الغرب يريد الوفاق ان تهيمن على حكم جمهورية البحرين بعد سقوط النظام
 

حراك وخطاب الوفاق الذي لم يتغير عملياً منذ بداية الثورة حتى هذا اليوم لهو دليل قاطع بإن الوفاق تعمل بإجندة سياسية محددة تبدأ عند نقطة و تنتهي عند نقطة ، عكس باقي التيارات الأخرى فحراكها متناغم مع مستويات الأحداث و نبض الشارع.

الوفاق صنعها الشعب وهي لم تصنع نفسها و في الحقيقة فإن ثقلها السياسي يحمله 7 أشخاص و يشكل الشيخ علي سلمان فيهم 90% من الجمعية بأكملها و كان لإحتكار الترشيح الشيعي في البرلمان للوفاق و استخدامها للدعاية الدينية الفضل الكبير في الحصول على 65% من اصوات البرلمان و إقتناع الكثيرين بهم في ظل الهدوء التام و الجمود السياسي الذي كان يعيشه الشعب فترة ما بين 2002 حتى 2010 لأن الشعب كان نائماً و ما زال مخدراً بسبب المشروع الإصلاحي. في المقابل كانت هناك فئة كبيرة من الشعب تتذمر من حارقي الإطارات و تعتبر تيار الممانعة مثير للمشاكل و السبب هو الإعلام الحكومي و الشيعة الذين كانوا في البرلمان يألبون الرأي العام على قوى الممانعة، إلى أن جاءت ثورة 14 فبراير التي لم تتزعمها الوفاق إلا بعد إنتهاء قانون الطوارئ لتطرح سقف اقل من سقف الثورة والسبب هو ان تحقيق سقف المطالب من داخل العملية السياسية عبر التفاهم و المبادرات و الحوار لن و لم يتم بدون ان ترضى اميركا و الخليج بهذا السقف، و هذا هو مبدأ قوى المسايرة في كل العالم ( فن الممكن و ركوب الموجة و الإستفادة من المتغيرات لتحقيق غايات معينة ) مثل الإخوان المسلمين في مصر و اللقاء المشترك في اليمن و جماعة مصطفى عبدالجليل في ليبا و إلخ . هذه الأجندة السياسية التي انتهجتها الوفاق في ظل القتل و الدمار كانت سبباً في تراجع شعبية الوفاق بشكل دراماتيكي بين الطائفة الشيعية في البحرين بل و سقطت سقوط مدوي لا ينكره إلا مكابر يعاني من جنون العظمة او إنسان لا يحتك بعامة الشارع الشيعي.

و لو كانت امريكا تريد إسقاط النظام و اسقطته في مارس 2011 فلن تكترث بضرورة إلتفاف الناس حول الوفاق تماماً مثلما لم تكترث بإلتفاف الناس حول إخوان مصر و لا اللقاء المشترك في ليبيا و لا جماعة مصطفى عبدالجليل في ليبيا لأن الانظمة سقطت و الهندسة يمكن ان تطبخ على نار هادئة ، و لكن في البحرين قد كثرت في هذه الأيام عبارة ( لازم الشعب يتوحد ) بين شخصيات وفاقية و بعض جماهيرهم المتبقية بسبب إحساسهم ان الشعب بدأ يكرههم، و في نفس الوقت تظهر اصوات من الحكومة و من جماعات قليلة مؤيدة للجمعيات بأن الشارع الثوري في البحرين هو شيرازي + إيراني + صدري + حزب الله، و هذه طبعاً هي القوى الشيعية الممانعة التي ابتعدت عنها قوى المسايرة إعتقاداً منها ان ذلك يلصق بها صفة الوطنية و لا يقطع الدعم الاجنبي عنها. و هذه محاولة من النظام و أمريكا لتقسيم الشارع الشيعي تماماً كما فعلوا في العراق اثناء الأحتلال ليتفردوا بحزب واحد بعد التغيير قبل ان تسقط شعبيته و يصبحوا في ورطة وكلنا رأينا هذا السيناريو في العراق بين القوى الشيعية التي أيدت الإحتلال و قاتلت لجانبه و القوى الشيعية الأخرى التي حاربت الإحتلال، فالقوى التي أيدت الإحتلال هي اليوم الاحزاب المدللة عند الأمريكان بعد إسقاط صدام و كل من شارك في الحكومة بشكل قوي كان مدعوماً من أمريكا التي شكلت لهم أئتلاف أحزاب لأن كل الاحزاب سقطت سقوط مدوي أمام التيار الصدري الراديكالي المؤمن.

و أخيراً فإن توظيف الحكومة لصحيفة الوطن لضرب أمريكا و قطر لم يأتي من فراغ في هذه الصحيفة التي يمولها وزير الديوان الملكي، بل ان الحكومة على علم بأن مشروع التغيير في الخليج و الشرق الأوسط بأكمله و التي ترعاه امريكا + قطر + تركيا سينتج عنه دولة شيعية في الخليج ( لأسباب كثيرة لا وقت لذكرها ) و هذا ما جعل آل خليفة يعتبرون ثورة 14 فبراير بداية النهاية لهم، حتى وصل الحال قبل عدة ايام إلى ان تكتب صحيفة خليفية ان قطر ستمول الثوار في البحرين بالسلاح ! و هنا يمكن القول ان التغيير في الخليج سيتفاوت بسبب حساسية المنطقة و إنشغال الدول الإستعمارية في مناطق قريبة من إسرائيل كمصر و سوريا و لكن البحرين سيشملهما التغيير و كما هو واضح فإن أمريكا ستفضل الوفاق كحاكم فعلي لجمهورية البحرين القادمة و ستكرر سيناريو العراق في البحرين.