منتدى استراحات زايد - لمحة عن حياة المجاهد المرحوم محمد رضا النشيط (ميثمي

لمحة بسيطة عن حياة المجاهد المرحوم
محمد رضا النشيط (ميثمي - أبو مهدي)

((( استيقظت البارحة على أثر رؤيا، أن المجاهد الرسالي المرحوم عبدالأمير العرب ينتظر قدوم أحد.. فعلمت بأن (ميثمي) قد فارق الحياة )))

مع بداية انطلاقة الحماس الشعبي النقي تجاه انتصار أول ثورة إسلامية خرج شابٌ في عمر الزهور حاملا هموم شعبه ، تاركا وطنه وأحضان أهله ، ليلتحق بأول كوكبة رسالية اجتمعت على حب الخير لهذا الشعب المظلوم ومعاداة العائلة الفاسدة التي عادتهم لقرنين من الزمن في البحرين بلا رحمة أو شفقة.

أنطلق هذا الشاب بحماس دافعه الظلم الذي رآه منذ نعومة أظفاره ، وخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ملتحقا بركب الرساليين الذين حملوا أرواحهم على أكفهم وهموم الناس على أكتافهم وكتاب الله بيد و زينة الرجال –بكل فخر وإباء- في اليد الأخرى دون أن يخافوا في الله لومة لائم ، أو تهمة بإرهاب أو بعنف أو ما إلى ذلك من المفردات التي أختلقوها لضرب مبدأ مقاومة الشعوب لركائزهم وعملائهم الحكام، عازمون على قناعة ثابتة وهي أن هذا النظام غير قابل للإصلاح وأنه لابد أن يزول..

انطلق محمد رضا النشيط ، واتخذ لنفسه اسما حركيا يناسب زمانه ومكانه (ميثمي)! كافح وجاهد وضحى بكل تلك الأحلام التي تراود أي شاب في مثل عمره ، وقدم الجهاد على الراحة والتضحية على ملذات الدنيا.. امتاز في الرياضة القتالية كـ (الكراتيه) وأبدع فيها حتى صار مدربا قديرا تخرجت على يده نخبة متمكنة في هذا المضمار.. كما برع بامتياز من بين رفاقه الرساليين بفنون استخدام الحبال والتسلق بها.....

وظل (ميثمي) على العهد باق لما لا يقل عن ثلاثة عقود متتالية دون أن يرتد عن دربه طرفة عين.. قضى نيفا وعشرون عاما بين المنافي صابرا متحملا –مع رفيقة حياته زوجته المؤمنة الأخت المجاهدة (أم مقداد – أم مهدي)- متحديين كافة أنواع الضغوط مع مرارة العيش وظروف الغربة وشدة العوز دون أن يلينا للمغريات.. حتى عادا قبل عشرة أعوام إلى وطنهما واستقبلا استقبال الأبطال لأنهما كذلك.. وظل –كما زوجته الصابرة- على خطه ونهجه ثابت الخطى وفيا لزملائه الذين قضى معهم أجمل أيام حياته التي لا يمكن أن تعوض أو تعود أو يعود مثلها –كما يردد الرساليون ذلك بأنفسهم دائما..

مرت أعوام قلائل ...حتى أصيب هذا البطل بالخبيث – أعاذنا الله وإياكم من شره - وكأن خبث العائلة الخليفية لم يكفيه ، فأخذ يصارع هذاالمرض العضال بصلابة وصبر وعبادة مبتسما حتى آخر لحظات حياته مسلما أمره لله الذي قدّر أخيرا أن يأخذه إليه راحة له من الخبيثَين معا ، وبقي أخوته ورفاق دربه لِهَمّ الدنيا وغمها بعد أن استراح هو منها ، فهنيئا له بعد أن قضى عمرا في سبيل الله دون أن يفقد الأمل للحظة بل رواده حلم حتى آخر رمق من حياته دون أن يتحقق وهو التطوع في تدريب أبناء المؤمنين على الرياضة القتالية.

رحم الله المرحوم محمد النشيط وألهم الله شريكة دربه و مهدي وأبناءه وبناته وأهله ورفاقه الرساليين الصبر والسلوان.....و

"إنا لله وإنا إليه راجعون"
الفاتحة.....