كلمة عائلة الأمين العام الأستاذ المشيمع في جمعية الوفاق
 

كلمة عائلة الأمين العام الأستاذ المشيمع في الوقفة التضامنة في جمعية الوفاق الأسلامية


نشكر لكم أولاً اهتمامكم بقضية الرموز القادة داعين الله العليّ القدير أن يكتبه لكم في ميزان حسناتكم. للانصاف، لا يمكننا أن نختصر سيرة الوالد الأستاذ حسن مشيمع في بضع كلمات، لكن نكتب ما نقدر عليه و الله الموفق:-
برز الوالد الأستاذ حسن مشيمع سيرته منذ الثمانينات من القرن الماضي؛ حيث كان مهتماً بالشأن الإسلامي والسياسي وقد تصدى في بداياته للتدريس الديني في مسقط رأسه بجدحفص ثم نمى حسه السياسي متأثراً بالفكر الإسلامي كمحرك أساسي له. شارك الوالد بعد ذلك في فترة انتفاضة الكرامة في تسعينات القرن الماضي مع الشيخ الجمري رحمة الله عليه و باقي رفقاء درب الشوكة في كتابة العريضة النخبوية والشعبية قبل انطلاق الانتفاضة وقد سموهم في تلك الفترة بأصحاب المبادرة وكانوا هم قادة الشعب و قد أدى ذلك إلى اعتقاله لمدة ست سنوات رفض فيها الخنوع و الإذلال.
بعد خروجه من السجن و بعد الميثاق كان الأستاذ أحد المؤسسين الأساسيين لهذه الجمعية " جمعية الوفاق الوطني الإسلامية " و لم يتوقف الأستاذ عن المطالبة بحقوق الشعب حتى في أصعب الظروف بل كان مستمّراً في طريق ذات الشوكة مع قلة الناصرين. و قد أدى ذلك لاعتقاله لأكثر من مرة كان آخرها الاعتقال بعد الثورة في 17 مارس 2011.
إن الوالد الأستاذ حسن مشيمع دائماً ما يؤكد أنه ندب نفسه لخدمة شعب البحرين و أنه مستعد للاعتقال و القتل في سبيل هذه الخدمة و أن هذه هي سبيله لتحقيق رضا الله سبحانه و تعالى. و يبعث الوالد من خلف السجون سلامه الحار لكم أيها الشعب الكريم و ننقل لكم اشتياقه الشديد لرؤيتكم و خدمتكم بكل السبل و الطرق.
إن الأستاذ دائماً ما يتأثر عند سماع الشدائد التي تمرّون بها، و هو يواسي عوائل الشهداء و الجرحى و السجناء، لكنّه يشدّ على أيديكم بالصمود متمثلاً بالآية القرآنية: " إن مع العسر يسراً، فإن مع العسر يسراً " و قول الأمير عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم مفسراً الآية: " أبشروا فلن يغلب عسرٌ يسرين "
بالنسبة للوالد في الوضع الحالي؛ فإنه كان قد تشافى من مرض السرطان كليّاً في العام 2010 وقد أخبره الأطباء بأنه لابد أن يأخذ جرعات وقائية لمنع عودة المرض اليه، لكنه و بعد رجوعه و اعتقاله و التعذيب الوحشي الذي تعرض له، منع من الدواء في الفترة الأولى من الاعتقال، ثم أخذوه إلى مكان مجهول و هو مصمدُ العينين مكبل اليدين و أعطوه جرعة لا يعلم هو ولا نحن محتواها. كُرِرَ هذا العمل ثلاث مرات. بعدها أخبره الطبيب و الذي لا يراه ولا يعرفه بأن مرض السرطان قد عاوده.
عند علمنا بذلك تحركنا مع المحامي للمطالبة بفحصه من قبل جهة محايدة أو الإفراج عنه تبعا لحالته الصحية. و ناشدنا المنظمات الدولية و الناس للتحرك لانقاذه راجين من الله أن يفك كربته و كربة هذا الشعب. لكن دون فائدة إذ أن إدارة السجن لم تسمح لنا بفحصه و لم تتجاوب معنا بأي طريق.
وبعد الضغط المتواصل لأكثر من سبعة شهور ردت إدارة السجن بنفي عودة المرض للوالد نهائياً، ثم بعد ذلك بشهرين سمحت لأحد الأطباء المحايدين برؤية نتائج الفحوصات حيث أخبرنا بأن المرض غير موجود.
لكنّ الغريب في الأمر أننا حاولنا الحصول على نتائج التقارير و صور الأشعة لكي نرسلها للخارج للتأكد من صحة المعلومات وقد مرّ الآن أكثر من تسعة شهور دون ردٍ من إدارة السجن، الأمر الذي يجعلنا في قلقٍ دائم بأن هناك خطباً ما.
إننا كعائلة الأستاذ حسن مشيمع و في الوقت الذي نفتخر بالوالد و بصموده و بقاءه على مبادئه مهما تغيرت الأزمنة و الموازين؛ قد تعرضنا للارهاب و الرعب عند اعتقاله. و بسبب الأحداث التي قدمناها مسبقاً بخصوص مرضه فإننا لا نثق البتة في إدارة السجن و حياديتها من الوالد. بل نطالب بأن يعرض على جهة مستقلة تماماً و أن نتسلم جميع التقارير و الصور لفحوصاته لكي نعرضها على أطباء خارج البحرين لكي نطمئن بأنه معافى تماماً من هذا المرض.
نجدد شكرنا لكم على الاهتمام بقضية قادة الشعب، و ندعو الله أن يفرغ عليكم صبراً يا شعبنا المرابط و ينصركم عاجلاً قريباً إنه سميع مجيب.

صادر عن عائلة الأستاذ حسن مشيمع
16 أكتوبر 2012

https://fbcdn-sphotos-e-a.akamaihd.n...52673409_n.jpg