منتدى استراحات زايد - التغطية المباشرة:ختام فاتحة الشهيد محمد مشيمع والزحف المقدَّس للميدان

الإعلام المقاوم - ملتقى البحرين

جمعةٌ ستشتد حماوتها وسخونتها في الساعات المقبلة. شهيدٌ تزهق روحه بعد رحلة قاسية مع ألم المرض وإهمال الرعاية الصحية له بشماتةٍ واستهتار.. بالأمس القريب حين هوى الشهيد البطل علي نعمة صريعاً بالرصاص الإنشطاري في صدد ارتفعت صرخات الغضب والنقمة على نظام استفحلت جرائمه واستحكمت عداوته وتجاوزه لحدود الله.

لقد تعاظم المدّ الثوري في البحرين مع إعلان نبأ ارتحال الشهيد المظلوم محمد مشيمع عن الدنيا على طريق الشهداء الأبرار والعزّة والفخار.. طريق الأنبياء والمصلحية والقائمين بالقسط من الناس.. طريق أبي عبدالله الحسين عليه السلام وموسى بن جعفر الذي لم تنحني هامته إلا لله الواحد القهّار.

المنامة بالأمس كانت مزدحمة بالمشيّعين الذين توافدوا إليها من كل حدب وصوب للمشاركة في واجب العزاء والمواساة وتشييع والدة الحقوقي الكبير نبيل رجب رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان الذي يقضي حكماً بالسجن 3 سنوات في سجن جو، وأيضاً المرحومة المتوفاة هي شقيقة الناشط المجاهد الأستاذ "برويز" الذي يقضي حكماً 15 عاماً مع النشطاء والرموز القادة.

والدةٌ محزونٌ فؤادها على فراق ولدها "نبيل" الذي يقبع في سجن جو، ترتحل في صمتٍ إلى الرفيق الأعلى. إنَّ وفاة "أمّ نبيل" استحضرت إلى الواجهة بقوّة آلاف الحالات الإنسانية والمعاناة المريرة من آمهات وأباء وأبناء وعوائل الشهداء والأسرى بفقدان أحبتّهم وحرمان عصابة الحكم إياهم من ملاقاة ذويهم انتقاماً من موقفهم اتجاهه وعدم قبولهم بالتعايش معه وهي قناعة تعززت بعد أكثر من عام ونصف من الجرائم المتواصلة أضف إلى ذلك سجل الجرائم المفتوح والطويل منذ غزو آل خليفة وعصابات القبائل المتحالفة معها البحرين قبل 250 عاما.

النظام الذي هدم بيوت الله ودنّس كتاب الله الأقدس وأحرقه وهتك الأعراض والحرمات هو نفسه من أعلن في تصريح صحفي أنه سمح لنبيل رجب وخاله الأستاذ برويز بالمشاركة في تشييع فقيدتهما مراعاةً للحالات الإنسانية! لكنَّ الوجه الدعائي هذا سرعان ما أسفر عن حالته الطبيعية بعد تعليق بسيط أدلى به الحقوقي نبيل رجب في المقبرة طالب فيه بالحفاظ على مسيرة الثورة واستمرار مقارعة النظام والمستبد وتكثيف الفعاليات في العاصمة المنامة.

عودةً إلى شهيدنا الغالي محمد مشيمع .. هو من بين آلاف المصابين بالمرض المزمن فقر الدم المنجلي (السكلر) في البحرين .. هذا المرض الذي يشعر معه المريض بآلام حادة في جسمه وعظامه ويحتاج في أوقات كثير من نوبات الألم لتزويده بالدم وتنويمه بالمستشفى والتخفيف من شدّة الألم والمعاناة وتجاوزها ليعود إلى حالته الطبيعية. في الآونة الأخيرة زادت نسبة الوفيات من المبتلين بهذا المرض، فإضافة إلى النقص المعهود في تجهيزات مستشفى السلمانية لاستقبال واستيعاب عدد أكبر من الحالات والمراجعين مستجداً يعرفه شعب البحرين تماماً وهو النزعة العنصرية والطائفية التي اشتدت مع اندلاع ثورة الرابع عشر من فبراير 2011 . لقد تمّ تجريد مستشفى السلمانية من كفاءاته الطبية المحترمة في المنطقة والعالم والمشهود لها بالنزاهة والمهنية وحسن الأداء، وتمّ تحويل هذا المجمع الطبي إلى ثكنة عسكرية بعد الهجوم الهمجي من وحدات الجيش ودرع الجزيرة العام الفائت واحتلاله بالقوة بعد ارتكاب جرائم حرب وحشية وجرائم ضدّ الإنسانية بحق الكادر الطبي والجرحى والمرضى.

اليوم .. هو ختام فاتحة شهيدنا المظلوم في بلدة الديه مسقطه رأسه، حين تتفجر مجدّداً مشاعر الغضب والسخط، والتأكيد على تقدّم الثورة في مسيرتها المباركة للإطاحة بسلطة آل خليفة واستعادة الحرية والكرامة لشعب عانى عقوداً من القهر والإضطهاد والحرمان.

الوعد يتجّدد ويشتدّ لتحرير ميدان العزّة والشهداء .. دوّار اللؤلؤ الحبيب .. ففيه قطراتٌ من دماءٍ زاكيةٍ سالت حتى تنبت شجرةَ الحرية التي تسري عروقها في قلوب الجماهير الملتهبة والمتعطشة إلى النصر المؤزر