمعة الخليفيين: لن نعيد سفيرنا الا بعد ان توقفوا قمع الشعب البحراني. ثم سعى الخليفيون لفرض نفسهم على ايران، وحاول السعوديون ترتيب مقاعد الزعماء في عشاء رسمي خلال القمة الاسلامية في مكة بشكل يتيح للديكتاتور الجلوس بجانب الرئيس الايراني، احمدي نجاد، ولكنه تحاشى ذلك وتجاهل وجود الديكتاتور وخرج من القاعة بدون ان يكلمه. وخلال قمة عدم الانحياز تحدث وزير خارجية الخليفيين لوزير الخارجية الايراني طالبا منه التدخل لحل الازمة، فقال: لا استطيع تبرير بقاء رئيس وزرائكم 41 عاما في منصبه وانا استغرب من استماتتكم لابقائه. برغم كل هذه الطلبات المهينة من قبل الطغمة الخليفية المهزومة. فمن المنتصر هنا ومن المهزوم؟ هذه الاخفاقات والفضائح دفعت وزير العدل الخليفي للتظاهر بالرجولة وتهديد علماء الدين بالاعتقال والتعذيب ان استمروا في الوقوف بجانب الشعب والثورة. كما اصدروا قرارهم القمعي الاخير بسجن من يمارس حرية التعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. هذه الاجراءات جاءت بعد مؤتمر جنيف واعلان الطغمة الخليفية موافقتها على 156 من توصيات مجلس حقوق الانسان لوقف الانتهاكات الجسيمة والتعذيب والافلات من العقاب. وامام كل هزيمة يتظاهر الخليفيون المجرمون بغير ذلك، مع ان المواطنين يعرفون ذلك ويعلمون ان الخليفيين هزموا منذ زمن وانهم انما يعيشون في الوقت الضائع. ومع استمرار قتل البحرانيين بدم بارد، وآخرهم الشهيدان، الرضيعة هدى ذات الاحد عشر شهرا، والرجل الستيني، الحاج مهدي علي المرهون، من منطقة المعاميرالذين قتلا بالغازات الكيماوية ظلما وعدوانا.

الخيار الثوري اصبح حقيقة لا يستطيع احد تجاوزها او القفز عليها. اما الخيار السياسي فقد تراجع كثيرا وتضاءلت حظوظه في النجاح، ونستطيع القول ان فترة الحل السياسي انتهت تماما منذ دخول الاحتلال السعودي للبلاد. ولذلك يصر الثوار على هزيمة الاحتلال واخراجه مهزوما مدحورا ذليلا بدون قيد او شرط، ومعه الاستبداد الخليفي الجاثم على صدور البحرانيين منذ عقود. وبانتهاء آفاق الحل السياسي اصبحت الثورة هي الخيار الوحيد لاخراج البلاد من الازمة وتحرير الشعب من قبضة الجلادين. وتؤكد الاساليب المفضوحة التي تمارسها الطغمة الخليفية خواءها الكامل وخيبة املها بكسر ارادة الشعب او تقويض وحدته. فسياسات الخداع والتشويش الاعلامي والادعاءات الكاذبة والقتل وقمع الحريات بالقانون، انما تكرس قناعة الشعب بضرورة التخلص من الحكم الخليفي باسرع وقت، لحماية الكرامة الانسانية والقضاء على الديكتاتورية والاستبداد والجريمة المقننة. اننا نهيب بثوارنا الاشاوس البقاء في الميادين والساحات، وتفعيل المقاومة المدنية والتوكل على الله في كل ذلك مع ضرورة التحلي بالصبر الايجابي والايمان العميق بنفاذ حكم الله في الطغاة والمجرمين "انا من المجرمين منتقمون".

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفقك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
19 اكتوبر 2012