منتدى استراحات زايد - 26 معتقل في طور النسيان.. لا إجتماعات سرية .. ولا إطارات .. تطالب بالإفراج عنهم !!

26 معتقل في طور النسيان.. لا إجتماعات سرية .. ولا إطارات .. تطالب بالإفراج عنهم !!

لم تكن الحكومة لتقوى على المواجهات الأمنية أكثر ، ولم تكن لتشعر ولا للحظة أن تكون البحرين كرةٌ من نار في ما يسمى بأيام " الفورملا 1 " ، خصوصاً وأن الشقيقة "قطر" قد حشّدت لحلبتها إعلامياً ما لم تحشده البحرين في كل سنواتها الماضية لإستضافة هذا الإستحقاق الرياضي في سنتها المقبلة .

الحكومة كانت أمام خياران لا ثالث لهم ، ولا أصل لهذا الخيار الثالث أصلاً بينهم ، وهو إما إطلاق سراح المعتقلين والنزول لرغبة الشارع أو خسارة الإستحقاق مع الملايين من الدينارات من إعلامٍ وفنادق وسياحة وكل الأمور المرتبطة بهذا الإستحقاق .

فجاء لقاء العلماء الأجلاء بالملك ، على طبقٍ من ذهب للظهور إعلامياً بصورة "رامبو" البطل المصلح والمنفتح ، فأطلق سراح المعتقلين السياسين مباشرةً ، وركّز على أن يكون الأستاذ والشيخ على رأس قوائم الإفراج ، ووقعت المعارضة للمرة الثانية في وحل مكر الملك ، فلم يكن عفواً شاملاً بل مقيداً إلى أجلٍ غير مسمىً ، وركزت الحكومة والنيابة على هذا الأمر في أكثر من موضع ، ولم يحرق الملك كل أوراقه ، فأبقى بـ26 معتقل كورقة مساومة ، كما فعل تماماً عند الإفراج عن أصحاب المبادرة وعلى رأسهم سماحة القائد الشيخ الجمري –قدس- إبان الإنتفاضة المباركة ، فأبقى حينذاك على 350 محكوم ، إستخدمهم لقبيل التصويت على ميثاق العمل الوطني ،ليُمزج بذلك نشوة النسيان مع نشوة الفرحة .

وكان الأمر بعد ذلك ، هو التصويت على ميثاق العمل الوطني والدخول في عملية الإصلاحات الشاملة العامة ، والجلوس على طاولة الحوار الوطني ، فنكث عهده – كعادته – وإنقلب على ميثاق العمل الوطني ودستور 73 وأصدر في 14-2-2002 ورقة المنحة ، وأوهم المعارضة بأن الحوار الوطني المزعوم سيكون من تحت قبة جمعياتٍ سياسية ، فـ"ستانست" المعارضة بما يسمى بـ"الجمعيات" وقيدها بعد ذلك بالتسجيل تحت وزاراته وتحت هيمنة وزرائه ، فوجدوا أنفسهم مرغمين بالتسجيل تحت قبة قانون الجمعيات وما لحقه من قوانين قصمت ظهر الشعب .. الآن .. تعاد الكّرة لينقلب بعد الإفراج على الحوار الوطني ،ليقول بأن الحوار لن يكون إلا تحت قبة هذا البرلمان "الكسيح" وسيزّينه ويرسمه بصورة جميلة ، ليُرغم المعارضة مرةٍ أخرى على المشاركة ، وبـ"تسانس" مرة ثانية لتنصدم بالواقع المرير للمرة المليون .

من خلال المعطيات الأخيرة الموجزة ، أثبت النظام بأنه نظامٌ بدوي قسري لا يتأصل من أصله الثأري والإنتقامي ، ولا يسعى أبداً للجلوس على طاولة حوارٍ ما وإن كان هذا الحوار صورياً حتى ، مهما كان الثمن ومهما دفع بذلك من تضحياتٍ و وقت .

والسؤال الذي يدور الآن ، لماذا أبقى النظام على 26 معتقل إلى الآن ؟؟ ولم يتم الإفراج عنهم رغم شمولهم بما يسمى بـ"العفو الملكي الشامل" .. وهل أصحاب المفاوضات السرية التي تم الكشف عنها مؤخراً ، لم يكن لهؤولاء الشبان منهم نصيب ؟؟ وإن كان .. فأين وصلت ؟ خصوصاً وإن تحريك الشارع بات عظماً في البلعوم بالنسبة للبعض ، وإن كانت الإجتماعات الدبلوماسية وتحريك ما تحت الطاولة و " حب الخشوم " هو المخرج الآن وهو الذي أفرج عن المعتقلين .. ولم يكن للإطارات وزجاجات الملوتوف و"الصبية المراهقة " أي تأثير ..!! ولم يكن توقيت " الفورملا 1 " هدفٌ يخاف النظام الإخلال به .. فأين ذلك من هؤولاء الـ26 معتقل ؟؟

يبدو إن هؤولاء الـ26 معتقل سيبقون في السجن ، لحين إعتقال عالم دين أو رمزٍ سياسي أو وطني ، حتى يُفرج عنهم ، تماماً كما حدث لمعتقلي الشهيد علي جاسم في ديسمبر 2007 ..