السيد جعفر العلوي يؤبن شهداء وأحبة بكلمات مؤثرة
 

بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون

عند الله نحتسب شهدائنا وأحبتنا


الشهيدان الشابان .. وترابط الذكرى
* * في غربة الهجرة فُجعنا مؤخراً بإستشهاد شهيدين *كريمين . فقد رحل عن دنيانا الشهيدان السعيدان علي حسين نعمة ومحمد مشيمع، الشابان اللذان اغتصب النظام الخليفي الظالم حياتهما غصباً، فقتلهما في أول تفتح شبابيهما، أولهما (عليٌ حسين نعمة ) الشاب الذي سقط في ميدان البطولة والفداء مرملاً بدمائه الزكية الطاهرة، وبشهادته جالت بنا الذكريات الى كربلاء حيث سقط فتى أهل البيت *القاسم بن الحسن عليهما السلام. وشاب شهيد *آخر هو (محمد مشيمع) عُذب في السجن وزهقت روحه بتعمد الإهمال في علاجه فذكّرنا مصابه بمصيبة إمامنا الكاظم عليه السلام المسموم المقتول المعذب في غياهب السجون، كما ذكرني بالخصوص بحبيب شهيد عزيز علينا، كان معنا في سجن جو حيث تعمدوا إهمال علاجه هو المظلوم رضي زين الدين الشاب الذي كان يقطر عذوبة من رفعة الاخلاق ووعي الحياة إلا أن جلادي النظام الخليفي عذبوه كثيراً وبعنف ضربوه ضرباً قاسياً على الرأس في 1981 حتى افقدوه توازنه النفسي والعقلي *وبقى صريع آلامه وأهملوا علاجه حتى ذهب الى ربه شهيداً مظلوماً في داخل السجن عام 1986.*
عزائي ومواساتي لشعبنا العزيز وبالخصوص للكرام المحظوظين بكرامة الله عائلتي الشهيدين نعمة ومشيمع.*

فقيدا النعيم الحاج ال نوح والمجاهد النشيط
* * أخوان كريمان فقدناهما ممن نعتز بالمحبة المتبادلة معهما منذ زمن طويل، فالحاج حميد ال نوح صديق عرفته منذ طفولتي ولمست منه نعم المودة والأخلاق والعطاء الطيب في سبيل الله بالبذل بالمال والرأي فهو بحق ممن استثمر دنياه لآخرته، وما لقيته مرة الا احاطني بعناق الابتسامة والحفاوة والاحترام.*
* * أما الحاج المجاهد محمد رضا النشيط فقد كان رفيق العمل والجهاد. عمل معنا في الصندوق الحسيني الاجتماعي منذ عام 1977*فكان نعم المعين وساهم معنا في العمل الثوري ثم اعتقل *في 1980 إبان الهجمة الأمنية الشرسة ضد الطلائع الرسالية وبعد فترة من التعذيب والسجن اطلق سراحه، فهاجر الى خارج وطنه وعمل في الحركة الرسالية الجهادية الباسلة المعروفة يومها بالجبهة الاسلامية لتحرير البحرين فكان من العناصر المتقدمة في العمل والفداء معروفاً بصراحته وطيبته وحيويته ونقائه، وبعد هجرة دامت 20 عاماً رجع الى وطنه حاملاً قضية الجهاد والعمل في سبيل الله، ولطالما كرر أن مصائبنا المختلفة في البلد هي بسبب ظلم وطغيان الحكم الخليفي. وعمل بإخلاص وتفان قل نظيره *في جمعية الرسالة الإسلامية يقدم من وقته وجهده ومواهبه كل عزيز الى ان اجتاحه المرض المهلك فأودى بحياته تاركاً خلفه ذرية طيبة وعملاً صالحاً مثمراً وذكريات جميلة ناصعة بالمحبة والصدق والسرور. *فالى رحمة الله وعظيم أمنه وأمانه نحتسبه عند الله عاملاً مؤمناً وأعزي أهله أحبتي الكرام داعياً الله الكريم أن يلطف بهم.*
* *كما أتقدم بخالص العزاء للرمز الحقوقي نبيل رجب فرج الله عنه بوفاة المرحومة والدته أخت المجاهد البطل محمد جواد بيروز فرج الله عنه وعن بقية معتقلينا الأبطال. *

اللهم ارحم شهداءنا وأمواتنا وتغمدهم بواسع رحمتك وانظر الينا نظرة رحيمة نستكمل بها الكرامة من عندك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وشعبنا المجاهد وتذل فيها الطغاة ومن يقف معهم في خندق الظلم معيناً ومؤيداً لهم.*

السيد جعفر العلوي*
4 أكتوبر 2012