منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   لا سقف للإنحطاط (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=1029069)

محروم.كوم 10-03-2012 08:50 PM

لا سقف للإنحطاط
 
بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صلّ على محمد وآل محمدٍ الطيّبين الطاهرين
السلام عليك يا شعب التضحيات يا شعب الشهداء وكل يوم أنت إلى النصر أقرب


من أسوء ما قد يعتري النفس البشرية أن تتجرّد من بعض الصفات اللازمة والتي بها تتميّز عن سائر المخلوقات وتعيش حالة من الكمال والرقيِّ عوضَ الإنحطاط والتسافل ومن الأمثلة على هذه الصفات: الغيرة والحميّة. كيف وإن كانت هذه الصفات مما تدخل في صميم العقيدة التي يتقرّب بها الإنسان إلى ربه ويعيش على الأرض كونه إنساناً لا حيوانا.

ومن الغريب والمخجل حقاً أن تجد بعض الحيوانات لا تشترك فحسب مع الإنسان في بعض الصفات والحالات والغرائز كالغيرة واستشعار الخطر المحدق والعمل على دفعه والدفاع عن النفس بكلّ ما أوتيت من قوّة وحيلة حتى الموت بل تجدها تتفوق عليه وتكون أكثر استماتة في تحصيل منفعتها والدفاع عن مصالحها وما تستحوذ عليه وتكون الحواس عندها أكثر قابلية وأضعاف ما لدى البشر كحدّة البصر والسرعة واللياقة البدنية وقوّة الإستشعار.

لربَّما الحيوانات ليس لها قدرة على التفكير العقلي كما لدى الإنسان لكنك إذا تابعت عالم الحيوان ستجد أن أصنافاً وفصائل حيوانية تمتلك حسّاً مذهلاً تستفيد من خلاله من التجارب التي تخوضها وتتكرّر عليها فيهرب الفأر مثلاً من مكان الخطر ولا يقع فيه مرّة أخرى ويتجنب سلوك الطريق الذي فيه مصيدة له.

منطق بسيط تحمله الحيوانات ليس بتعقيدات السقوف والحدود والخطوط التي يضعها بني البشر في مجالات الحياة العامة، في الدين، في السياسة، في الإقتصاد، في العلاقات المجتمعية، وفي العلاقات بين الدول، وفي تجارب الشعوب. هذا المنطق معياره هو درء الخطر ودفعه بكل ما أوتيت من قوّة لتبقى ولتعيش ولتحافظ على امتيازاتها ومنافعها التي يحاول حيوانٌ آخر أو فصيلةٌ أخرى من الحيوانات أن تأخذها منها. فخطها الأحمر هو الحفاظ على المنافع ودرء الأخطار.

ولو كانت معاشر الحيوانات تمتلك شيئاً من العقل والإدراك لصعقت من بني البشر وكيف يعيشون حياة حيوانيّة بل وأسوء وهم الذين أنعم الله عليهم بالعقل وأرسل الله إليهم الأنبياء والرسل لهدايتهم لصراطه المستقيم الذي يقودهم إلى رضوانه ونعيمه.

بالعقل يستطعيون أن يتَّعظوا من التجارب، ويعرفوا الصالحَ من الطالح، والصوابَ من الخطأ، والعدوَّ من الصديق. وباتباع شرائع الأنبياء والرسل تستقيم لهم الحياة ويطمئنّوا إلى حصاد أعمالهم في الدنيا بعد أن يرتحلوا عنها إلى دار الخلود والحياة الأبدية التي لا فناء فيها.

الآن عندما يوغل عدوّك في قتلك وتصفيتك وتكثر في صفوفك القتلى والجرحى تأتي وتقول ليس ما لما وقع في صفوفي من قتلى وجرحى وأسرى دخلٌ بسقف الإنحطاط الذي يمكن أن أصلَ إليه لأنني أصلاً لا أؤمن بشيء يسمى سقفاً فقد اعتدتُ أن أعيشَ في الحضيض وأسلّط بصري وبصيرتي إلى الأرض دوماً، أليسَ مع الحيوانات حقٌّ أن تسخر من إنسانٍ يقبلُ على نفسهِ هكذا حالاً ومصير؟ ألم يقل ربّ العالمين في وصف هؤلاء النوعيّة من الخلق:{ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً }

المستجارُ بالله


الساعة الآن 06:28 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227