منتدى استراحات زايد - "لؤلؤة أوال" في حوار مع قيادي في تيّار الوفاء (2-3): أمريكا عدوّ قذر

"لؤلؤة أوال" في حوار مع قيادي في تيّار الوفاء (2-3): أمريكا عدوّ قذر.. والانفتاح عليها لن ينفع شعبناhttp://www.lulu-awal.com/news/photos...1349267525.jpg
خاص – لؤلؤة أوال
دخل تيّار الوفاء الإسلامي في تحالف مطلبي مع حركة حقّ وحركة أحرار البحرين فيما عُرف بالتّحالف من أجل الجمهوريّة، وقد مثّل الإعلان عن هذا التّحالف مفصلاً هاماً في مسار ثورة البحرين، وأعطى السّاحة نقاشات إضافيّة حول سقف المطالب الشّعبيّة، وقد أُثيرت تساؤلات كثيرة حول الممكن والمستحيل. في الجزء الثّاني من الحوار، يطرح المسؤول السّياسي في تيار الوفاء، علي البحراني، تصوّر التّيار لمطلب "إسقاط النّظام" ومدى ملاءمة الظّروف لهذا الشّعار، كما يشرح موقف التّيار من الدّور الأمريكي في المنطقة عموماً، ومن ثورة البحرين على وجه الخصوص، مؤكّداً على أنّ أمريكا تظلّ عدوّاً، ولا يصلح التّعويل عليها في تحقيق آمال الشّعوب.

كيف تقيّمون مطلب "إسقاط النظام"؟
مطلب "إسقاط النظام" هو مطلبٌ واقعي وإستراتيجي بالنسبة لنا، ونحن نرى أن النظام الخليفي قدّم لنفسه كلّ مبررات السّقوط، سياسيّاً وأخلاقيّاً وأمنيّاً، وقد أثبتت التجربة التاريخيّة في الصّراع السّياسي المرير مع هذا النظام الفاسد؛ بأنه غير قابل للإصلاح. الشّعب أعطى للنظام عشرات الفرص، ولكن النّظام كان يستكبر ويستعلي، وحتى يوم 14 فبراير كانت هناك فرصة حقيقيّة للنّظام لإصلاح الوضع، وانجاز تحوّل تاريخي في البلد، لكنّه أصرّ على التجبّر وحُكم النّاس بالنار والحديد، بل إنه - أي النظام - غير مستعدّ لتطبيق توصيات بسيوني الذي جاء به لتبييض سجله الكارثي الذي اقترفه في فترة الطوارئ! فهل هذه الشّواهد التاريخيّة تدلّل على قابلية النظام للإصلاح؟ الجواب واضح.

المطالبة بنظام جمهوري حقّ مشروع

ما هو الإطار التأصيلي لهذا المطلب من وجهة نظركم؟
مطلب "إسقاط النظام"، و إقامة نظام حرٍّ و ديمقراطي يستند على الإرادة الحرة للشعب؛ هو مطلبٌ يستجيب للتعاليم الإسلامية والقيم الإنسانية المتعارفة عند شعوب العالم، فحتى ما يُعرف بالأنظمة الملكية الديمقراطية تشهد بعضها الآن بوادر حركات سياسيّة لإنهاء الأنظمة الملكية فيها، بعيداً عن الأسر الملكية التي حكمت بلادهم قبل قرون تحت ظروف معينة. لذلك نحن على قناعةٍ أنه حتى لو قبِل الشعب بسقف الإصلاح - بمعنى الحد الأدنى منه، وهو حكومة منتخبة ومجلس تشريعي كامل الصلاحيات - فحقُّ المطالبة بنظامٍ جمهوري من دون العائلة الخليفية، ومحاكمة المتورّطين من العائلة الخليفيّة في الجرائم؛ يجب أن يستمر بشكلٍ يتلائم مع الواقع الجديد في السّاحة.

لكن ما هو رأيكم بالقول أن مطلب إسقاط النظام لا يتناسب مع الوضع الدّاخلي والإقليمي والعالمي بشكل عام؟
يجدر التنويه على أنه ينبغي علينا – بوصفنا جماهير وقوى سياسيّة وثورية - ألا ندخل في سجال حول سقف المطالب الآن، فنحن لسنا في مرحلة حسْم الخيارات، وإنما علينا التركيز على الجانب الاحتجاجي و تصعيده، فتحقق أيّ من السقوف المطلبيّة يعتمد على الواقع على الأرض، وليس على الجانب التنظيري. ونحن نعتقد بأنه كما أن أركان النظام اهتزّت بشدّة – فعلا - عند اعتصام الناس في دوار اللؤلؤة، وكان في طريقه للسّقوط، ولذلك استعان بجيش الاحتلال السّعودي ومارس حملة انتقام هستيرية تعادل حجم الألم الذي أصابه تلك الفترة؛ فإنّ تكرار التجربة ممكنٌ، وأن المتغيرات الإقليميّة إنما تطمئن بزوال كلّ أنظمة الاستبداد، وفي مقدمتها النظام الخليفي الفاسد.

أمريكا عدو قذر

كيف تنظرون إلى دور الولايات المتحدة في ثورة البحرين؟ ولماذا لا تنفتحون عليها؟
أمريكا في قاموس تيار الوفاء الإسلامي هي عدوٌ يقوم بدور مشبوه وقذر جدّاً، وهو يستغلّ نفوذه في العالم والمنطقة لمحاصرة ثورة شعب البحرين وغيرها من الثورات، وهي غير مستعدة أبداً للتخلّي عن سيادتها في منطقة الخليج. وعلى الرغم من بعض الإشارات الإيجابية التي أرسلتها بعض قوى المعارضة إلى الإدارة الأمريكية؛ ألا إن موقف الأخيرة ازداد سوءً وتحيّزاً لنظام الحكم. لذلك نعتقد أن أمريكا اليوم تقود الثورة المضادة على ثورتنا المباركة، وتعمل على تمييعها وتصفيتها، وليس خفيّاً مواقفها المستفزّة للشعب من خلال مبعوثيها أو سفارتها داخل البلد، ولا يختلف عن استفزازها في الداخل مواقف مسؤوليها في أمريكا نفسها، واسألوا الأخوة الذين قابلوا مسؤولين أمريكيين عن الإجابات التي حُمّلت لهم. باختصار، أمريكا عدوّ ولا نجد لها وصفاً غير ذلك.

أمريكا مع النظام وضد الشّعب

لكن، ألا يمكن أن تمثّل دوراَ وسيطاً لحلّ المشاكل العالقة بين الشعب والحكم؟
بالنّسبة لنا، من الواضح عدم قدرة أمريكا وبريطانيا ممارسة دور الوسيط النّزيه في هذه المنطقة، فهي تنتصر دائما لصالح أنظمة الاستبداد فيها، بل وشكّلت الغطاء السّياسي والعسكري لاستمرار هذه الأنظمة في قمع شعوبها والقضاء على كافة مظاهر الحراك السياسي والثوري فيها أو توجيهه لصالحها، ولذلك فإنّ أمريكا تقود الثورة المضادة على ثورة شعب البحرين، واتضح ذلك جليّاً من خلال جولات سفيرها أو إيفاد مبعوثيها إلى البحرين، سواءً من خلال الممارسات الاستفزازيّة، مثل زيارة القائمة بالأعمال لعدد من عناصر المرتزقة في المستشفى، أو محاولة فرض الحلول الترقيعية والتسويات المنقوصة، أو من خلال رسائل التهديد المباشرة أو المبطّنة التي وجّهتها إلى قيادات المعارضة الرسمية، إضافة إلى حماية النّظام من الدّعاوى الجنائية في المحاكم الدولية. ما نراه هو استمرار الدّعم الأمريكي و البريطاني للنظام البحريني في المحافل الدولية، وأبرز مصاديق ذلك رفض الأمريكيين والبريطانيين التوقيع على بيان مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، والذي أدان فيه النظام البحريني، وخرج بتوصيات حقوقية في الشأن البحريني، وغير ذلك الكثير.

يعني ذلك، أنّكم غير قابلين لأي انفتاح على الدّور الأمريكي في حلّ الأزمة الحاليّة؟
على ضوء ماذكرناه قبل قليل، وبحسب تجارب الأحزاب السّياسيّة في دول الصّحوة الإسلاميّة مع أمريكا؛ فقد ثبُت أنه لا يمكن أن تمدّ أمريكا يد العون لحزبٍ أو شعب حرّ إلا بشروط تفرضها أمريكا لحماية مصالحها، والتي عادةً تكون مناقضة لمصالح الشعوب. واعتماداً على ذلك، فإن الانفتاح على أمريكا الآن لن يصب في صالح شعبنا على الإطلاق.

المصدر: http://www.lulu-awal.com/news.php?newsid=61