مؤشرات تهاوي شعبية الوفاق بدأت تطفو على السطح، وعلى الجمعية ان تصحى
 

أمريكا قررت في مارس 2011 عدم القبول بإسقاط النطام الخليفي و المساعدة في ردع كل من يطالب بإسقاطه. و لذك قررت امريكا الدعوة للحوار بين النطام و من يقبل ببقاءه و ترى امريكا ان ضمان بقاء ال خليفة يتطلب نزع فتيل المقاومة لعدم قطع الطريق على الحوار وتجنب تساقط الضحايا لمنع تغذية الثورة و من ثم منع تصعيد المقاومة و إيقاف الصخب الثوري على التوالي.

امريكا لا تستطيع بنفسها ان تروج لمشروعها ، فتطلب ممن يشترك فيه ان يروج له و يحافظ على أسسه.و لا شك ان الجمعيات السياسية بقيادة ( الوفاق ) وافقت على الحوار كما نعلم و بدأت بالترويج له لتهيئة الناس و محاولة إفهامهم أسس الحراك بإستخدام نظرية ( الدعاية السياسية ) و هو اسلوب لاقناع الجمهور عن طريق توجيه و مخاطبة عقله الباطن ليشعر تلقائياً انك على حق ، مثلاً للترويج للسلمية ( السلمية تبهر العالم ) ( قوتكم بسلميتكم ) ( الحمدلله ما مات ولا شرطي ) ( المدهوس دمية ) ( حمل الوردة )، لاحظوا ان هذه الخطابات و الافعال كانت مجدية في بداية الثورة و خدعت ناس كثيرون، حيث كان الغالبية يعتقدون فعلاً ان السلمية قوة و ممارسة غيرها هو ارهاب و لن يتعاطف معنا العالم بعد ذلك، ويجب ان نكون سلميون ليتقدم أوباما و يقتلع خليفة بسبب تحضرنا و من الأحلام الوردية التي عاشها الشعب مع السلمية فعلاً هو تفاعله الملحوظ مع نغمة ( المدهوس دمية ) اعتقاداً من الغالبية بإستحالة وجود المقاومة في فترة ( الورود ). ثم اكتشفنا بعد ذلك ان المدهوسين فعلاً مرتزقة و كانوا اربعة و ليس واحد.

و من اساليب الدعاية السياسية التي استخدمتها الوفاق لمحاولة الابتعاد عن ايران مثل ( لا نريد تدخل سعودي ولا إيراني ) ( نريد دولة مدنية ) او للتقرب من ال خليفة و ال سعود ( ولائنا لآل خليفة و نطالب بإصلاح النطام ) ( حضور عزاء والدة خليفة ) ( تنكيس الاعلام عند وفاة نايف ) او للتقرب من امريكا من خلال ( الوقوف على الحياد في الشأن السوري ).

كل تلك الممارسات انقلبت على الوفاق اليوم، حيث لا يمكن للوفاق اطلاقاً ترويج اي من تلك الأفكار اطلاقاً على الشارع، ناهيك ان الكثير من الشعب بدأ يدرك الخطأ الكبير الذي وقعنا به جراء المسير في ذلك الطريق، حاولت الوفاق قبل فترات لتغيير نوعية الخطاب الترويجي و لكن لم يعد ذلك مجدياً لأن الجميع تغيرت نفسيته، حيث بدأ الشعب يرى ان المولوتوف سلاح بحراني اصيل و سلاح لم يعد كافياً و بدأ الشعب يبدي إستياءه من الاسلوب الاحتجاجي للوفاق، حتى جمهور الوفاق اصبح لا يتحدث عن الجمعية ابداً لمجموعة من الناس الا اذا كان يعرف توجهات تلك المجموعة ( يعني كحالة عامة مدح الوفاق اصبح امراً غير محبباً ولا يجرؤ الموالين للجمعية مدحها في اي وقت)، و حتى بعض الكتاب او المحللين المعروفين بولائهم للجمعيات والذين يظهرون في بعض القنوات خجلوا من انفسهم و تركوا الحديث عن السلمية و الحوار و خوالد و غيرها لما يسبب لهم من حرج ( رغم ان بعضهم ما زال موالياً بالمطلق للجمعيات و لكنه يتصنع بسبب ادراكه لحجم التغير النفسي للشعب و امكانية ان تتهاوى شعبيته لو مدح الوفاق و طريقتهم ). حتى عوائل الشهداء بدأ أصواتها تتعالى مثل اب احمد فرحان و أب المؤمن و أب علي الشيخ و ابو تاكي و والدي علي مشيمع و يوسف موالي كلهم اصبحوا ينتقدون الوفاق علناً من شدة الغضب.

هكذا سقطت شعبية الوفاق. فهل تستمر الوفاق في نفس الاسلوب بعد ان ازداد وعي الشعب و بدأ يجيد فك طلاسمهم؟ هل شعبية الوفاق ستتهاوى اكثر؟؟